تعاون الأسرة والمدرسة الحل الأمثل لضبط السلوك الطلابي

  • 2/28/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

طالب تربويون ومديرو مدارس بتشديد تطبيق اللائحة السلوكية في المدارس، لتقويم سلوك بعض الطلبة، كما طالبوا الأسر بممارسة دور أكبر تجاه أبنائها وتشديد الرقابة عليهم وتوجيههم نحو الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، لتفادي أضرارها، إلى جانب تبني سياسة المساءلة للأبناء، لتعزيز المسؤولية لدى الطالب وتجنب التصرفات التي تقلل من احترامه للمدرسة وتحصيله العلمي. في المقابل، أشار أولياء أمور إلى أن مسألة التربية تعتبر عملية طويلة بحاجة لصبر وتعاون بين المدرسة والأسرة، متفقين على أن أساس التنشئة يكمن في البيئة الحاضنة للطفل وهي الأسرة، مشددين كذلك على الدور المكمل للمدرسة عبر مراقبة السلوك والتحصيل العلمي للطالب وإبلاغ الأهل بأي اختلال في هذين الجانبين، انطلاقاً من مبدأ التعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. الخليج التقت مديري مدارس وتربويين وأولياء أمور، وأكدوا لها أهمية تضافر الجهود لمتابعة الطلبة وتوجيههم من أجل خلق جيل واع ومثقف قادر على تقديم إضافة نوعية للمجتمع في شتى المجالات، عبر التنشئة الصحيحة للطفل منذ نعومة أظفاره لتتكون لديه شخصية مستقلة. عبيد مفتاح المحرزي، مدير مدرسة الصقور، دعا إلى الالتزام بتطبيق اللائحة السلوكية وإعادة النظر فيها بين فترة وأخرى من قبل مجلس أبوظبي للتعليم، وضرورة تشديد بنودها، حتى يشعر الطالب بوجود رقابة على تصرفاته، بدون استخدام أسلوب الضرب، معتبراً الترابط بين المدرسة والأهل والمجتمع له دور مهم في تقويم هذا السلوك. وطالب أولياء أمور الطلبة بالتواصل الدائم مع المدرسة، لمعرفة تصرفات أبنائهم ومساعدة المعلم في تطبيق البرامج التوعوية والتوجيهية، مشيراً إلى أن السلوك عامل مهم في التأثير على شخصية الطالب في حياته العملية، ويعتبر من العناصر الأساسية في بناء حياة الإنسان، ومهما كانت درجات الطالب العلمية عالية وسلوكه سيئاً لا يمكنه أن يكون عنصراً فعالاً في المجتمع. إشكالية أولياء الأمور محمد إبراهيم الحوسني مدير مدرسة يعتبر السلوك عبارة عن مثلث متشابك بين المدرسة والأسرة ومجلس أبوظبي للتعليم، مشيراً إلى أن اللائحة السلوكية بالرغم من أنها متوافقة مع مجتمع دولة الإمارات والعادات والتقاليد السائدة، إلا أنها بحاجة لإضافات لإشعار الطالب بالرقابة على سلوكه، مشدداً على أهمية التزام المدرسة بتطبيق اللائحة السلوكية بما يتوافق مع استراتيجية مجلس أبوظبي للتعليم، بحيث تعزز الجانب الإيجابي وتصحح الجانب السلبي لدى الطلبة، مطالباً بتفعيل مجلس الآباء وإصدار نشرات توعوية وعقد اجتماعات دورية لأولياء الأمور، لتحقيق تواصل دائم بينهم وبين المدرسة. وأكد أهمية إطلاع الآباء على اللائحة السلوكية لمجلس أبوظبي للتعليم وفهم محتواها بالإضافة إلى إرشاد الطلبة وتوجيههم، بحيث يكونون داعمين للمدرسة في تقويم النشء، مشيراً إلى وجود إشكالية تتمثل في عدم تجاوب أولياء الأمور بالشكل الكافي مع اللائحة السلوكية، ويتم تطبيقها بصورة خاطئة، وبالتالي لا تأخذ اللائحة دورتها الكاملة في تحقيق الهدف، كما أن الآباء مطالبون بالتعاون في هذا الجانب. ثقافة الأسرة غادة محمد خلوف، مديرة مدرسة الشموخ ترى أن ممارسة الضرب ليست الطريقة الأمثل لتربية وتقويم سلوك الطالب وإرشاده، موضحةً أن ثقافة الأسرة لها دور مهم في تربية الطالب إلى جانب توجيه الآباء لأبنائهم نحو الطريقة الصحيحة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت من أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على السلوك في المدرسة. وطالبت بإعطاء الطالب الأهمية والثقة اللازمة في مرحلة المراهقة، وتحفيزه للقيام بالأفعال والسلوك الصحيح، مشيرة إلى أن الطالبات يكن أقل حدة من الذكور في فترة المراهقة عازية ذلك إلى الطبيعة البيولوجية للأنثى، موضحة أن المعلمات في مدرستها يحاولن تعزيز ثقة الطالبات بأنفسهن عبر توضيح أهمية دورهن في المجتمع. وختمت بالقول: إذا احترمنا المراحل العمرية للطلبة والطالبات فبإمكاننا أن نستثمر ذلك في تخريج جيل قادر على تحقيق إضافة نوعية للدولة. دور المدرسة أمينة عبد الله الماجد مديرة مدرسة القادسية، تقول إن السلوك الطلابي يعتمد على اللبنة الأساسية وهي الأسرة، مشيرة إلى أن ما تغرسه الأسرة في الطفل ينعكس عليه في فترة الدراسة، والمدرسة مؤسسة تعليمية أكثر منها مؤسسة تربوية، معتبرة المدرسة ميداناً لتلقي المعلومة والبحث والدراسة، بحيث يكون دور المعلم بسيطاً في التوجيه التربوي، فيما تركيزه ينصب على البرامج التعليمية والبحث والاستقصاء. وتضيف: التأسيس الصحيح للطفل يكون من الأسرة بغرس القيم والأخلاق الحميدة لديهم، والمدرسة يكون دورها تكميلياً للبناء على هذا الغرس، مطالبة الأسرة بالتعب على أبنائها وإعطائهم الاهتمام الكافي في عمر مبكر، لأن تعديل السلوك كما تقول الماجد، صعب جداً في فترة المراهقة، فإذا بني الطفل على أساس سليم لا ينحرف عندما يكبر. مسؤولية مجتمعية نصر الدين عبد الرحيم أخصائي اجتماعي يقول: يجب أن تتناغم وتتلاحم المدرسة والأسرة والمجتمع ككل في تربية الطفل، كما يجب على ولي الأمر متابعة أبنائه خاصة في سن المراهقة، باعتبارها فترة صعبة ومتقلبة تمر على الإنسان وتكون بمثابة الاختبار الأول في حياته الممتدة، داعياً الآباء إلى تقديم النصح والإرشاد لأبنائهم في اختيار الصديق الصالح، لافتاً إلى أن دور المدرسة لا يقتصر على التعليم، بل يجب أن يكون لها دور أساسي في تبصير الطلبة، خاصة أن بعض الطلاب يفتقد لعنصر مهم وهو احترام الكبير، على عكس ما كانت عليه العادات في الماضي. ونصح الآباء بمتابعة أبنائهم بصورة مستمرة وضرورة التواصل مع المدرسة، حتى يشعر الأبناء بوجود سلطة ضابطة لسلوكهم، محذراً من استخدام الضرب في تعديل السلوك السيئ للأبناء، بل يجب استخدام أسلوب الثواب والعقاب وذلك بحرمانهم من شيء محبب لديهم كالهاتف المحمول أو الخروج مع الأصدقاء، مشيرا إلى أن الضرب يجلب إحباطاً نفسياً للطفل، لذلك ينبغي معالجة الموضوع بتوازن، بحيث لا يؤخذ فعل الطالب بردة فعل مماثلة. حلول منطقية هاجر الحوسني أخصائية نفسية، تتفق مع نصر الدين عبد الرحيم في الرأي وتضيف: مسؤولية متابعة وتوجيه سلوك الطالب مزدوجة بين الأسرة والمدرسة، مشيرة إلى أن المدرسة تغرس القيم في الطالب لكن لعدم وجود نظام يحاسب الطالب في البيت، تنهدم تلك القيم، وللمدرسة دور مكمل للأسرة في توجيه الطالب وتقويم سلوكه، لكن متابعة أولياء الأمور لأبنائهم أهم من دور المدرسة، لأن الطالب يمضي أطول ساعات يومه في البيت، لذلك بإمكان العائلة أن تضبط سلوك أبنائها عبر المراقبة الحثيثة لتفاصيل حياتهم اليومية. ودعت الأسرة إلى استخدام جدول مراقبة يومي، واستخدام حلول منطقية إذا لمست من طفلها سلوكاً سيئاً، وعدم مجابهة ثورة وغضب الطفل بغضب مماثل، بل على سبيل المثال تتظاهر الأسرة بالانشغال عنه بتجاهله كأحد الأساليب العقابية، كما يجب تقبل الطفل بكل مساوئه، موضحة أن الدعم النفسي والمعنوي والابتسامة أهم من الدعم المادي أو الهدية، بعد نجاحه من دون الإغفال عن إعطاء الطفل مكافأة حتى لا يتراجع أداؤه. سن المراهقة هدية حماد، ولية أمر، تشير إلى أن المدرسة تتحمل المسؤولية مناصفة مع الأسرة، فمراقبة التحصيل والدرجات العلمية للطالب تكون بالأساس من المعلم الذي يجب أن يتواصل مع الأخصائي الاجتماعي في المدرسة، في حال كان تحصيل الطالب متدنياً للبحث عن سبب المشكلة بالتعاون مع الأهل، لافتة إلى أن الحالة النفسية تلعب دوراً مهماً في مستوى الدرجات العلمية. وحذرت من خطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال في سن المراهقة محملة أولياء الأمور مسؤولية مراقبة تصرفات أبنائهم، خاصة أن تلك المواقع فضاء مفتوح قد يصطدم الطفل من خلالها بسلوكيات تنافي قيم وتقاليد مجتمعاتنا العربية المحافظة، موضحة أن سن المراهقة الممنوع فيها مرغوب، كما حذرت من إعطاء الأطفال دون سن التمييز هواتف محمولة بتقنيات عالية، بحيث تتوافر فيها شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، دون مراقبة وتوجيه من قبل الأهل. تربية الأبناء عملية طويلة تحتاج إلى صبر فراس عبيد ولي أمر، يرى أن تربية الأبناء عملية طويلة تحتاج إلى صبر، ويجب على الآباء ألا يغفلوا عن التربية المتوازنة لأبنائهم، ومراقبة تصرفاتهم وتفاصيل حياتهم اليومية، سواء بالمدرسة أو مع الأصدقاء والاطلاع على اهتماماتهم، وإعادة توجيهها إذا كانت سلبية، لأنها أهم من حاجات الأسرة المادية. وقال: يجب أن يكون التعاون ليس فقط من الأسرة وإنما من المدرسة والمجتمع، بحيث تكون هناك وحدة توجيه مجتمعية، ففي حال حصل اختلال وتناقض في التوجيه بين هذه الوحدة، فسيؤثر ذلك على التربية والسلوك الأمر الذي سيعقد المهمة في المراحل العلمية المتقدمة التي يصعب فيها إعادة التوجيه والتربية. بيئة البيت ركيزة أساسيةفي توجيه الطالب يقول مهند شرف ولي أمر: بيئة البيت ركيزة أساسية في توجيه الطالب وتقويم سلوكه في المجتمع، ومعظم الخصال التي يكتسبها الطفل أساسها البيت، فإذا وجدت عيوب في التربية من الأهل، فالمدرسة لا يمكنها تصحيح تلك العيوب بطريقة نهائية لأن دورها مكمل لدور الأسرة، والطفل يعكس ثقافة ووعي أسرته من خلال تعامله مع معلميه وأصدقائه ومحيطه. وأوضح أن بعض الأطفال لديهم ميول عدوانية يكتسبونها منذ طفولتهم ويستخدمون ألفاظاً بذيئة خلال التعامل مع أصدقائهم أو حتى مع مدرسيهم، ما يستدعي ذلك حلاً فورياً لهذه التصرفات من قبل الأهل بالدرجة الأولى، خاصة وأن بعض الحالات تحتاج لعلاج نفسي، لكبح تلك العادات كي لا تكبر مع الطفل وتصبح عادة يومية، مؤكداً أن الأطفال ثمرة المستقبل ويجب عدم إهمال تصرفاتهم وأفعالهم بل تشجيعهم على تنمية أفكارهم وعدم إهمالهم.

مشاركة :