مثقفون: الأدب الساخر نافذة لتعزيز الوعي وتحفيز التغيير

  • 7/11/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الأدب الساخر في العالم العربي هو فن إبراز الحقائق المتناقضة والأفكار السلبية المجتمعية عبر العصور من خلال صور شعرية أو نثرية تغري بمقاومتها، وإيقافها، من غير أن يلجأ الكاتب إلى الهجوم المباشر، ومن مميزات الكتابة الساخرة أنها تغوص عميقاً في الواقع عبر قصص ومواقف ساخرة، ما يساهم في توضيح الجوانب المظلمة والمؤلمة والمضحكة في الحياة اليومية. قوالب ساخرة وفي السياق يقول الكاتب محمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»: إن الأدب الساخر هو في الواقع جنس أدبي يتميز بالرقي والتفرد، وكتاب هذا النوع من الأدب يعدون على الأصابع في الوطن العربي، وحبكاته ليست في متناول الجميع للتعبير، ويلقى هذا النوع من الأدب استحساناً وجاذبية لدى القارئ، فمن منا لم يتذوق لذة هذه النصوص الساخرة ضمن أرشيف كلاسيكيات الأدب العربي وكذلك القوالب المعاصرة منها. آفاق معرفية ويضيف الحبسي: عندما نتحدث عن الأدب الساخر، فإننا نشير إلى الأعمال الأدبية التي تعكس وتناقش قضايا ومشكلات المجتمع الحديث. وله أهمية كبيرة في عالمنا اليوم، وذلك لعدة أسباب منها أولاً وقبل كل شيء، أنه يعمل على توسيع آفاق المعرفة والوعي الاجتماعي. من خلال رواياته وقصصه، ويعرض تجارب وآراء مختلفة حول مواضيع مثل العدالة الاجتماعية، والهوية الثقافية. ويساعد القارئ على فهم وتقدير تلك التجارب، ويعزز التفاهم المتبادل والتعاطف بين أفراد المجتمع. تحفيز مجتمعي ويرى الكاتب والروائي الأردني جلال جرجس أن الأدب الساخر يلعب دوراً هاماً في رفع الوعي وتحفيز التغيير الاجتماعي. يعمل الكتاب والشعراء على استخدام قوة الكلمات لإحداث تأثير إيجابي وتحفيز الناس على التفكير والتحرك. ويمكن أن تعمل القصص والروايات الساخرة على تحريك المشاعر والعواطف، وتحفيز القراء على الانخراط في قضايا اجتماعية والعمل نحو تحقيق التغيير، ومن جانب آخر فإن نصوصه الشعرية أو النثرية تعد ملاذاً من الواقع والضغوط الحياتية. وتقديم فرصة للاسترخاء والتأمل. لعبة التناقضات وتشير الكاتبة المصرية هديل غنيم أن الأدب الساخر من أروع الفنون الأدبيّة التي أنتجتها قريحة الإنسان وذلك لما ينطوي من رصد لنبضات الحياة المعبرة عن الآمال والآلام، من خلال انصهاره في بوتقة الواقع الذي قد يوفر منفذاً للإبداع والتخيل للكتاب والقراء على حد سواء، عبر تقديم النّقد اللاّذع في سياق الفكاهة والمتعة الأدبية الراقية. ويقوم على أساليب فنية غايه في الصعوبة والدقة تتطلب التلّاعب بمقاييس الأشياء. والكاتب يتهكم للإيحاء بالحقيقة من خلال قلب المعنى وتغيير دلالته إلى الضّدّ ما يترتّب على القارئ البحث عن مراد الكاتب. كوميديا الموقف وحول أهمية الأدب الساخر في تسليط الضوء على قضايا المجتمع المعاصر يقول الفنان الكوميدي المصري محمد سالم: خلال أدائي لفن «الستاند أب كوميدي» نستعين بنصوص كثيرة تحمل بين طياتها السخرية والطرائف للكشف عن العقبات والمشاكل التي يواجهها المجتمع، مما يجعلها أكثر قابلية للقبول والتأثير. كما يمكننا التعامل مع قضايا الأسرة بطريقة فكاهية ومرحة. ونتناول التحديات والتوترات العائلية بطريقة تشد الانتباه وتحفز التفكير. إلى جانب التعبير عن القيم السلبية في الأسرة مثل العنف الأسري والتمييز بين الجنسين بطريقة تستدعي الضحك وفتح النقاش حول هذه القضايا التي قد تشكل مصدر إلهام للأجيال القادمة بسبب طبيعته الفكاهية والمرحة. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :