ليبيا: قوات الجيش تحاصر آخر معاقل المتطرفين في بنغازي

  • 3/1/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن أمس الجيش الليبي، الذي يدك آخر معاقل جماعات المتطرفة في مدينة بنغازي شرقي البلاد، أنه أحبط عملية انتحارية فاشلة كانت تستهدف تمركزا لقوات الجيش والقوات المساندة في محور غرب بنغازي، حيث تشتد المعارك بين الطرفين. وقال مسؤول عسكري إن الجيش قصف سيارة مفخخة، وتمكن من تفجيرها قبل وصولها إلى نقاط تمركز الجنود، مشيرا إلى أنه تم أيضا تدمير مدرعة وسيارة تحمل سلاحًا مضادًا للطائرات في المحور. وتحاصر قوات الجيش الذي يقوده الفريق خليفة حفتر، القائد العام للجيش الموالي للسلطات الشرعية في البلاد، معاقل المتطرفين في منطقتي القوراشة والصابري، كما تقوم بعمليات تمشيط واسعة النطاق في الليثي تمهيدا لإعلان تحرير المدينة رسميا. من جهته، تعهد وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا، اللواء محمد المدني الفاخري، بالتصدّي لممارسة الإرهاب في مدينة بنغازي أو أي مدينة أخرى في ليبيا. وأعلن الفاخري في كلمة بمناسبة قيام رئيس الحكومة عبد الله الثني بجولة ميدانية في شوارع بنغازي، هي الأولى لرئيس حكومة ليبية منذ خمس سنوات في المدينة، تكليف العقيد صلاح هويدي تأمين المدينة والإشراف على الأجهزة الأمنية فيها، لافتا إلى أن الثني ومحافظ مصرف ليبيا المركزي وافقا فورا على توفير إمكانات لتأمين مداخل مدينة بنغازي الخمس بأجهزة وبوابات إلكترونية متطورة لاكتشاف الأسلحة والمتفجرات. وكان الثني قد أعلن في بيان أمس أن جولته التفقدية التي شملت مناطق بنينا والليثي وأبوعطني، التي حررتها قوات الجيش من قبضة المتطرفين، استهدفت الاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بهذه المناطق والمعاناة التي تكبدها المواطن، نتيجة الأعمال التي قامت بها هذه التنظيمات الإرهابية طيلة المدة الماضية. وعدّ أن «هذه الزيارة تأتي لدعم هذه المدينة، والوقوف على احتياجاتها الطارئة للعمل على عودة الحياة الطبيعية بها، وتسهيل عودة النازحين». إلى ذلك، نفى عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد مقرا له، اجتماعه مع المبعوث الأممي مارتن كوبلر ورئيس حكومة الوفاق الوطني المقترحة من البعثة الأممية فائز السراج خلال زيارته الأخيرة للقاهرة. وأوضح عقيلة في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للبرلمان الليبي أنه شارك في مؤتمر برلمانات العرب في القاهرة، كما اجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «لمناقشة الوضع الليبي الراهن». وكشف النقاب عن أنه تم إعلام المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن الاتفاق السياسي الذي وقعه ممثلون عن البرلمانيين الحالي والسابق في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية العام الماضي في حاجة إلى إجراء تعديل دستوري أولا. وردا على مطالبة بعض الأطراف بحضور السراج رئيس الحكومة المكلف إلى طرابلس، دونما أخذ الثقة من مجلس النواب، قال عقيلة إن «إي حكومة أو أي موظف يجب أن يمنح الثقة من الجهة الشرعية، ومن داخل مجلس النواب وبحضور كافة الأعضاء لكي يباشر أعماله. وإذا حدث أي أمر وعمل مخالف لذلك فهو باطل قانونًا». وأعرب عن رفضه لما وصفه بالضغوط التي تمارسها الأطراف الدولية والمباركة التي حدثت من بعض الأطراف الدولية على البيان الذي أصدره مجموعة من مجلس النواب، وأبدوا من خلاله موافقتهم على تمرير حكومة السراج. وتابع: «لكي تمنح الثقة لهذه الحكومة، يجب أن تعطى وفق آلية محددة، وهي بالتصويت داخل مجلس النواب، وتحت قبته سواء كان بالتصويت السري أو العلني». وكان البرلمان قد أعلن تأجيل جلسة رسمية كان مقررا عقدها أمس للتصويت على حكومة السراج بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة، وتغيب أعضاء المجلس، ما دفع رئيسه المستشار عقيلة صالح إلى اعتبار الجلسة تشاورية فقط. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن النائب جاب الله التاورغي أن عدد الحاضرين كان قليلاً رغم حضور صالح، ما أدى إلى عدم انعقاد الجلسة. من جهتها، لمحت حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليا التي تدير العاصمة طرابلس إلى احتمال تعرض العاصمة لهجمات إرهابية، حيث دعت وزارة الداخلية في الحكومة التي يترأسها خليفة الغويل الهيئات والأجهزة والمصالح والإدارات العامة والإدارات الأمنية ومديريات الأمن التابعة لها، إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر للتصدي للأعمال التي قد يقوم بها ما يسمى بتنظيم داعش. وطالبت الوزارة في بيان بثته وكالة الأنباء الموالية لها الجهات التابعة لها كافة بالتعاون فيما بينها، عبر نشر دوريات وتفتيش المركبات الآلية والأشخاص المشتبه بهم، بما في ذلك الأماكن المهجورة، ومساكن العمالة الوافدة. ولم تشرح الوزارة في بيانها مبررات هذه الإجراءات الأمنية غير المعتادة في العاصمة التي تسيطر عليها بقوة السلاح ميلشيات «فجر ليبيا» المتشددة. إلى ذلك، أعلـن مجلس صبراتة البلدي عن تشكيل قولة مشتركة لتأمين المدينة وملاحقة بقية عناصر تنظيم داعش المندسين داخل المدينة. وقال عميد البلدية حسين الذوادي عقب اجتماع مع القوة المشتركة من سرايا وضباط الجيش والشرطة والقوى المساندة، عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة تختص بالبحث والتحري والقبض على ما تبقى من فلول «داعش»، كما تختص بتأمين مداخل ومخارج المدينة من خلال نقاط أمنية في مناطق مختلفة من المدينة. وأكد أن الغرفة لن تتوقف عن أداء مهامها حتى يتم القبض على كافة المتورطين والمساهمين في وجد التنظيم الإرهابي داخل المدينة، داعيا الأهالي لأن يكونوا على قدر من المسؤولية والوطنية ويساهموا بعودة الحياة الطبيعة داخل المدينة من خلال افتتاح المحلات التجارية، والمخابز، وكافة المؤسسات التي يحتاجها المواطنون في حياتهم اليومية. كما دعا كافة الجهات والقطاعات الحكومية، بما فيها المعلمين وباستثناء الطلبة، للعودة إلى أداء أعمالهم وواجباتهم وخدمة المواطنين في البلدية. وكان مجلس صبراتة قد أعلن أمس مجددا استمرار تأجيل الدراسة إلى حين استقرار الأوضاع بشكل رسمي. ودعا المجلس أهالي المدينة إلى ضرورة التكاتف للمحافظة على أمن المنطقة ونسيجها الاجتماعي، وعدم الدخول في دوامة الصراعات القبلية والحزبية. ونفذت طائرات عسكرية أميركية مؤخرا غارات جوية مفاجئة، استهدفت منزلا بمدينة صبراتة على بعد 75 كيلومترا من غرب العاصمة طرابلس، وقتلت 60 تونسيا بينهم قيادي تونسي بتنظيم داعش.

مشاركة :