سقوط ريال مدريد في الدربي لم يكن متوقعا بهذه الطريقة لكن مع الوضع بعين الاعتبار غياب الدقة والرقابة وتساهل دفاع النادي الملكي مع خطورة أتلتيكو مدريد منح الأخير الفوز السهل. النادي الملكي إلى الآن يتجاهل ضرورة إشراك كاسميرو لاستخلاص الكرة من الخصم ومنح ريال مدريد التوازن المطلوب وحل مشكلة افتقار الفريق لمنع الخصم من بناء الهجمات السريعة. ولنستعرض سويا تحليل المباراة التي تتلخص أحداثها في 9 صور حددت مشكلة ريال مدريد مع مدربه الجديد زين الدين زيدان وفي الوقت نفسه منحت دييجو سيميوني 3 نقاط مستحقة. لا يمكن أن نقسم هذه المباراة لشوطين لأن أحداثها مرتبطة بشدة بنقاط ضعف ريال مدريد التي لم يتغلب عليها منذ بداية الموسم من حيث ضعف الفريق في استخلاص الكرة من الخصم واستسلام الخط الأمامي لدفاع الخصم بغض النظر عن بطء خط الدفاع وسوء تمركزه. إن نظرنا لبداية الهجمة التي أتى منها الهدف في منتصف الملعب فهي تحكي القصة بالكامل. 4 لاعبين من أتلتيكو وأمامهم حامل الكرة يلعب لعبة التسليم والتسلم بين خطوط النادي الملكي. وفي الصورة التالية سنرى 3 لاعبين من ريال مدريد وقد تفاعلوا ببطء مع الكرة وتمركزوا جميعا حولها وموقف 3 على 3 بين الخطوط في غياب تام لدور محور الارتكاز الحقيقي في الملعب. مع انطلاقة فيليبي لويس أصبح الموقف كارثيا بـ4 لاعبين من الروخي بلانكوس ضد 3 فقط من ريال مدريد داخل منطقة الجزاء واثنان منهم يجريان وينظران ناحية الكرة تاركين جريزمان وتوريس يتمركزان في وضع يسمح لهما بالتسجيل أمام المرمى. بالطبع كانت النتيجة لعبة جميلة للغاية نتج عنها الهدف ولاعب يقف أمام كيلور نافاس وتوريس يقف منفردا تماما أمام المرمى الخالي. من زاوية أخرى سيظهر لنا أن النادي الملكي يمتلك لاعبين يصطفون في مراكزهم من دون همزة وصل كافية لافتكاك الكرة أو على الأقل خلق اتزان دفاعي مطلوب في المنطقة بين الدفاع والوسط. ، ريال مدريد سدد 15 تسديدة 3 منهم فقط على المرمى في المقابل أتلتيكو مدريد سدد 9 تسديدات منهم 5 على المرمى وإحداهم سكنت الشباك. مودريتش كانت معظم تحركاته جهة اليسار ولمس الكرة 87 مرة كروس كان على اليمين والوسط ولمس الكرة 105 مرة إيسكو كانت تحركاته على اليمين فقط ولمس الكرة 68 مرة ريال مدريد افتقر لمتوسط ميدان يحمي منطقة العمق واكتفى بالضغط من الأطراف والهجوم والاستحواذ على الكرة لكنه لم يمتلك الفاعلية المطلوبة. في المقابل رجل المباراة أنطوان جريزمان لمس الكرة 60 مرة وتحرك في أجزاء كثيرة من الملعب وتمكن من تسجيل هدف ونشاطه أفاد فريقه كثيرا. مرر ريال مدريد الكرة 702 مرة منهم 79 كرة طولية و 27 عرضية والمتبقي تمريرات قصيرة في المقابل مرر أتلتيكو الكرة 322 مرة منهم 14 كرة عرضية وبينية وحيدة و55 كرة طولية و252 تمريرة قصيرة. فضل ريال مدريد استغلال الجانب الأيسر لمباغتة أتلتيكو بنسبة 43% من مجمل هجماته في المقابل استعمل الروخي بلانكوس نفس الجهة بنسبة 44% لكن الأنشط في وسط الملعب كان الضيوف بنسبة 27% مقابل 20% للنادي الملكي والجهة اليمنى سيطر عليها النادي الملكي بنسبة 37% من مجمل هجماته مقابل 29% لأتلتيكو. طريقة تمركز ريال مدريد كانت أقرب لـ 4-3-1-2 بتمركز راموس وفاران في قلب الدفاع من دون محور ارتكاز ودانيلو على اليسار وكارفاخال على اليمين ثم مودريتش وكروس وإيسكو ناحية الطرف الأيسر للضغط على جهة خوان فران ثم بنزيما وأمامه كلا من رونالدو وجيمس رودريجيز. أراد زيدان أن يلعب بالمهاجم الفرنسي كمهاجم ظل لكنه فشل في تأدية الدور المطلوب منه ولمس الكرة 16 مرة فقط. أما طريقة تمركز أتلتيكو مدريد في الملعب فكانت مثل 4-2-3-1 باللعب بـ دييجو جودين وخوسيه ماريا خيمينيز في العمق وخوان فران وفيليبي لويس على الأطراف ثم جابي وأجوستو فيرنانديز أمام المدافعين لتغطية أية ثغرة ولمسا الكرة سويا 97 مرة في كل أنحاء الملعب. أما ساؤول نيجيز وكوكي لعبا على الطرفين مع تغطية العمق ولمسا الكرة 116 مرة في كل أرجاء الملعب تقريبا ثم جريزمان في دور مهاجم ظل وتارة كصانع ألعاب متقدم وفيرناندو توريس.