بيت الشعر بالشارقة يكرم المشاركين في ورشة فن العروض

  • 7/14/2023
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية شارك فيها الشعراء: سيدي محمد محمد المهدي من موريتانيا، نجاة الظاهري من الإمارات ومحمد بوثران من الجزائر، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، قدمها الإعلامي عصام عبدالسلام الذي تحدث بدوره عن أثر أنشطة بيت الشعر بدائرة الثقافة في تنظيم أمسيات شعرية مميزة، في ظل الدعم المتواصل من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يوجه دائما بإقامة الفعاليات التي تضيف للواقع الثقافي وتشكل حراكا شعريا يمتد تأثيره الجمالي في المتلقي، ويسهم في الارتقاء بالذائقة الأدبية. قدم الشعراء في الأمسية قصائد حلقت في فضاء الدهشة، وتناولت جوانب عاطفية وإنسانية متكئة على لغة ثرية، ومستوى فائق ساهم في جذب المتلقي بتدفقات الخيال، ومستوى الإلقاء، واختيار نصوص تعبر عن الجمال بكل أشكال التعبير، وقد تفاعل معها الجمهور الذي اكتظت به قاعة منتدى الثلاثاء. واستهل القراءة في الأمسية الشاعر سيدي محمد محمد المهدي بقصيدة بعنوان: "درويش في حضرة الشك" التي تداخل فيها صوتا اللغة والموسيقى، إذ تصبغ القصيدة رؤيتها بتراكيب ترتكز على مناجاة الذات بشكل مطبوع، وبأنغام شجية تدعو للتأمل، منها نطالع: "يصوغُ نجواهُ في محراب عزلتهِ فيغمرَ الدمعُ مثل الحقلِ لحيتَهُ أكانَ كالفَجْرِ فِي رَيْعانِ كِذْبَتِهِ؟ فَمَنْ يُصَدِّقُ بَعْدَ اليَوْمِ فِرْيَتَهُ؟ كَباخِعٍ نَفْسَهُ..- يَعْدو - عَلى أَثَرِي                          لِيَفْضَحَ الآنَ.. ما قَدْ كَانَ بَيَّتَهُ". وأتبعها بنصً آخر بعنوان: "طائرةٌ ورقية من المتنبي إلى لوركا" التي يواصل فيها الشاعر أسلوبه المجازي في تشكيل صوره البديعة يقول فيها: "أغفو على فرُشٍ تمتدُّ في لُغتي كغفوة الظَّبْيِ بينَ الماءِ والشجَرِ "ويسهرُ الخلق" في شُبَّاك حيرتهِ  حتى ينامَ بلا نجْوى من السهَرِ" وقرأت الشاعرة نجاة الظاهري من قصيدة "موعدٌ باهت" التي ترصد من خلالها مشاهد معبرة يتفاعل فيها الدلالي والتصويري، إذ اتسمت الألفاظ بالتناغم، ووظفت الشاعرة تجربتها بأسلوب متخيل يعكس بلاغتها ودقة تراكيبها حيث تقول من قصيدة "ذي الدار أجمل": "وعندي من الأشواق ما بتّ تجهلُ وعندي من الآمالِ ما صرتَ تقتلُ وعندي من العشق الذي صرتَ جاهلاً بنيرانهِ، ما عشتُ أذكي وأغزلُ لِطَيفكَ في ليلي وصبحي زيارةٌ تدثّرني ضمّاتُهُ وتزمّلُ وأنتَ إذا ما حلّ طيفي صددتَهُ فعاد كئيباً إذ رأى البابَ يُقفلُ وللدمعِ جمرٌ، والسؤال رمادُهُ وإرهاقُ هذا السعي: قبرٌ ومنجلُ" وقرأت قصيدة أخرى عن الأصدقاء، عبرت فيها عن العلاقة الإنسانية التي تتراوح بين وصل وانقطاع، وما تحمله هذه العلاقة الإنسانية من دلالات، نقتطف منها: "أيطرقون إذا مرّوا على بابي ‏لا يتركون وروداً عند أعتابي ‏لا يزرعون على أوتار نافذتي ‏لحناً يشابه صبحاً دون غُيّابِ ‏لا يسمعون إذا ناديتُ: يا طرقاً ‏أحببتُ سيري عليها.. يا أصحابي ‏ويا افتقاداً بصدري، كلّما نضجت ‏لليلِ أسئلةٌ.. يبكي كمحرابي ‏لا ينظرون لتلويحي ورايته ‏ولا يبالون إذ تشتدّ أوصابي" وألقى الشاعر محمد بوثران، ثالث شعراء الأمسية قصيدة "انتظارُ الأبد" التي تعد أفقا مفتوحا ونداء يعلق بالذاكرة، حيث شكل بأسلوبه القصصي الجميل تفاصيل انتظار المحبوبة بصورة بصرية مركزة، وبملامح مغرقة في الرومانسية يقول فيها: "القطاراتُ همّهُنّ الوصولُ والجميلاتُ دهشةٌ، أو ذهولُ جالسا في المحطّة الآن وحدي غارقا في دمي كأنّي قتيلُ قيل لي؛ إنُّه يجيءُ سريعا وهْيَ أيضا تجيءُ، لكنْ تطولُ". ثم قرأ من قصيدة "صَدمةُ العاشقِ" التي قدم فيها رؤية مبنية على نتائج ملموسة من الواقع، فهو يصغي لإيقاعاته الشجية حين تتشكل لديه صدمة عاطفية تضعه في حالة من الاغتراب النفسي منها نقرأ:  "كانتْ أرَقَّ من النسيمِ فلو هزّت بجدعِ الغيمِ لابتلّا عينانِ تتّسعانِ إن ضحكتْ والحاجبانِ كأنّ العيدَ قد هلّا ويدان تبتكرانِ سِحرهما كالسيف من غمدٍ لهُ استُلَّا لكنّني عندَ اللقاءِ بها أبصرْتُ تاريخا من القتلى". وعلى هامش الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، شعراء الأمسية، والمشاركين في ورشة فن الشعر والعروض التي أقامها بيت الشعر مؤخرا.

مشاركة :