أنقذ مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في القصيم، حياة مريض «صيني» الجنسية يبلغ من العمر 42 عاماً، تعرض لحادث شديد نتيجة سقوط سقالة كبيرة عليه أثناء عمله بإحدى شركات المقاولات في مدينة بريدة، الأمر الذي تسبب في إصابته بصورة شديدة وتعرضه لنزيف دموي حاد في أماكن متفرقه بالجسم، حيث تم على الفور نقله إلى طوارىء المستشفى. ذكر ذلك الدكتور وجيه عودة استشاري ورئيس قسم العناية المركزة بالمستشفى. والذي أضاف بأنه فور تلقي قسم الطوارىء بالمستشفى إشارة من الهلال الأحمر السعودي بحالة المريض الطارئة، تم تجهيز فريق طبي مكون من استشاريي الطوارىء والعظام والجراحة العامة والعناية المركزة والتخدير لمباشرة علاج المريض وقت وصوله إلى المستشفى. مفيداً بأن المريض وصل قسم الطوارىء فاقداً للوعي حيث تم عمل الفحوصات الأولية، والتي أوضحت وجود هبوط بالدورة الدموية ونزيف شديد بالرجل اليمنى. حيث تم عمل الإسعافات الأولية ومن ثم إخضاعه لحزمة من الفحوصات المخبرية والتصوير الطبقي المحوري (C.T SCAN) والرنين المغناطيسي (M.R.I)، وقد أبانت النتائج وجود كسر مضاعف مفتوح بعظمة الفخذ الأيمن وكسور بالضلوع الصدرية، ما أدى لضيق بالتنفس وحاجة المريض الضرورية لتوصيله بأجهزة التنفس الاصطناعي. كما أبانت النتائج بدقة أيضاً وجود نزيف بالغشاء البلوري وتهتك شديد بالرئتين، بالإضافة إلى تحديد الكسور المتعددة بالضلوع على جهتي الصدر، ما استدعى تركيب أنابيب تهوية صدرية بصفة عاجلة، بالإضافة إلى اكتشاف كسر مضاعف بالعمود الفقري بالفقرات القطنية الرابعة والخامسة، وتم تحويل المريض إلى غرفة العمليات لعمل أشعة تداخلية عاجلة للسيطرة على النزيف بالساق اليمنى، وكذلك تركيب جهاز تثبيت خارجي مؤقت للكسر بالساق اليمنى. وقال الدكتور عودة بأنه تم نقل المريض إلى العناية المركزة في حالة حرجة جداً مع هبوط بالضغط وانخفاض بالاكسجين نتيجة الإصابات المختلفة، مؤكداً نقل 20 وحدة ما بين كريات دم حمراء والبلازما ووحدات صفائح دموية للمريض، حتى استقرت حالة النزيف مع إعطائه الأدوية الداعمة للضغط، وذلك للحفاظ على معدل التروية الدموية للأعضاء الحيوية بالجسم. وأكد الدكتور عودة بأنه بعد استقرار حالة المريض خلال أسبوع من دخوله العناية المركزة، تم وضع خطة علاجية للسيطرة على الكسور عبر جراحتين، الأولى تم فيها تثبيت داخلي للكسر المركب في عظمة الفخذ الأيمن، وبعد مرور 5 أيام على نجاحها تم إجراء العملية الثانية والتي اتسمت بالدقة العالية لتثبيت الكسر المركب بالفقرات القطنية الرابعة والخامسة في العمود الفقري بأحدث التقنيات الطبية. واختتم د. عودة حديثه بالقول إن جهود الفريق الطبي المشارك تكللت بالنجاح التام ولله الحمد، وبدأ المريض في التحسن وإزالة جهاز التنفس الاصطناعي، وعاد إليه كامل الوعي والإدراك، وأصبحت جميع علاماته الحيوية طبيعية، وخضع بعد ذلك لبرنامج علاج طبيعي تأهيلي لتمكينه من الحركة والمشي على قدميه مرة أخرى.