الدوري السعودي.. غريب عجيب!

  • 2/29/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حين نتحدث عن أيّ دوري في العالم لا بد أن نضع احتمالية حدوث المفاجأة في نتائج الجولات مرّة أو مرتين على أبعد تقدير تبعاً لظروف المباراة نفسها وأمور وقتية تحيط بها سرعان ماتذوب ويتم تداركها وتعود الأمور إلى نصابها في الجولات المقبلة، ولكن في الدوري السعودي "دوري عبداللطيف جميل" المعادلة تختلف كثيراً وتتواصل من البداية إلى النهاية، ففي كل جولة لابد أن تجد نتائج مفاجئة تذوب معها القراءات والتحليلات الفنية التي تسبقها وهذه النتائج قد تعطي نوعاً من الإثارة التي يبحث عنها المتابع ولكنها في المقابل تكشف لك مدى الفوضى الفنية والاحترافية التي تسير عليها غالبية الأندية وتكشف مدى محدودية العمل الفني والإداري الذي يحيط بغالبية أنديتنا لوجود لاعبين محترفين تقودهم إدارات هاوية بعضها تفتقد لأدنى درجات الاحتراف الحقيقي وهو ما انعكس سلباً على مكانة المنتخبات السعودية بينما أخرى بدأت الاحتراف بعدنا بأعوام وتجاوزتنا وهو ما أعادنا للتراجع في التصنيف ليس على المستوى العالمي بل وعلى مستوى القارة. النصر بطل دوري الموسمين الماضيين وبنفس تشكيلته وإدارته لم يستطع الخروج من مراكز الوسط والمؤخرة يتعادل معه الأهلي المنافس على الدوري ويخسر من نجران الذي يصارع على الهبوط ويتعادل مع الوحدة والفيصلي والقادسية، التعاون يفوز على الهلال ويخسر من الخليج، الهلال يلحق بالتعادل أمام الفتح ويخسر من التعاون ويحقق كأس ولي العهد من أمام الأهلي بمستوى مغاير عمّا كان عليه من قبل، الاتحاد يفوز على الرائد بسداسية ثم يتعادل بعدها على أرضه وبين جماهيره مع القادسية، الأهلي يفوز على الهلال والاتحاد ويتعثر أمام الفيصلي والخليج بالتعادل ويخسر من نجران وتستمر عجلة النتائج الغريبة مستمرة مما يؤكد اختلال واضح في منظومة العمل داخل الأندية. ربما يقول قائل: (لكل مباراة ظروفها) وهذا صحيح، وربما تحدث في مباريات محدودة ولكن أن تستمر هذه الظروف على مدى موسم كامل فهذا ما لا يمكن تصديقه بل هو اعتراف بالخلل الواضح في منظومة عمل غالبية الأندية التي تعتمد في غالبيتها على العلاقات الشخصية من دون وضع اعتبارات لكفاءة هؤلاء العاملين والشواهد على هذه مشهودة ومشهورة وتكاد تكون في كل الأندية. هذه المعطيات أصبحت تخرج لنا دورياً بلا هوية ولا لون ولا طعم ويتطلب إخضاع المسؤولين عن الأندية لدورات في التطوير والنهوض بالمنافسات وفق رؤية علمية مدروسة بدلاً من جعلها ترضخ لأهواء مسؤولين يجهلون كثيراً من الأسس الرياضة. وقفات * وأنت تستمع لحديث الرئيس العام لرعاية الشباب الأخير وهو يجلس على طاولة الحوار عن خطوات احترافية ترتقي بالمنظومة الرياضية تشعر باقتراب الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق للرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص. * في المقابل على سبيل المثال شهران كاملان على إعلان تأجيل جمعية نادي الاتحاد العمومية بسبب تأخر الإدارة في إكمال متطلبات إقامتها والرئاسة تلتزم الصمت بتحديد موعد جديد أو التبرير المقنع لهذا الصمت على الرغم مما يحيط النادي من مغالطات في أرقام الديون الفلكية.

مشاركة :