نشأت القطرية أمل عبد الملك الحمادي، في منزل إعلامي منفتح فكرياً، بدأت مشوارها العملي وهي طالبة بالجامعة تدرس تخصص الفلسفة وعلم النفس في جامعة بيروت العربية بالإسكندرية، حاصلة على ماجستير الإعلام والعلاقات العامة من الجامعة الأهلية بالبحرين، خبرتها الإعلامية تمتد لنحو 25 عاماً، وتعدّ من أبرز المؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي، شغلت العديد من المناصب القيادية الإعلامية، وعينت رئيسة تحرير لجريدة تجوري للأطفال، والمركز الثقافي للطفولة، ورئيسة قسم المحتوى والإنتاج في قناة الجزيرة للأطفال بمجموعة beIN الإعلامية، ومديرة إذاعة قطر بالوكالة، ومؤسسة استراتيجية لتطوير الإذاعة، حاصلة على لقب المبدعة القطرية. في هذه المساحة نحاور الكاتبة الإعلامية أمل عبد الملك، فإلى التفاصيل. أمل إنسانة بسيطة تربّت في منزل إعلامي منفتح فكرياً، محفّز على العلم والإبداع، الابنة الأكبر لوالدي والأخت الوحيدة لأخي محمد، بدأت مشواري العملي مبكراً، كنت وقتها ما زلت طالبة في الجامعة أدرس تخصص الفلسفة وعلم النفس، ومن الأوائل الذين أسسوا شبكة الجزيرة عام 1996، كما شاركت في تأسيس قناة الجزيرة للأطفال. في خط موازٍ، مارست هواياتي بوصفي مذيعة متعاونة بإذاعة صوت الخليج عام 2002، أحببت المجال الإعلامي منذ صغري بحكم عمل والدي مذيعاً في تلفزيون قطر، وكنت أشعر بالسعادة وأنا أتجول في أروقة التلفزيون، وحققت حلمي وحصلت على درجة الماجستير في الإعلام والعلاقات العامة، كما حصلت على جائزة المرأة العربية في الإعلام عام 2014، وزادتني مسؤولية تجاه عملي على الرغم من ضغوطاته وتحدياته. عملت على قيادة فرق عمل في إدارات إعلامية لنحو 25 عاماً في أكثر من مؤسسة إعلامية، كشبكة الجزيرة، وصوت الخليج، وقناة الريان التلفزيونية، وإنجاز مجموعة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، مثل البرنامج المحلي «لكم القرار»، وقيادة الاستشارات الإعلامية بالمركز الثقافي للطفولة، وشغل منصب مديرة البرامج ورئاسة لجان عدة لتنظيم الفعاليات، مثل لجنة حملة »أنا أقرأ»، وبرنامج الشاعر الواعد والفرصة، ورئيسة تحرير جريدة تجوري للأطفال - المركز الثقافي للطفولة عام 2014. حصلت على جائزة المرأة العربية في الإعلام عام 2014، وحزت لقب المبدعة القطرية بجامعة الدول العربية 2011 عام، ورئيسة قسم المحتوى والإنتاج في قناة الجزيرة للأطفال بمجموعة beIN الإعلامية 2005-2022، وقائدة فريق مكتبة البرامج - شبكة الجزيرة الفضائية 1996-2005، ومديرة إذاعة قطر بالوكالة، ومؤسسة إستراتيجية لتطوير الإذاعة عام 2015. أحب القراءة والكتابة والسفر واكتشاف مُدن العالم، وأحيط نفسي بمجموعة ضيقة من الأصدقاء المخلصين على الرغم من معرفتي بالكثير من الناس. تستوقفني الموسيقى العذبة، واللوحات الفنية، وأعشق الفراشات والورود واللون البنفسجي، وأحب الهدوء والبحر. العمل بالإعلام كان حلماً، وكنت أحمل رسالة مُفادها أن المرأة الخليجية، والقطرية تحديداً، قادرة على العمل الإعلامي، وتقديم نموذج يُحتذى به، وأن العمل الإعلامي ليس حصراً على الرجال، وخضت تجربة الإنتاج التلفزيوني، وكنت أستمتع بإعداد المحتوى أو تقديم محتوى للأطفال، ومع أن الفرصة أتتني لأكثر من مرة لأكون مذيعة تلفزيونية إلاّ أنني اكتفيت بالتقديم الإذاعي، وركزت في عملية إعداد المحتوى التي أرى أنها أصعب وأدق وأعمق من مجرد التقديم. أفخر بكل عمل قدمته ونال الرضا، سواء أكان برنامجاً تلفزيونياً أو إذاعياً أو مقالاً، وربما رسالتي في الماجستير التي تعنيني مباشرة أفخر بها؛ لأنها من جهدي الشخصي، كذلك كتابي الذي ألفته بعنوان (أخوات ذاتي) وهو قصص قصيرة؛ لأنه نتاج بنات أفكاري وخلاصة خبرتي. هل أنت مهتمة بمتابعة لقاءات مع كاتبات عربيات ..تابعي اللقاء مع الكاتبة بشائر محمد: الرواية فن اجتماعي بامتياز! صحيح، أحياناً نشعر بأننا فشلنا إلا أنها تكون مرحلة لإعادة ترتيب الأوراق والانطلاق مرة أخرى في طريق النجاح، منذ دخولي المجال الإعلامي واجهت العديد من التحديات العملية والمجتمعية والإدارية، وكانت تسبب لي الإحباط أحياناً، وغالباً ما أتغلب عليها وانطلق مرة أخرى، ولأن العمل الإعلامي فيه الكثير من المنافسات التي تدخل دائرة التنافس غير الشريف أحياناً، فهنا يمكن التحدي الأكبر بين أن تحافظ على كرامتك ومبادئك ومهنتيك، وبين أن تحصل على امتيازات أكثر في حالة قدمت تنازلات أياً كان نوعها للمسؤولين الذين قد يرضون عنك، أو قد لا تتناسب وسياستهم فيحاربونك ويضيقون عليك في عملك، إلى أن يقتلوا الإبداع لديك وتقرر الرحيل، إما للاستقالة بحثاً عن مكان آخر، أو للتقاعد المبكر، على الرغم من أن الإعلامي المهني لا يمكن أن يتقاعد، فمجال الإبداع مفتوح له أين ما كان، ويمكنه التعبير عن نفسه في مساحات كثيرة، خاصة في عصر السوشال ميديا. والدي هو المؤثر الأول في حياتي ودخولي مجال الإعلام والكتابة، ولا أعلم إن كان للجينات الوراثية علاقة في ذلك، أو ربما ظروف التنشئة الاجتماعية وجو البيت جعلاني أهوى الكتابة منذ صغري، بل كنت أهوى كتابة درس الإنشاء في حصص اللغة العربية، وأشارك في الصحافة والإذاعة المدرسية، كما أنني شاركت في العديد من برامج الأطفال في تلفزيون قطر، وهذا ما ولد لدي هذا الشغف الذي زاد في كل مرحلة عمرية، إلى أن وجدت نفسي أعمل فيه ولم أكتف بتخصص واحد، بل مررت بالتلفزيون والإذاعة والصحافة، كما أن مكتبة والدي كانت ثرية بكل أنواع الكتب التي كنت أتسلل إليها وأخطف بعضاً منها وأقرأها وأنا أتظاهر بالدراسة. كما كنت أرى حرص والدي ووالدتي على القراءة، وهذا ما شجعني عليها، وأصبح حلمي أن أصدر كتاباً، والحمد لله تحقق ذلك بفضل تشجيع الأهل، كما أن والديّ حريصان على متابعة مقالاتي ومناقشتي فيها، وأحياناً نتفاجأ بأنني والوالد نشرنا مقالات بالمضمون نفسه، مع اختلاف طريقة العرض، وهذا يثبت أن لدينا طريقة التفكير نفسها إلى حد ما، مع أن كتابة الوالد أكاديمية أكثر. فعلاً الإعلام لا يأكل عيش، لكنه يستنزف طاقتك وفكرك وصحتك (إذا كنت فعلاً تعمل بإخلاص وأمانة)، ولكنه يبني قاعدة علاقات عامة كبيرة، ويمكن أن يكون مكسباً ويجعلك علماً في المجتمع، وقد تكون هذه الشهرة مفتاحاً لبعض الأبواب، بعكس السوشيال ميديا التي فعلاً أثبتت أنها تأكل عيش، بل إنها تجعل من البعض ثرياً بطريقة فاحشة تثير التساؤلات حول من أين لك ذلك! نفترح عليك متابعة هذا الحوار مع الكاتبة والناشطة تغريد الطاسان وابنتيها هند ونورة كل مسؤول ضعيف وقليل خبرة ويعاني أمراضاً نفسية، يقوم بتكسير مجاديف المبدعين؛ لأنهم أفضل منه، ولا يمكنه أن يجاريهم في خبرتهم وتميزهم، فوسيلة الضعيف هي إحباط المبدعين، ولكن للأسف بعض هؤلاء المحبطين لا يعلم أن المبدع يزيد إبداعه وإصراره على تطوير نفسه، والتعبير عن أفكاره كلما شعر بالإحباط الخارجي. فمساحات الإبداع غير محددة، ويمكن استغلالها، وليست الوظيفة المجال الوحيد للمبدع على العكس، فكلما تحرر المبدع من الالتزام الوظيفي أبدع أكثر. أرى أن الإعلاميات في الدول العربية تقلدن مناصب قيادية في الإعلام، كما أن معظم الحكومات العربية تؤكد تمكين المرأة في كل المجالات، ومن ضمنها المجال الإعلامي. وقد تواجه الإعلامية تحديات خاصة من بعض الرجال، إلاّ أنها وبإصرارها وعلمها ومهنيتها يمكنها أن تُثبّت أقدامها أكثر. تعاني المؤسسات الإعلامية حالياً من طوفان الإعلام الرقمي، وشبكات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من معظم القنوات والصحف الرسمية، وأصبح اليوتيوب والبودكاست وباقي تطبيقات التواصل الاجتماعي بديلاً من البرامج الرسمية التي لم تعد تجذب الجماهير، ولا حتى الأطفال؛ نظراً إلى صناعتها في محتوى مُعلب وقالب رسمي لم يعد يجذب الجمهور، بعد أن طغى محتوى شبكات التواصل الاجتماعي غير المقيد والأكثر انفتاحاً وجرأة وأكثر سرعة في انتشار الخبر والمعلومة، لذلك نجد أن الأغلبية أدمنت على شبكات التواصل الاجتماعي، بل تعدها المصدر الأول للمعلومات وآخر الأخبار، وكثير منا هجر التلفزيون والإذاعة والصحف، وهذا ما يجعل الوسائل التقليدية تواجه تحدياً كبيراً، فإما أن تجاري الموجة وتحجز أماكنها في تلك المنصات، وإلا فهي تغرد خارج السرب وتصرف مبالغ على الفاضي، فليس لها متابعون، وفقط المسؤولون يشاهدونها ليتصيدوا أخطاء المحررين والمنتجين! حالياً أعيش حالة سلام مع نفسي، وأستمتع بصفاء ذهني، وأخطط لسفرات عدة أجدد فيها طاقتي، وأعيد ترتيب أوراقي لأتمكن من توجيه البوصلة نحو المشاريع القادمة. إلاّ أن مقالاتي مستمرة، وأنا حاضرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأحاول تقديم محتوى منوع ومتزن يناسب الجميع. نفترح تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع مديرة المعارض والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتاب خولة المجيني: المكتبة المدرسية أساس لتنشئة جيل شغوف بالقراءة نشأت القطرية أمل عبد الملك الحمادي، في منزل إعلامي منفتح فكرياً، بدأت مشوارها العملي وهي طالبة بالجامعة تدرس تخصص الفلسفة وعلم النفس في جامعة بيروت العربية بالإسكندرية، حاصلة على ماجستير الإعلام والعلاقات العامة من الجامعة الأهلية بالبحرين، خبرتها الإعلامية تمتد لنحو 25 عاماً، وتعدّ من أبرز المؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي، شغلت العديد من المناصب القيادية الإعلامية، وعينت رئيسة تحرير لجريدة تجوري للأطفال، والمركز الثقافي للطفولة، ورئيسة قسم المحتوى والإنتاج في قناة الجزيرة للأطفال بمجموعة beIN الإعلامية، ومديرة إذاعة قطر بالوكالة، ومؤسسة استراتيجية لتطوير الإذاعة، حاصلة على لقب المبدعة القطرية. في هذه المساحة نحاور الكاتبة الإعلامية أمل عبد الملك، فإلى التفاصيل. شبكات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من معظم القنوات والصحف الرسمية قيل إن «كل قصة فيها بداية ووسط ونهاية».. ببساطة حدثينا عن قصة أمل عبد الملك من هي؟ أمل إنسانة بسيطة تربّت في منزل إعلامي منفتح فكرياً، محفّز على العلم والإبداع، الابنة الأكبر لوالدي والأخت الوحيدة لأخي محمد، بدأت مشواري العملي مبكراً، كنت وقتها ما زلت طالبة في الجامعة أدرس تخصص الفلسفة وعلم النفس، ومن الأوائل الذين أسسوا شبكة الجزيرة عام 1996، كما شاركت في تأسيس قناة الجزيرة للأطفال. في خط موازٍ، مارست هواياتي بوصفي مذيعة متعاونة بإذاعة صوت الخليج عام 2002، أحببت المجال الإعلامي منذ صغري بحكم عمل والدي مذيعاً في تلفزيون قطر، وكنت أشعر بالسعادة وأنا أتجول في أروقة التلفزيون، وحققت حلمي وحصلت على درجة الماجستير في الإعلام والعلاقات العامة، كما حصلت على جائزة المرأة العربية في الإعلام عام 2014، وزادتني مسؤولية تجاه عملي على الرغم من ضغوطاته وتحدياته. عملت على قيادة فرق عمل في إدارات إعلامية لنحو 25 عاماً في أكثر من مؤسسة إعلامية، كشبكة الجزيرة، وصوت الخليج، وقناة الريان التلفزيونية، وإنجاز مجموعة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، مثل البرنامج المحلي «لكم القرار»، وقيادة الاستشارات الإعلامية بالمركز الثقافي للطفولة، وشغل منصب مديرة البرامج ورئاسة لجان عدة لتنظيم الفعاليات، مثل لجنة حملة »أنا أقرأ»، وبرنامج الشاعر الواعد والفرصة، ورئيسة تحرير جريدة تجوري للأطفال - المركز الثقافي للطفولة عام 2014. حصلت على جائزة المرأة العربية في الإعلام عام 2014، وحزت لقب المبدعة القطرية بجامعة الدول العربية 2011 عام، ورئيسة قسم المحتوى والإنتاج في قناة الجزيرة للأطفال بمجموعة beIN الإعلامية 2005-2022، وقائدة فريق مكتبة البرامج - شبكة الجزيرة الفضائية 1996-2005، ومديرة إذاعة قطر بالوكالة، ومؤسسة إستراتيجية لتطوير الإذاعة عام 2015. ما هواياتك؟ أحب القراءة والكتابة والسفر واكتشاف مُدن العالم، وأحيط نفسي بمجموعة ضيقة من الأصدقاء المخلصين على الرغم من معرفتي بالكثير من الناس. تستوقفني الموسيقى العذبة، واللوحات الفنية، وأعشق الفراشات والورود واللون البنفسجي، وأحب الهدوء والبحر. ليس حصراً على الرجال القطرية أمل عبد الملك الحمادي (تصوير: يسرا أمين) لماذا توجهت إلى مهنة المتاعب -الإعلام والصحافة- دون غيرها من المهن؟ العمل بالإعلام كان حلماً، وكنت أحمل رسالة مُفادها أن المرأة الخليجية، والقطرية تحديداً، قادرة على العمل الإعلامي، وتقديم نموذج يُحتذى به، وأن العمل الإعلامي ليس حصراً على الرجال، وخضت تجربة الإنتاج التلفزيوني، وكنت أستمتع بإعداد المحتوى أو تقديم محتوى للأطفال، ومع أن الفرصة أتتني لأكثر من مرة لأكون مذيعة تلفزيونية إلاّ أنني اكتفيت بالتقديم الإذاعي، وركزت في عملية إعداد المحتوى التي أرى أنها أصعب وأدق وأعمق من مجرد التقديم. ما أبرز الإنجازات التي تفخرين بها؟ أفخر بكل عمل قدمته ونال الرضا، سواء أكان برنامجاً تلفزيونياً أو إذاعياً أو مقالاً، وربما رسالتي في الماجستير التي تعنيني مباشرة أفخر بها؛ لأنها من جهدي الشخصي، كذلك كتابي الذي ألفته بعنوان (أخوات ذاتي) وهو قصص قصيرة؛ لأنه نتاج بنات أفكاري وخلاصة خبرتي. هل أنت مهتمة بمتابعة لقاءات مع كاتبات عربيات ..تابعي اللقاء مع الكاتبة بشائر محمد: الرواية فن اجتماعي بامتياز! طريق النجاح قال أينشتاين (الفشل هو نجاح في مرحلة التطور) خاصة، وأن الإعلام في حالة تطور مستمر. ما التحديات التي واجهتها في مسيرتك الإعلامية، وكيف تجاوزتها؟ صحيح، أحياناً نشعر بأننا فشلنا إلا أنها تكون مرحلة لإعادة ترتيب الأوراق والانطلاق مرة أخرى في طريق النجاح، منذ دخولي المجال الإعلامي واجهت العديد من التحديات العملية والمجتمعية والإدارية، وكانت تسبب لي الإحباط أحياناً، وغالباً ما أتغلب عليها وانطلق مرة أخرى، ولأن العمل الإعلامي فيه الكثير من المنافسات التي تدخل دائرة التنافس غير الشريف أحياناً، فهنا يمكن التحدي الأكبر بين أن تحافظ على كرامتك ومبادئك ومهنتيك، وبين أن تحصل على امتيازات أكثر في حالة قدمت تنازلات أياً كان نوعها للمسؤولين الذين قد يرضون عنك، أو قد لا تتناسب وسياستهم فيحاربونك ويضيقون عليك في عملك، إلى أن يقتلوا الإبداع لديك وتقرر الرحيل، إما للاستقالة بحثاً عن مكان آخر، أو للتقاعد المبكر، على الرغم من أن الإعلامي المهني لا يمكن أن يتقاعد، فمجال الإبداع مفتوح له أين ما كان، ويمكنه التعبير عن نفسه في مساحات كثيرة، خاصة في عصر السوشال ميديا. المؤثر في حياتي حدثينا عن علاقتك بالكاتب والروائي القطري أحمد عبد الملك بوصفه أباً، وعلاقتك به بوصفه كاتباً وروائياً... وما دوره في نجاحك؟ والدي هو المؤثر الأول في حياتي ودخولي مجال الإعلام والكتابة، ولا أعلم إن كان للجينات الوراثية علاقة في ذلك، أو ربما ظروف التنشئة الاجتماعية وجو البيت جعلاني أهوى الكتابة منذ صغري، بل كنت أهوى كتابة درس الإنشاء في حصص اللغة العربية، وأشارك في الصحافة والإذاعة المدرسية، كما أنني شاركت في العديد من برامج الأطفال في تلفزيون قطر، وهذا ما ولد لدي هذا الشغف الذي زاد في كل مرحلة عمرية، إلى أن وجدت نفسي أعمل فيه ولم أكتف بتخصص واحد، بل مررت بالتلفزيون والإذاعة والصحافة، كما أن مكتبة والدي كانت ثرية بكل أنواع الكتب التي كنت أتسلل إليها وأخطف بعضاً منها وأقرأها وأنا أتظاهر بالدراسة. كما كنت أرى حرص والدي ووالدتي على القراءة، وهذا ما شجعني عليها، وأصبح حلمي أن أصدر كتاباً، والحمد لله تحقق ذلك بفضل تشجيع الأهل، كما أن والديّ حريصان على متابعة مقالاتي ومناقشتي فيها، وأحياناً نتفاجأ بأنني والوالد نشرنا مقالات بالمضمون نفسه، مع اختلاف طريقة العرض، وهذا يثبت أن لدينا طريقة التفكير نفسها إلى حد ما، مع أن كتابة الوالد أكاديمية أكثر. أعيش حالة سلام مع نفسي، وأستمتع بصفاء ذهني، وأخطط لسفرات عدة أجدد فيها طاقتي ثراء فاحش ترى غالبية الإعلاميين أن الإعلام كالفن لا يأكل عيش... هل توافقين على ذلك؟ ولماذا؟ فعلاً الإعلام لا يأكل عيش، لكنه يستنزف طاقتك وفكرك وصحتك (إذا كنت فعلاً تعمل بإخلاص وأمانة)، ولكنه يبني قاعدة علاقات عامة كبيرة، ويمكن أن يكون مكسباً ويجعلك علماً في المجتمع، وقد تكون هذه الشهرة مفتاحاً لبعض الأبواب، بعكس السوشيال ميديا التي فعلاً أثبتت أنها تأكل عيش، بل إنها تجعل من البعض ثرياً بطريقة فاحشة تثير التساؤلات حول من أين لك ذلك! نفترح عليك متابعة هذا الحوار مع الكاتبة والناشطة تغريد الطاسان وابنتيها هند ونورة الإبداع غير محدد هنالك من يتفنن في تكسير مجاديف المبدعين من الإعلاميين وإقصائهم عن الساحة الإعلامية، لماذا؟ كل مسؤول ضعيف وقليل خبرة ويعاني أمراضاً نفسية، يقوم بتكسير مجاديف المبدعين؛ لأنهم أفضل منه، ولا يمكنه أن يجاريهم في خبرتهم وتميزهم، فوسيلة الضعيف هي إحباط المبدعين، ولكن للأسف بعض هؤلاء المحبطين لا يعلم أن المبدع يزيد إبداعه وإصراره على تطوير نفسه، والتعبير عن أفكاره كلما شعر بالإحباط الخارجي. فمساحات الإبداع غير محددة، ويمكن استغلالها، وليست الوظيفة المجال الوحيد للمبدع على العكس، فكلما تحرر المبدع من الالتزام الوظيفي أبدع أكثر. ما تقييمك للدور القيادي للإعلاميات في الدول العربية بشكل عام، وفي دولة قطر بشكل خاص، وما الذي تحتاج إليه، وإلى أين وصلت؟ أرى أن الإعلاميات في الدول العربية تقلدن مناصب قيادية في الإعلام، كما أن معظم الحكومات العربية تؤكد تمكين المرأة في كل المجالات، ومن ضمنها المجال الإعلامي. وقد تواجه الإعلامية تحديات خاصة من بعض الرجال، إلاّ أنها وبإصرارها وعلمها ومهنيتها يمكنها أن تُثبّت أقدامها أكثر. طوفان الإعلام الرقمي تواجه المؤسسات الإعلامية تحديات فرضت نفسها بما يؤطر ممارسات الصناعة الإعلامية، ويرسم ملامحها، خاصة بعد زيادة الطلب على مبدأ الخصوصية، بموازاة فضائح واختراقات... فكيف يمكن التعامل معها حتى يمكن تسويق التطبيقات والمنتجات الإعلامية؟ تعاني المؤسسات الإعلامية حالياً من طوفان الإعلام الرقمي، وشبكات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من معظم القنوات والصحف الرسمية، وأصبح اليوتيوب والبودكاست وباقي تطبيقات التواصل الاجتماعي بديلاً من البرامج الرسمية التي لم تعد تجذب الجماهير، ولا حتى الأطفال؛ نظراً إلى صناعتها في محتوى مُعلب وقالب رسمي لم يعد يجذب الجمهور، بعد أن طغى محتوى شبكات التواصل الاجتماعي غير المقيد والأكثر انفتاحاً وجرأة وأكثر سرعة في انتشار الخبر والمعلومة، لذلك نجد أن الأغلبية أدمنت على شبكات التواصل الاجتماعي، بل تعدها المصدر الأول للمعلومات وآخر الأخبار، وكثير منا هجر التلفزيون والإذاعة والصحف، وهذا ما يجعل الوسائل التقليدية تواجه تحدياً كبيراً، فإما أن تجاري الموجة وتحجز أماكنها في تلك المنصات، وإلا فهي تغرد خارج السرب وتصرف مبالغ على الفاضي، فليس لها متابعون، وفقط المسؤولون يشاهدونها ليتصيدوا أخطاء المحررين والمنتجين! صفاء ذهني حدثينا عن مشاريعك القادمة؟ حالياً أعيش حالة سلام مع نفسي، وأستمتع بصفاء ذهني، وأخطط لسفرات عدة أجدد فيها طاقتي، وأعيد ترتيب أوراقي لأتمكن من توجيه البوصلة نحو المشاريع القادمة. إلاّ أن مقالاتي مستمرة، وأنا حاضرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأحاول تقديم محتوى منوع ومتزن يناسب الجميع. نفترح تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع مديرة المعارض والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتاب خولة المجيني: المكتبة المدرسية أساس لتنشئة جيل شغوف بالقراءة
مشاركة :