«هدف الاختبارات النهائية قياس ما حصله الطالب من معرفة» بعد التصحيح، ورفع نتائج الطلاب لإدارة الإحصاء التربوي، وقبيل انتهاء العام الدراسي الماضي ظهرت النتائج الإحصائية، فيما أعان صناع القرار على تقصي الخلل الذي جعل معظم الطلاب يخفقون في ثوابت لغتهم الأم، بدءاً بقواعد الإملاء والخط، ووصولا لأسلوب التعبير وصحة النظم؛ وقد لمسوا أيضا ضعفاً شديداً في مادتي الرياضيات والعلوم مما حدا بهم إلى عمل دراسة ميدانية أسفرت عن الأسباب التي أدت لذاك الضعف؛ فمنها ما يخص: المعلم، الطالب، المنهج، البيئة؛ هنا بدأ أصحاب الرأي، والخبرة، المشورة، والتفويض في معالجتها سبباً سبباً. أولاً: معالجة ما يخص المعلم حتى يستشعر جسامة المسؤولية ومدى جهود الدولة المبذولة فهو الورقة الرابحة، والركيزة الأساسية، ندرأ به أي تقصير في المنهج أو الطالب أو البيئة؛ لذا أعيد غربلته وفق المعايير المهنية للمعلم من حيث: • تحديد نصاب الحصص حتى يتماشى مع زمن الإنجاز. • توثيق حقوقه وواجباته، ومكافآته بما لا يتعارض مع قوانين الخدمة المدنية ولا يهضم حقه، أو جهده. • إحلال التخصص والثبات والاستقرار المنظم بما لا يتعارض مع تطوير ذاته وإمكاناته. • إتاحة فرص الإعداد النفسي والتربوي بدورات الاتصال الفعال، والتحفيز، ومهارة التعامل مع المرحلة العمرية المناسبة. ثانياً: العناية بالمنهج من حيث: ضمان حصول الطالب على الكفايات والمهارات للصف والمرحلة. ثالثاً: الاهتمام بالطالب من حيث: تحديد مستوى ذكائه، وقدراته، وميوله، ورغباته؛ فليس هناك طالب مخفق إن هي إلا قدرات وميول، وقد ضرب لنا المبدعون المثل الأفضل في قدراتهم المتباينة، واستفادة العالم بأسره من اختراعاتهم الفردية. رابعاً: الاعتناء بالبيئة المكانية من حيث: التكييف، والإضاءة، والنظافة والمرافق حتى يتهيأ لتلقي العلم في بيئة صفية مناسبة. كل ما رأيته في الحلم حقيقة وليست حلماً! فنحن لا ينقصنا عقل، ولا مال؛ فقط نحتاج الخطط الصائبة، والعمل الدؤوب في سبيل ضخ الوطن بطاقات مبدعة تقود عجلة التغيير نحو الأفضل، وترسم لنا مكاناً نتبوأه من العالم.
مشاركة :