بفضل الله تمكن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، من إنقاذ حياة «أربعيني» مصاب بنزيف حاد في المعدة، بسبب تليف الكبد غير المستجيب للأدوية والعلاج بالمنظار، ذكر ذلك د.عبدالعزيز الغراس استشاري قسطرة الأوعية الدموية والأشعة التداخلية، رئيس الفريق الطبي المعالج، الذي قال إن المريض وصل للمستشفى في حالة نزيف حاد بالمريء والمعدة، ووهن عام و«ترجيع دم»، وتم التحكم بجزء منه بواسطة فريق منظار الجهاز الهضمي والحقن العلاجي، ولكن بقي جزء نازف يحتاج إلى تدخل عاجل لإيقافه وإنقاذ المريض. وأضاف د.الغراس أن الفحوصات الطبية الدقيقة التي أجريت بينت أنه يعاني من تليف كبدي لم يجد التشخيص المسبق، بالإضافة إلى ارتفاع في ضغط الوريد البابي الذي ساهم في استمرار النزيف. وبعد دراسة الحالة تقرر علاج المريض بواسطة فريق الأشعة التداخلية من أجل تركيب دعامة تحويلية لتخفيف الضغط الذي تسبب به تليف الكبد. وبالفعل تم ذلك باستخدام تقنية القسطرة، والدخول عبر فتحات صغيرة جدًا لاتتجاوز 2 ملم في أعلى الرقبة وكذلك أعلى البطن، وتوجيه القسطرة المختصة باستخدام أجهزة التنظير الإشعاعي وتركيب الدعامة، وتكللت جهود الفريق الطبي (ولله الحمد) بالنجاح، حيث غادر المريض المستشفى بعد عدة أيام، وهو بحالة صحية جيدة، وعاد إلى ممارسة حياته بصورة طبيعية. وأوضح د. الغراس أن عمليات الأشعة التداخلية تستخدم لعلاج النزيف الداخلي في مواضع مختلفة كجدار المعدة والأثني عشر وكذلك النزيف بسبب الحوادث أو استخدام المسيلات الطبية، وتتميز عملياتها بأنها تتم بتخدير موضعي في معظم الحالات ومضاعفاتها نادرة وفاعليتها عالية ونسب نجاحها مرتفعة. واستطرد قائلاً إن تواجد الفرق الطبية المتخصصة في أمراض وجراحة الكبد وكذلك فريق الأشعة التداخلية، إضافة إلى توفر التقنية الحديثة ساهم في علاج المريض بالسرعة المطلوبة في التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة.
مشاركة :