لـو حَـدّثك أحدهم عن (مبنى) يُـنقَـلُ من مكانه إلى آخَـر في أقَـلّ من يومين؛ فسوف تَـتّــهِـمَـه بالكذب وأنه يتحدث عن خَـيَـال! ولو أخبرك أحدهم عن تنفيذ (مبنى) مكون من ثلاثين طابقاً في شهر ونصف فقط، لوصفته بالجنون، والجنون فُـنُـون!! لكن عزيزي تَـكْـفَـى صَـدّق، ففي (سويسرا) نُـقِـل (مبنى) قديم عمره (123 عاماً) بناءً على طلب الجمهور بدلاً من تدميره؛ إذ زُرِعَـت تحت المبنى أعمدة من الصُّـلْـب، وثُـبِّـتَـت على عربات لها مَـسَـارَات؛ لِـتَـتـم بعدها العملية في (19 ساعة)، في يومين متتاليين، والعمليتان موثّـقَـتَـان في (اليوتيوب) لمن أراد الاطلاع! فعجباً لذلك الـعَـالَـم المتطور شرقاً وغرباً، فهو لا يعرف المستحيل، فما أراده خَـطّـطَ له، ونَـفّـذَه بسرعة وجودة! وبما أننا من ذوي الطموح المحدود ونعتَـبِـر ذلك ضَـرْباً من الخَـيال والـمُـحَـال، أو كان بمساعدة الـجَــانّ؛ فَــنَـحْـن في مشروعاتنا لا نبحث عن المنافَـسَـة وتلك الأرقَـام القياسية، ولكن نـنـشد فقط عدم التّـعَـثر، والـحَـدّ الأدنى من الجودة! وبالتالي فلماذا لا نتخلص من سياسة قَـصْــر المشاريع الكبرى على شركات ومؤسسات بعينها يمارس أغلبها (سياسة البَـاطِـن)؟! حيث تقبض أرباحها فورية، ثم تمنح التنفيذ من (البَـاطِـن) لمؤسسات تحتها بمبالغ أقَـلّ، وهكذا يستمر المسلسل حتى يصل المشروع الذي ميزانيته (مليارات) أن تقوم به شركة أصغر بملايين أو ربما ألوف، وهي لا تملك الخبرات ولا الإمكانات، بل الكثير منها يستعين بعَـمَالَـة من الشَّـارع أو مِـن مخالفي الإقامة! فهـلا أوقفنا إسناد المشروعات (ولاسيما الكبيرة) منها لمؤسسات محلية، وسلمناه لشركات عالمية لا تعترف بمصطلحات (الـتّـعَـثّـر، وأيّ كلام، والمستحيل)، فقط جَـرّبوا يالـرّبع، ثمّ احكموا! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :