تابعت، كالكثيرين، مبادرة «صناع الأمل» برعاية حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وكم كانت سعادتي كبيرة بالحدث والمفاجأة. تنوعت بلدان المرشحين الخمسة وتنوعت مذاهبهم وأعمارهم وخلفياتهم، لكنهم اجتمعوا على الخير والعطاء وحب الغير والتفاني، اجتمعوا من منبت واحد، ولدوا من رحم هذا الوطن الجميل الذي استسلم لواقعه الأليم الغارق بالمآسي من ناحية، والمتع والتباهي من ناحية أخرى، فأصبحنا نبحث عن مبادرة أو شعاع نور نتمسك به. فبعدما كان الكرم والعطاء والعلم والنور عرفنا السائد وما دون ذلك دخيل علينا، انقلبت الموازين وبدأنا نبحث عن جوهرنا تحت ركام الحروب والفقر والجوع وتدني مستوى الأخلاق وعلو «الأنا» على كل مبدأ. استسلامنا لمبدأ المؤامرة، دمر فينا إيماننا بأن التغيير يبدأ بنا ومنا! تجسد ذلك في تلك المبادرة الجميلة التي أجمل ما فيها أن أبطالها وهبوا أنفسهم للخير والعطاء من دون مقابل، فما من أحد منهم كان يرجو جائزة أو شهرة أو مالا ليتنافس وينولها، منهم من بدأ مبادرته من سنوات عدة بعدد سني المآسي التي عايشها. مفهوم الخير الحق احتسابا للكريم من دون غاية أو مصلحة. مبادرة جميلة تعكس أن ما زال في هذا الوطن ما يستحق البقاء وما يستحق العيش، وأن لأبطاله نصيبا من العلم، المعرفة، الشجاعة والعطاء، بعد أن غرقنا في برامج اللهو والمواهب المعتمدة على المنافسة ومبدأ الأنا، برامج جل ما فيها منقول لا يعكس فننا الأصيل وثقافتنا الفريدة التي تم طمسها. غزو للفكر والأخلاق. لا أقصد التشاؤم في مقالي، بل أقصد أن ما زال على هذه الأرض الخير الكثير، فنحن أمة شابة فتية ثرية متنوعة الجمال، فطبعا سنكون هدفا للمؤامرة والمكائد والخطط، فلماذا استسلمنا للقبح برغم جمال ما فينا؟ وأخيرا، أؤمن بجمال كلمات دستور ديننا ودنيانا، القرآن الكريم: «إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين» (آل عمران). فالفرح قادم والجمال قادم لا محالة، إن توقفنا عن ظلم أنفسنا. رولا سمورRulasammur@gmail.comrulasammur@
مشاركة :