صدر حديثاً عن دار «هماليل» للنشر في أبوظبي، كتاب جديد للكاتب والباحث محمد وردي، بعنوان «الأنسنة والتجديد في فكر العلامة الشيخ عبدالله بن بيه»، وهو مقاربة فكرية تقوم على تفكيك محمولات خطاب العلامة الشيخ عبدالله بن بیه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، التي تجمع ما بين العقلانية والإيمانية؛ بأسلوبية فارهة، تبدو وكأنها وجدانية محضة. ويكشف الكاتب أن البنية الدلالية للخطاب تتجاوز البعد الوجداني إلى فضاء فكري فلسفي شفيف، يتأسس على ثلاثة منطلقات، يشكل كل منها قيمة عقلانية آسرة؛ من حيث مغايرته للسائد في الخطابات الإنسانية المعاصرة عموماً، حسبما يقول وردي. وفي المنطلق الأول، يكشف الكاتب أن خطاب العلامة ابن بيه خطاب فكري مفتوح على فضاءات دلالية وتأويلية فارهة الثراء، تجعله يبدو وكأنه خطاب وجداني . وأما في المنطلق الثاني، فيعتقد محمد وردي أن خطاب العلامة ابن بيه لا ينطلق من مفهوم التنوير؛ كما قدمته الحداثة الغربية، التي انتهت إلى تنميط الذات الإنسانية وكأنها صورة واحدة في القطيع البشري. حيث جرى أسر الإنسان في قالب فيزيولوجي بيولولوجي/نفسي، يتقدم فيه العقل أو الغريزة. فالتنوير الذي يرومه خطاب العلامة ابن بيه، فهو يتقصد الإنسان من خلال إعادة النظر في الطبيعة البشرية؛ باعتبار أن الذات هي كينونة فردية، فريدة ومتفردة بالدرجة الأولى. وهذا لا يعني أنه يجافي الحداثة أو يقاطعها، وإنما هو يعيد صياغتها على نحو أكمل .وبشان المنطلق الثالث، يؤكد المؤلف أن خطاب العلامة ابن بيه يقوم على فلسفة «الخير العام»، أي خير الإنسان للإنسان. إذ يركز خطابه على تشييد مفهوم «عمارة الأخوة الإنسانية» على أسس ثابتة، تتمثل بترسيخ وتعزيز قيم «الإنصاف» و«التضامن» و«بذل السلام للعالم» و«المواطنة الشاملة». طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :