أكدت المعارضة السورية إن الانتهاكات المستمرة لنظام الأسد وحلفائه لاتفاق الهدنة الأمريكي الروسي سيجعل استئناف المفاوضات التي تدعمها الأمم المتحدة أمرًا بعيد المنال. وقالت المعارضة في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إن الانتهاكات ستقوض أيضًا الجهود الدولية لضمان استمرار الهدنة وستؤدي إلى انهيار العملية السياسية التي تبنتها الأمم المتحدة. وأضافت أن الهدف من قبول الهدنة المؤقتة هو المساعدة في تنفيذ ضرورات إنسانية ضمن قرار مجلس الأمن الدولي 2254. لكن عدم إحراز تقدم في هذا الأمر سيدفعنا إلى البحث عن بدائل أخرى لحماية الشعب السوري. لذا فإن الأمر يتعين موقفًا صارماً من مجلس الأمن قبل فوات الأوان." وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الاثنين إن وقف الأعمال القتالية في سورية متماسك إلى حد كبير لكن القوى الكبرى والإقليمية تتابع بعض الحوادث التي يأمل أن يتم احتواءها. وقال بان للصحفيين في جنيف بعد محادثات مع مبعوث لأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا وقبل اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سورية "بشكل عام يصمد وقف الأعمال القتالية حتى على الرغم من وقوع بعض الحوادث." وأضاف "لكن مجموعة العمل والأعضاء الآخرين في المجموعة الدولية لدعم سورية يحاولون الآن ضمان ألا يمتد أكثر و(ضمان) استمرار وقف الأعمال القتالية." من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا: إنه ينوي استئناف محادثات السلام في السابع من مارس شريطة صمود وقف العمليات القتالية بشكل كبير. ألمانيا تطالب بعملية سياسية بالتزامن مع وقف إطلاق النار.. وتحذيرات من أن يؤدي الحصار بحياة آلاف السوريين قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ناقش مع نظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي تعزيز التعاون بين القوات المسلحة في البلدين فيما يتعلق بخطة وقف إطلاق النار في سورية. وبينت الوزارة إن لافروف هو من بادر بالاتصال. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في إفادة صحفية أمس إن من الممكن أن تصبح سورية دولة اتحادية إذا ما نجح هذا النموذج في البلاد. من جهتها، طلبت فرنسا اجتماعا لمجموعة العمل حول الهدنة في سورية "بدون ابطاء" وذلك اثر معلومات عن استمرار الغارات كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت في جنيف. وقال الوزير الفرنسي للصحافيين "تلقينا مؤشرات مفادها ان الهجمات بما يشمل الغارات مستمرة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة". واضاف على هامش الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة "ينبغي بالطبع التثبت من كل ذلك. وطلبت فرنسا بالتالي ان تجتمع (مجموعة العمل) المكلفة مراقبة تطبيق اتفاق وقف الاعمال العدوانية بدون ابطاء". وقال آيرولت ان فرنسا "تتمنى بقوة انتهاء الاعمال العدائية لكنها ستبقى متيقظة حول تطبيق (الاتفاق) عمليا". وتابع "علينا الا نخطئ، فالمأساة السورية هي الاختبار الذي سيحكم في ضوئه على كل جهودنا على صعيد حقوق الانسان" مضيفا "في الوقت الحاضر، لا بد لنا من الاقرار بالفشل". واكد بهذا الصدد ان فرنسا "لن تقف بجانب الذين يريدون تجاهل الانتهاكات لحقوق الانسان وطرحها جانبا". من جهته، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الهدنة في سورية لن تصمد إلا إذا كانت مصحوبة بعملية سياسية. وأوضح شتاينماير للصحفيين في القسم العسكري من مطار تيجيل في برلين قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة لإجراء مزيد من المحادثات حول سورية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "يمكنك أن ترى ذلك في وجوه الشعب السوري.. حيث أصبح القلق والأمل قريبين جدا من بعضهما والواقع أنه من المبكر جدا الحكم بشأن ما إذا كانت الهدنة ستصمد.. لن تصمد الهدنة إلا إذا كانت مصحوبة بعملية سياسية تبدأ بالتغيير السياسي في سورية" وأكد شتاينماير أن علاقات ألمانيا مع الولايات المتحدة هي الآن أقرب من أي وقت مضى. وقال "نحن.. برلين وواشنطن.. باقون وملتزمون بالحفاظ على استمرار عملية جنيف وإحداث التغيير السياسي في دمشق ونأمل في أن نساهم في التوصل إلى سلام في سورية." إلى ذلك، أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن الجوع قد يكون أودى بحياة الآلاف خلال الحصار الذي يؤثر على نحو نصف مليون شخص في سورية. وقال زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح جلسة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب"، مضيفا أن "الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية ملحة أخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يكون أودى بحياة الآلاف".
مشاركة :