الادعاء في «المحكمة الجنائية الدولية» يسعى لإجراء محاكمة في قضية تدمير تمبكتو

  • 2/29/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يحاول الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية اعتباراً من (الثلثاء) المقبل، إقناع المحكمة بالنظر في قضية غير مسبوقة لمحاكمة قيادي مالي من قبائل «الطوارق» يشتبه بارتباطه بتنظيم «القاعدة»، ومتهم بتنظيم تدمير الأضرحة في تمبكتو في العام 2012، وتدعو «المحكمة الجنائية الدولية» إلى توسيع التهم ضد أحمد الفقي المهدي لتشمل عمليات الاغتصاب والزواج القسري بشكل خاص. وأثناء الجلسة المخصصة لتأكيد التهم يومي الثلثاء والأربعاء المقبلين، سيبرهن المدعي العام ان ملفه ضد الفقي المهدي متين بشكل كاف لإجراء محاكمة. وإقدام جماعة «أنصار الدين» المتطرفة المالية في العام 2012 على تدمير 14  ضريحاً لأولياء صالحين مسلمين باسم «محاربة عبادة الأوثان» أثار آنذاك الاستنكار في العالم. وبصفته مسؤولا مفترضاً عن «الشرطة الأخلاقية» (الحسبة)، قاد الفقي المهدي وشارك شخصياً في الهجمات على تسعة أضرحة وعلى مسجد سيدي يحيى أحد أكبر مساجد المدينة بين 30 حزيران (يونيو) و10 تموز (يوليو) من العام الماضي. وأكد ستيفن راب الديبلوماسي الأميركي السابق المتخصص في قضايا جرائم الحرب، والذي يعمل الآن لـ«معهد لاهاي للقضاء الدولي» إنها «قضية قوية للغاية». وقال: «إن تدمير مواد دينية، ثقافية أو تاريخية وكذلك من التراث العالمي هي طريقة أخرى لتدمير حضارة، ديانة، أمور يقوم عليها مجتمع ما»، مضيفاً أن تمبكتو كانت «مركزاً للحضارة في وقت كانت أوروبا وسط عصر مظلم». وفي 2013، فتحت «المحكمة الجنائية الدولية» تحقيقاً حول التجاوزات التي ارتكبتها الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في مالي. وكانت هذه الجماعات استولت على شمال مالي في آذار (مارس) و نيسان (ابريل) 2012، بعد هزيمة الجيش أمام حركة تمرد غالبيتها من الطوارق. وتم طرد القسم الأكبر من هؤلاء المتشددين على إثر تدخل عسكري دولي بمبادرة فرنسا في كانون الثاني (يناير) 2013. لكن لا تزال مناطق بأكملها خارجة عن سيطرة القوات المالية والاجنبية. وأعادت «منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) منذ ذلك الحين ترميم الأضرحة الـ14 المدمرة في تمبتكو الواقعة على بعد نحو ألف كيلومتر شمال شرقي العاصمة باماكو. والفقي المهدي (40 عاماً) هو في الواقع أول متطرف مسجون لدى المحكمة الجنائية الدولية، وأول مشتبه به تم توقيفه في تحقيق المحكمة حول اعمال العنف التي وقعت في مالي في العامين 2012 و2013 وأول ملاحق من قبل هذه المحكمة بتهمة تدمير مبان دينية ونصب تاريخية، سلمته النيجر المجاورة لمالي إلى المحكمة الجنائية الدولية في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي. واعتبر ستيفن راب أن القضية المرفوعة أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الفقي المهدي يمكن أن تستخدم كمثال يحتذى به خصوصاً لدى المحاكم الوطنية في وقت يشهد العالم باستياء تدمير كنوز ثقافية وأثرية على يد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية والعراق. وتأسست مدينة تمبكتو بين القرنين الـ11 والـ12 على يد «الطوارق» وأُدرجت على قائمة التراث العالمي للإنسانية، وكانت مركزاً ثقافياً وفكرياً كبيراً للإسلام ومدينة تجارية قديمة مزدهرة على طريق القوافل. وعرفت «مدينة الـ333 ولياً» و«جوهرة الصحراء» كما تلقب، أوج إشعاعها في القرن الـ15.

مشاركة :