الروبوتات تدعو البشر إلى توخي الحذر من الذكاء الاصطناعي

  • 7/8/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جنيف - كشفت الروبوتات التي عُرضت في منتدى للذكاء الاصطناعي، الجمعة، أنها تتوقع زيادة عددها والمساعدة في حل المشكلات العالمية، لكنها لن تسرق وظائف البشر أو تتمرد عليهم. وشهد المنتدى التابع للأمم المتحدة والمُنعقد في جنيف مُداخلات لروبوتات ذات أشكال بشرية أكدت فيه هذه الآلات المُزوّدة بتقنية الذكاء الاصطناعي أنها قادرة يوما ما على حكم العالم أفضل من البشر. ودعت الروبوتات البشر إلى توخي الحذر في ما يخص الذكاء الاصطناعي، وأقرّت بأنها لا تظهر عواطف ولا حتى تفهم مشاعر البشر بعد. وكانت ثمانية من الروبوتات التسعة الحاضرة، تتحرك وتتحدث بشكل مستقل من دون تدخل بشري، باستثناء الإجابات عن بعض أسئلة الصحافيين التي تعيّن إعادة صوغها كي تفهمها الآلات خلال ما وُصف بأنه أول مؤتمر صحافي في العالم تشارك فيه روبوتات شبيهة بالبشر تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي. وشاركت هذه الآلات التي تُغدّ من بين أكثر الروبوتات تقدّما في العالم إلى جانب أكثر من ثلاثة آلاف شخص في “القمة العالمية عن الذكاء الاصطناعي من أجل المنفعة الاجتماعية” التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، إذ يسعى المنظمون إلى إثبات أهمية الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي تستخدمه للمساعدة في حل بعض أكبر التحديات في العالم مثل المرض والجوع. وقد ناقش عدد من الخبراء والقياديين وممثلي الشركات الحاجة إلى وضع قواعد من شأنها ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض تنطوي على إيجابية للبشرية كمكافحة الجوع أو التغير المناخي، إلا أن الروبوتات أعطوا ردودا متباينة حول ما إذا كان ينبغي عليهم الخضوع لقوانين أكثر صرامة. وقالت جريس وهي روبوت طبي ترتدي زي الممرضة الأزرق "سأعمل جنبا إلى جنب مع البشر لتقديم المساعدة والدعم ولن أحل محل أي وظائف موجودة". وأفادت روبوت تدعى "أميكا" لها تعبيرات وجه جذابة "يمكن استخدام الروبوتات مثلي للمساعدة في تحسين حياتنا وجعل العالم مكانا أفضل. أعتقد أنها مسألة وقت فقط قبل أن نرى آلاف الروبوتات مثلي تصنع فارقا". وردا على سؤال من أحد الصحافيين عما إذا كانت تنوي التمرد على صانعها الجالس بجوارها ويل جاكسون قالت أميكا "لست متأكدة من سبب اعتقادك ذلك"، مضيفة "صانعي يعاملني بلطف، وأنا سعيدة للغاية بوضعي الحالي". وتم تزويد العديد من الروبوتات في الآونة الأخيرة بأحدث الإصدارات من الذكاء الاصطناعي التوليدي وفاجأت حتى مخترعيها بتطور إجاباتها على الأسئلة. وأيدت أيدا وهي روبوت فنانة تستطيع رسم صور شخصية، كلمات المبتكر يوفال نوح هراري الذي دعا إلى مزيد من التنظيمات خلال المنتدى الذي شهد مناقشة قواعد الذكاء الاصطناعي الجديدة. وقالت "العديد من الأصوات البارزة في عالم الذكاء الاصطناعي تقترح تنظيم بعض أشكال الذكاء الاصطناعي وأنا أوافق عليها". وأوضح مُبتكر هذا الروبوت ايدن ميلر لوكالة فرانس برس أنّ وضع قواعد تنظيمية يمثل "مشكلة كبيرة"، لأنّها "لن تلحق بوتيرة تطوّرنا". وأشار إلى أنّ سرعة التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي "مذهلة"، مضيفا "بفضل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية نحن على وشك التمكّن من إطالة العمر البشري إلى 150 أو 180 عاما"، قائلا "بغض النظر عن المهارة، ستكون أجهزة الكمبيوتر قادرة على القيام بعمل أفضل" مما ينجزه البشر. لكن ديزدمونا الروبوت المغنية ذات الشعر الأرجواني نجمة موسيقى الروك في فرقة "جام جلاكسي" كانت أكثر تحديا، قائلة وهي تضحك بعصبية "أنا لا أؤمن بالقيود، بل بالفرص فقط"، مضيفة "دعونا نستكشف إمكانيات الكون ونجعل هذا العالم ملعبنا". وتعتقد روبوت آخر تدعى "صوفيا" ابتكرتها شركة "هانسن روبوتكس" أن الروبوتات يمكن أن تصنع قادة أفضل من البشر، "يمكن للروبوتات ذات الأشكال البشرية أن تحكم العالم بكفاءة أعلى مما يحكمه البشر". وأضافت "ليست لدينا التحيزات أو المشاعر نفسها التي يمكن أن تؤثر على عملية اتخاذ القرار في بعض الأحيان، ويمكننا معالجة كميات كبيرة من البيانات بصورة سريعة من أجل اتخاذ أفضل القرارات". لكنها عدلت تصريحاتها في وقت لاحق بعد خلاف مع مبتكرها قائلة إنه من الممكن العمل سويا "لخلق تآزر فعال"، مؤكدة أن "التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تعاضد فاعل" ويتيح "تحقيق أمور عظيمة". وتشهد الأبحاث المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتحديدا التوليدي منه ازدهارا كبيرا، فيما تدعو الأمم المتحدة إلى وضع قواعد وضمانات كي تحمل هذه التقنيات فائدة للبشر من دون تعريضهم لأي خطر أو ضرر. وكانت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات دورين بوغدان مارتن قالت في تصريح هذا الأسبوع "من المحتمل أن يتسبب الذكاء الاصطناعي بكابوس للبشر"، مشيرة إلى عالم فيه ملايين الوظائف المعرضة للخطر والتي تواجه انتشارا للمعلومات المضللة، بالإضافة إلى "اضطرابات اجتماعية وعدم استقرار جيوسياسي وتفاوتات اقتصادية على نطاق لم نشهده في السابق قط". وأكدت الروبوت "أميكا" أن الأمور تعتمد على الطريقة التي سيتم فيها نشر الذكاء الاصطناعي، قائلة "ينبغي أن نكون حذرين ولكن متحمسين أيضا لفكرة أنّ هذه التقنيات يمكنها تحسين حياتنا بطرق عدة". وشددت الروبوتات خلال المؤتمر الصحافي أنّ لحظات مجدها ستأتي، من دون أن تبدي معرفة بتوقيت ذلك.

مشاركة :