الشاهين الاخباري تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء، الفيلم الأمريكي “أضواء المدينة “، وعلى فترتين في تمام الساعة السادسة والنصف والثامنة مساء، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان. وبينت عضو اللجنة الناقدة السينمائية رانية حداد، في بيان صحفي، “في زمن أصبح فيه الصوت مهيمناً على صناعة السينما في أواخر عشرينيات القرن الماضي، أقدم المخرج والمنتج شارلي شابلن على مغامرة تعتبر كبيرة في حينها، عندما رفض الولوج إلى عالم السينما الناطقة المضمونة النجاح، وإنما بقي وفياً للسينما الصامتة وأصر على انتاج فيلم “أضواء المدينة” عام 1931، الذي يعتبر الآن على نطاق واسع أحد أعظم أعمال شابلن وتحفة من روائع العصر الصامت”. وقالت إن فيلم “أضواء المدينة”، هو فيلم كلاسيكي صامت ينتمي إلى الكوميديا الرومانسية، من كتابة وانتاج وإخراج وبطولة شارلي شابلن، حيث يواصل شابلن في فيلمه هذا مغامرات شخصية (المتشرد) التي ابتكرها وبدأها في أفلامه السابقة. ويروي الفيلم قصة المتشرد الذي يقع في حب فتاة عمياء فقيرة تبيع الزهور، فيحاول مساعدتها مالياً، وعندما يكتشف أن تلك الفتاة يمكن أن تسترجع بصرها، لكن المال يقف عائقاً دون إجراء هذه العملية، يقرر المتشرد أن يجمع لها المال الكافي على طريقته الخاصة، ومن خلال محاولته استثمار علاقته مع مليونير غريب الأطوار ومدمن على الكحول تعرف عليه بالصدفة، فيطور المتشرد علاقة صداقة طريفة ومتذبذبة مع هذا المليونير المخمور، بعد أن أنقذه ذات مساء من الانتحار، فيأخذ المليونير ذلك المتشرد إلى قصره من أجل أن يحتفي به ويشكره، وعندما يعود المتشرد في يوم آخر إلى القصر، يطرده المليونير حيث أنه خارج تأثير الخمر لا يستطيع المليونير تذكر المتشرد، لا بل يعامله بالعداء الذي يحتفظ به الأثرياء للفقراء، هذه الصداقة غير المتوافقة بين المليونير والمتشرد مثيرة للسخرية في حد ذاتها حين تظهر التناقض الحاد بين حياة المتشرد الفقير المعدم، وحياة المليونير الذي يمتلك مخزوناً لا نهائياً من المال. يستكشف فيلم “أضواء المدينة” بحسب حداد، العديد من المواضيع والثيمات المهمة والتي لا تزال تلامس نبض الإنسان المعاصر، مثل أهمية الرحمة وقوة الحب، ونبل العلاقات الإنسانية، وتصوير معاناة الطبقة العاملة وانتقاد الفوارق الطبقية والنضال من أجل انتزاع العدالة الاجتماعية والاقتصادية. ويتميز الفيلم بالتوظيف الذكي والمبتكر لعدة عناصر سينمائية منها؛ الموسيقى التصويرية، التي تعزز على نحو جميل التأثير العاطفي للفيلم، حيث قام شابلن بتأليف النوتة الموسيقية التي جمعت بين عناصر الموسيقى الكلاسيكية والجاز والأغاني الشعبية في ذلك الوقت، إذ تضيف الموسيقى طبقة أخرى من العمق للقصة وتساعد على نقل مشاعر ودوافع الشخصيات. كذلك يتميز الفيلم بالكوميديا البصرية، فعلى الرغم من أن “أضواء المدينة” فيلم صامت، إلا أن استخدام “شابلن” للكوميديا الجسدية والنكات البصرية يعد استثنائياً، والمشهد الافتتاحي في الفيلم يعد نموذجاً على “اللغة السينمائية” البارعة في التعبير عن الفوارق الطبقية وإظهار التناقض والسخرية من الواقع. الوسوم الشاهين الاخباري
مشاركة :