«أبو الأيتام»: صناعة الأمل مفتاح السعادة للبشرية

  • 7/11/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«الأمل سر ارتقاء الحضارة الإنسانية، ومن دونه لا معنى للحياة.. القدرة على العطاء نعمة، وليس أجمل وأحب إلى قلبي من مشاهدة ضحكة على وجه طفل يتيم، أو نظرة امتنان صامتة من مريض أو فقير..»، بهذه العبارات وهذا الرجاء، بدأ السعودي علي الغامدي حديثه عن صعوده إلى منصة التكريم في الحفل الختامي لمبادرة «صناع الأمل» في دورتها الثالثة عام 2020، واصفاً ذلك التكريم بأنه إلهام لا ينضب، وارتقاء نوعي في مشروعه الخيري والإنساني، ونقطة فاصلة بين العمل الفردي وبين الانتقال إلى مرحلة النهج المؤسسي المتكامل، الأوسع نطاقاً والأبعد أثراً. «أبو الأيتام»، هو اللقب الذي أطلقه عليه الآخرون، وأصبح الأحب إلى قلبه والأكثر مدعاة للسعادة والرضا عن الذات حسب تعبيره. يتذكر بفخر كبير اللحظة التي كرّمه فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمكافأة مالية قدرها مليون درهم، لبلوغه قائمة الخمسة الأوائل في نهائيات الدورة الثالثة من مبادرة صناع الأمل لعام 2020، بعد منافسة على فعل الخير والعطاء وخدمة الإنسانية، استقطبت 92 ألف ترشيح من 38 دولة حول العالم. تكريمه في الدورة الثالثة من «صناع الأمل»، مثل انطلاقة جديدة في عمله الإنساني ورسالته النبيلة في كفالة ورعاية الأيتام، عبر مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لنحو 20 عاماً، وتركت أثراً إيجابياً لا ينمحي في حياة آلاف الأطفال وسط الأرياف الفقيرة لقارتي آسيا وأفريقيا، بعد أن نذر وقته وماله الخاص لإنقاذهم من المعاناة، وإعادة البسمة إلى وجوههم وغرس الأمل في نفوسهم، وهو ما منحه سكينة روحية عميقة، وقدرة على مواصلة العمل ومضاعفة أعداد المستفيدين من مشاريعه، خاصة في قارة أفريقيا. وعلى الرغم من تجربته المديدة ونجاحاته في كفالة وحماية الأيتام عبر عشرات البلدان، يؤكد الغامدي أن المبادرات الشخصية مهما كانت طموحة، فإنها بحاجة إلى دعم متواصل كي تتمكن من استيعاب أعداد جديدة من الفئات المستهدفة وشملها بالرعاية، معتبراً أن ما تقوم به مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، ممثلة بمبادرة «صناع الأمل»، يمثل فرصة ذهبية لصاحب كل فكرة أو مشروع إنساني وخيري، للاستفادة من السخاء المادي والمعنوي الذي تتيحه مبادرة «صناع الأمل»، وتشجيعها الدائم لكل أصحاب المبادرات الخيرة، ما أدى إلى إحداث حراك واسع في العمل الإنساني، وترسيخ ثقافة العطاء والتسابق على صناعة الأمل لتغيير حياة الأفراد والمجتمعات نحو الأفضل. مساعدة المحتاجين يؤكد علي الغامدي أن فوزه بالجائزة، مكنه من توسيع طموحاته ودائرة أعماله في القارة الأفريقية، وتأسيس منظمة غير ربحية تهدف إلى دعم ومساعدة المحتاجين (YOUTH CARE GROUP NETWORK INTERNATIONAL)، مقرها أوغندا، وتمارس أعمالها في بلدان أفريقية عدة، واستطاع بعد تكريمه في عام 2020 بناء مزيد من المدارس، مثل «السلام 1» و«السلام 2» في أوغندا، إضافة إلى مساكن ومساجد ومحال تجارية لدعم الأسر المحتاجة والأيتام، كما أطلق أواخر عام 2022 مشروع «السياحة التطوعية»، الذي يستقطب طلبة من الجامعات السعودية، وكذلك برنامج «إنسانيون» خلال شهر يونيو الماضي برعاية ثلاث شركات من المملكة العربية السعودية لدعم مشروع السياحة التطوعية الذي يشمل دولتي كينيا وأوغندا. 28 دولة بكثير من الرضا والسعادة، يتذكر الغامدي خطواته الأولى في كفالة الأيتام في قارتي آسيا وأفريقيا، والتحديات التي واجهته لتوفير شيء من المال، في رحلته لصناعة الأمل التي قادته إلى أماكن نائية فقيرة في 28 دولة أفريقية، وتمكنه من كفالة أكثر من 7000 يتيم، ودعم 21 داراً للأيتام، وافتتاح 3 مدارس منحت 1200 يتيم فرصة التعليم وإثبات الذات، وقد أصبح عدد من أولئك الأيتام أطباء يقدمون الرعاية للآخرين، وهو ما يعتبره الغامدي إنجازاً فريداً لما له من معانٍ عميقة. يثق «أبو الأيتام» في أن الدورة الجديدة من «صناع الأمل» لعام 2023، التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، ستكون مميزة بكل المقاييس، وملهمة لترسخ ثقافة العطاء والعمل الخيري والإنساني، والكشف عن عشرات آلاف النماذج الخيرة التي تعمل بصمت في مجتمعاتنا، حيث يقول: «كل إنسان يستطيع أن يكون من صناع الأمل.. الأمر لا علاقة له بالإمكانات المادية، وكل جهد شخصي يبذل في العطاء ومساعدة الآخرين سيحدث فرقاً كبيراً في حياة المجتمعات والمحتاجين، وسيعود على صاحبه بسعادة لا تعادلها كنوز العالم.. الدورة الجديدة من مبادرة (صناع الأمل) فرصة لنا جميعاً للتأمل في أثر العطاء والتعلم من كل قصة.. صناعة الأمل هي المرادف لمعنى الإنسانية..».

مشاركة :