إطلالة نصرالله... "رأيتُ فيما يرى النائم"

  • 7/10/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حين قرأت أنّ إطلالة السيد حسن نصرالله السبت اختفت فجأة قلتُ «عساه خيراً». فالسيد لا يلغي مواعيده إلا لسبب وجيه. وإن عُزي الأمر الى وعكة فتمنياتنا بالشفاء، أمّا إذا مهَّدت لإعلان دراماتيكي فليس أمامنا إلا «لا حول...». قبل أن تأخذني الأفكار بعيداً أو يُعلَن تفسيرٌ، قررت أن أتفاءل في غمرة التشاؤم الذي يلف وضع لبنان مع انسداد الآفاق وتعثر الحلول وإصرار المنظومة الحاكمة على احتقار المواطنين والمؤسسات. قلت ربما جرى إلغاء الإطلالة بعدما راجع السيد نصرالله عناوين المرحلة إثر جلسة تأمل، أو شاهد تقريراً على «المنار» تشكو فيه والدةٌ من ضيق ذات الحال، وتتحدث عن نومها طاويةً توفيراً لما يقيت الأطفال، فقرّر أن يغيِّر المسار ويبشّر بفرج قريب ينعش قلوب المقيمين والمغتربين. كشريط سينمائي مرّ في خاطري غلاف كتاب نجيب محفوظ «رأيت فيما يرى النائم»، لكنني لم أذهب في تخيلاتي حدَّ الابتهاج بإعلان الأمين العام الأربعاء في ذكرى «حرب تموز» تعديل شعار «المقاومة الاسلامية في لبنان» وتسليم سلاحها الى الدولة، مقرراً أنها سقف مشروعه السياسي ومظلة الأرض والشعب. ثم راودتني الحكمة القائلة «إذا أردتَ أن تطاع فاطلب المستطاع». ورأيت أنّ السيد نصرالله ربما اعتبر أنّ الوقت حان لحسم أمور سياسية عادية لا تدخل في الاستراتيجيات، فأرسل في طلب «ثنائي السلطة» الرئيسين بري وميقاتي. وبعد أن أثنى على جهودهما في رعاية مصالح الحزب العليا والمحور الممانع وامتدح إدارتهما اللئيمة للفراغ الرئاسي، وضعهما في صورة التطورات الاقليمية بعد «اتفاق بكين»، وصارحهما بأنّ الأجواء لا تطابق ما يُشاع، مشيراً الى المشكلة الحاصلة على حقل الدرَّة النفطي بين السعودية والكويت من جهة وبين ايران من جهة ثانية. ولئلا يفقد ضيفاه التركيز، عاد بهما الى بيان «عصابة الأربعة» نواب حاكم المصرف المركزي، فرأى أنه ممتاز في إطار «ألعاب الخِفَّة» التي يمارسانها، لكن للعبث بهذا الاستحقاق حدوداً، لأن رياض سلامة بات «كيس فحم» وشخصاً مفضوحاً على المستويين المحلي والدولي، وفكرة التمديد لسارق موصوف غبية، رغم الاعتراف بأنه كان أمين السر والصندوق للتركيبة الحاكمة، وبأنه خدَمَها بأشفار العيون. في حلم مراجعة المواقف رأى السيد نصرالله وجوب التوقف عن انتهاك الدستور واتفاق الطائف وابتزاز المسيحيين بالتعيينات وبالاستحقاق الرئاسي على السواء. وصارح رئيسي المجلس والحكومة بأن ترشيح سليمان فرنجية أظهر خطأً في الحسابات، ذلك أن استتباع ميشال عون وجبران باسيل يتوقف عند مصلحة الصهر ومستقبله السياسي وخطته لرفع عقوبات «ماغنيتسكي». ولم يتردد في انتقاد «تسرُّع» الرئيس بري في ترشيحه الزعيم الزغرتاوي، داعياً إياهما الى التمهيد للخروج من هذا الخيار العقيم وانتظار مِرسال يبلغهما اسم رئيس توافقي. فوجئتُ في حلمي حين سأل السيد نصرالله الرئيسَ ميقاتي عن معاودة تداول اسمه في تحقيقات اوروبية تربطه بارتكابات رياض وتقرِّبه من «عصابة الأشرار»، فابتسم وأجاب أن لكل قضية محامياً مهما غلَت التكاليف. أمّا استفاقتي مذعوراً من حلمي الجميل فتسبَّب بها طلب نصرالله كبح معاون بري عن الإعلام «لأنّ النفاق حرام».

مشاركة :