يؤدي إقبال المستهلكين الصينيين على منتجات غذائية عالية الجودة إلى در أرباح كبيرة للشركات الأسترالية المنتجة لها وإعطاء دفع قوي لاقتصاد أستراليا بعد انتهاء العصر الذهبي للقطاع المنجمي فيها. فمع الارتفاع الكبير في القدرة الشرائية لدى الطبقة الوسطى في الصين، ومع شيوع فضائح غذائية متوالية في هذا البلد، تحولت هذه الطبقة إلى المنتجات الغذائية الأسترالية. ويقول انغوس نيكولوسون المحلل في مركز آي جي ماركتس في سيدني : القدرة الشرائية للمستهلك الصيني ارتفعت بشكل كبير بفضل ثلاثة عقود من النمو الاقتصادي الاستثنائي. ويضيف إلى ذلك، ازداد الاهتمام بالعلامات التجارية الأجنبية ذات النوعية العالية، ولاسيما المنتجات الغذائية والصحية والطبية. إزاء ذلك، يبدو أن الاقتصاد الأسترالي يستعد للتكيف مع التحول الكبير في اقتصاد الصين. وقد بات قطاع المنتجات الغذائية الأسترالي يكتسب دفعاً كبيراً من القدرة الشرائية الصينية التي تغريها منتجاته من اللحوم إلى حليب الأطفال. ويفسر بنجامين سان المستشار في مجموعة ثينك تشاينا ظاهرة الإقبال على المنتجات الغذائية الأسترالية وحليب الأطفال خصوصاً بأن الصينيين يقولون إن كان أطفال أستراليا يشربون هذا الحليب، فلا شك إنه جيد. وبسبب الطلب الكبير جداً، اضطرت متاجر السلع الأسترالية في الصين إلى تقنين بيع حليب الأطفال وتحديد عدد الوحدات المباعة لكل مستهلك. لكن عددا من المستهلكين يلتفون على هذا الإجراء، ويبعثون بوسيط يشتري لهم هذه المنتجات مقابل عمولة. ومن شأن استخدام الوسطاء لشراء المنتجات أن يرفع ثمنها إلى الضعف، لكن ذلك لا يبدو أنه يوقف حماسة المستهلكين، ولاسيما في ما يتعلق بسلع الأطفال. ويبدو أن ذلك يفسر بسياسة الطفل الواحد التي تجعل الأهل مستعدين لبذل مبالغ كبيرة في سبيل تحقيق رفاه طفلهم الوحيد. ويقول سان :الأشخاص الذين ولدوا في 1980 لديهم اليوم طفل واحد، أي أن هناك عائلات لديهم ابن وحيد وحفيد وحيد. ومن الشركات الأسترالية النشطة في سوق الصين مستر فيتامينز المتخصصة في المكملات الغذائية. ويقول مديرها بيتر بركات إنه سيشرف بنفسه على النقل البحري لمنتجاتها إلى الصين. ويضيف حالياً نحن قادرون فقط على الاستجابة للطلب الحالي، علينا أن نتأكد من أن مخزوننا سيكون كافيا حين ننطلق في حملاتنا الترويجية. (أ.ف.ب)