لماذا (داعش ) في ليبيا ؟ | عدنان كامل صلاح

  • 3/1/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

« داعش « تتعرض لحملة عالمية يتبرأ الجميع فيها من القرابة لها .. بالرغم عن أنها نتاج لفكر معين وتدخُّل أجهزة مخابرات عديدة من مختلف أنحاء العالم ، ويلاحظ أن روسيا التي وصلت بقاذفاتها سماء سوريا متأخرة ، لم تهتم كثيراً بداعش وركزت ضرباتها على الثوار السوريين ، دون داعش ، بينما حرصت أميركا ضمن تحالفها الدولي الضخم على تقليص عدد الضربات التي توجهها ضد التنظيم إلى أدنى حد ممكن .. وأشار أحد الباحثين في مركز بيلفر للعلوم والشئون الدولية بجامعة هارفرد ، في مقال له بمجلة المركز نشر في السادس عشر من فبراير إلى أن القيادة الأميركية للتحالف ضد داعش لم تتح لسلاح الطيران العربي القيام بغارات ضد التنظيم سوى بأعداد محدودة . وهناك حديث الآن في وسائل الإعلام الأميركية والأوربية عن مرحلة ما بعد القضاء على خطر داعش في سوريا والعراق . حيث يرى هؤلاء أن عودة المقاتلين ، إلى بلدانهم سوف يشكل خطراً إضافياً على الدول المصدرة لهم .. والحل الذي يبدو أنه تم التوجه إليه هو تيسير عبور الدواعش إلى ليبيا حيث يمكنهم إقامة دولة بديلة لهم فيها . وليس من الواضح ما الذي يسعى إليه توجه داعش إلى ليبيا ، فهو لن يستطيع أن يحافظ على دولة باسمه فيها ، ولم تتضح بعد نوايا من يقف وراءه وغيره بالنسبة لمستقبل ليبيا والشمال الأفريقي بشكل عام . إذ إن ليبيا تمزقت بين قبائلها وعصاباتها وعجزت كل محاولات إصلاحها . وقد صدر في ديسمبر العام الماضي كتاب للدبلوماسي طارق متري ، الذي شغل منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا لمدة سنتين ، بعنوان «مسالك وعرة» سنتان في ليبيا ومن أجلها « ، أثار فيه موضوع الأسلحة المحظورة ذات الإشعاعات من اليورانيوم والصواريخ والتي كان القذافي يمتلكها . ويقول أنه حاول من موقعه أن يعرف شيئاً عن مصيرها من بعض سفراء الدول الغربية الكبرى إلا أنه لم يتمكن من ذلك وبقى مع بعثة الأمم المتحدة الكبيرة التابعة له عاجزاً عن معرفة مصير هذه الأسلحة المختفية التي بقيت الدول الغربية الكبرى محتفظة بأسرارها . من الصعب في هذا العمود القصير البحث بتعمق أكثر ، ولكن جرس الإنذار تطلقه الوقائع التي أشرنا اليها . بالإضافة إلى أن وضع الجزائر المستقبلي لم يتضح بعد ، ونشاط جماعات الإسلام السياسي في الشمال الأفريقي وأبرزها الإخوان المسلمون يبقى مع نشاط داعش محل تساؤل من المراقبين السياسيين العرب ، ولا بد من فتح باب الحوار والدراسات والأبحاث حول مستقبل المنطقة والوضع المشبوه للإسلام السياسي بشكل أكثر عمقاً وانفتاحاً حتى يمكن تقليص مخاطر القادم من المؤامرات . adnanksalah@yahoo.com

مشاركة :