في أحد المخابز بشرق كراكاس يمكن الحصول على زيت الزيتون الإسباني وصلصة الطماطم الإيطالية وبضائع مستوردة بأسعار معقولة لكثير من الفنزويليين لكن هناك أمرا واحدا مؤكدا هو أنه لا يوجد خبز. ومع نفاد طحين القمح، علقت العديد من المخابز لافتات على واجهاتها كتب عليها «ليس لدينا خبز». أما الذين لا يزال لديهم كمية قليلة فيبيعونها بحذر، فقط رغيفين للزبون؛ ما يؤدي إلى تشكل طابور انتظار طويل. ويقول الخباز فريدي فيليت متحسرا «أفراننا متوقفة»، وهو يقف خلف واجهة لا تعرض سوى قطع حلوى أو شرائح اللحم المقدد. ويبين رئيس اتحاد عمال قطاع الطحين خوان كرايسبو لوكالة فرانس برس بقوله: «ما يقلقنا فعلا هو أن المطاحن مشلولة». ويشير إلى أن خمسا من المطاحن الـ 12 في فنزويلا التي توظف نحو 12 الف شخص توقفت عن العمل. وقال أحد الصناعيين العاملين في القطاع طالبا عدم الكشف عن اسمه: «الطحين متوفر للأيام الـ 12 القادمة» بفضل دعم من الحكومة. ويشرح: «السلطات تستورد المواد الأولية؛ لتجنب شلل الصناعة، لكن نقص العملات سيكون له تأثيره على مخزون» المخابز والتي نفدت بالفعل. وأعلنت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو الاشتراكية وصول 170 ألف طن من القمح في مارس القادم، وهي كمية كافية لتلبية الطلب لشهر وضمان المخزون لـ 30 يوما إضافية. ويشكو فرانشيسكو انغيلاسترو (71 عاما) قائلا: «الحصول على الخبز أصبح معاناة»، بعدما قصد أربعة مخابز وبعد انتظاره في طابور لساعتين، يشير لويز روندون (86 عاما) إلى أن الرئيس نيكولاس مادورو لم يكن متشددا بما يكفي مع مديري الشركات. ويقول دييغو موريو (62 عاما) «يكسبون رزقهم من المضاربات». مرددا موقف الحكومة القائل أن نقص المواد هو نتيجة «حرب اقتصادية» تقودها المعارضة وأوساط الأعمال. يشار إلى أن الطحين أحد الأمثلة الجديدة على نقص المواد الخطير الذي تعاني منه فنزويلا التي كانت من كبار منتجي النفط مع أكبر احتياطي في العالم وأصبحت اليوم تواجه صعوبات اقتصادية وسط تراجع أسعار الذهب الأسود. وبما أن النفط يؤمن 96 % من العائدات بالعملات الصعبة، لم تعد فنزويلا قادرة على استيراد المواد الأولية والسلع الغذائية والأدوية ولا حتى القمح.
مشاركة :