أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس إن تركيا تتوقع أن يرفع جميع حلفائها في حلف شمال الأطلسي العقوبات والقيود المفروضة على قطاع الدفاع التركي وفق ما نقلته وسائل إعلام حيث تستغل أنقرة دعوات دول في الناتو لقبول انضمام السويد لتحقيق العديد من المكاسب. ونُقل عن أردوغان قوله للصحفيين لدى عودته من قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا إن وزراء أتراكا سيعقدون مزيدا من المحادثات مع نظرائهم الأميركيين بشأن شراء طائرات مقاتلة من طراز إف-16. وقال أيضا إن زعماء الاتحاد الأوروبي الذين التقى بهم كان لهم موقف إيجابي بشأن إحياء مساعي انضمام تركيا للاتحاد. وأضاف أردوغان "بعد الخطوات الإيجابية التي رأيناها من الاتحاد الأوروبي سنبدأ في العمل على تنفيذ الوعود التي قطعناها"، وذلك بعد أيام من موافقته المفاجئة على إرسال طلب السويد للانضمام إلى حلف الأطلسي إلى البرلمان التركي. وقرر الرئيس التركي فسح المجال لانضمام السويد الى الناتو بعد اشهر من رفض الطلب بسبب اتهامات لستوكهولم بالسماح لتنظيمات تصفها بالارهابية على غرار حزب العمال الكردستاني بالتظاهر ضد السياسات التركية. واشترط ضرورة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي للسماح بانضمام السويد ولكن لا يعرف ان كان هنالك قبول من دول الاتحاد الأوروبي لشروط اردوغان فيما تؤكد مصادر ان ثمن قبول ستوكهولم في الناتو رفع الحظر على تسليم طائرات اف 16. والاثنين الماضي افادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وزير الدفاع لويد أوستن بحث مع نظيره التركي يشار غولر في اتصال هاتفي، دعم مساعي تركيا للتحديث العسكري. ويبدو ان الرئيس التركي أداره ظهره لحليفه بوتين وانقلب عليه من أجل صفقة أف-16 والانضمام إلى التكتل الأوروبي، وذلك بعدما قرر أن يسلم قادة كتيبة آزوف الأسرى المحتجزين في تركيا إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائهما الجمعة في إسطنبول. بدورها توعدت روسيا الثلاثاء باتخاذ تدابير مضادة لضمان أمنها، ردا على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". ويعمل أردوغان وفق مبدأ لكل شيء ثمن، وهو ما نجح فيه إلى حد الآن رغم نفي الإدارة الأميركية لأي علاقة بين صفقة المقاتلات المحتملة والفيتو التركي. وعلى ضوء تحول الموقف التركي بـ160 درجة من رفع الفيتو ضد انضمام السويد للحلف العسكري ومناصرة روسيا ضد الغرب، إلى النقيض تماما، ألمح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بوب مينينديز إلى تخليه عن معارضته على تزويد تركيا بمقاتلات أف-16. وتعد المقاتلات الأميركية أف – 16 العنصر الرئيس في سلاح الجو التركي، وتشكل القوة الضاربة الرئيسية لقواته، إذ اشترت أنقرة بين عامي 1987 و2012 ما مجموعه 270 طائرة من واشنطن. وحاليا، تعد تركيا الدولة الأولى التي تمتلك أكبر عدد من طائرات أف – 16 بعد الولايات المتحدة وإسرائيل، لتصبح من أكثر المستخدمين الفعليين لهذا الطراز من الطائرات المقاتلة. وتعتمد أنقرة على الطائرة بسبب المشاكل الأمنية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ما يعني أن قواتها المسلحة امتلكت خبرات تشغيلية مهمة لهذه الطائرة المقاتلة التي أصبحت الخيار الأكثر منطقية بالنسبة إلى قيادة القوات الجوية. وتتطلع تركيا إلى توريد مجموعة من الطائرات الجديدة من طراز أف – 16 لتحديث وتجديد مخزونها الحربي، لاسيما أن معظم أسطولها من هذه المقاتلات دخل الخدمة بين عامي 1987 و1995. وهذا يعني أن تطوير وتحديث القوات الجوية التركية بات ضرورة بالنسبة إلى وزارة الدفاع التي تعمل على توريد أحدث طراز للمقاتلة التي تحتوي على بعض ميزات طائرات الجيل الخامس (قدرات تقنية وقتالية أعلى). ولهذه الأسباب وغيرها، تسعى تركيا لتوريد 79 مجموعة تحديث لطائراتها، بالإضافة إلى الطائرات الجديدة الأحدث من الطراز نفسه، من أجل تحديث أسطولها من المقاتلات الأميركية. وفي أكتوبر/تشرين الاول 2021 قدمت أنقرة طلبا إلى الولايات المتحدة لشراء 40 مقاتلة، بقيمة 20 مليار دولار من الولايات المتحدة، لكن عملية البيع تعثرت بسبب اعتراضات الكونغرس رغم تكرار حكومة بايدن القول إنها تدعم الصفقة. ويرجع تحفظ الكونغرس على الصفقة إلى اعتراضه على ما يقول إنه سجل أنقرة في مجال حقوق الإنسان وسياستها تجاه سوريا. غير أن الكونغرس وافق هذا العام على حزمة أصغر بكثير قيمتها 259 مليون دولار، تشمل تحديث برامج إلكترونيات الطيران لأسطول تركيا الحالي من مقاتلات "إف-16″، بعد أيام من تصديق أنقرة على انضمام فنلندا إلى حلف الناتو.
مشاركة :