ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية، شارك فيها الشعراء سيدي محمد محمد المهدي من موريتانيا، ونجاة الظاهري من الإمارات، ومحمد بوثران من الجزائر، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، وقدمها الإعلامي عصام عبدالسلام، الذي تحدث عن أثر أنشطة بيت الشعر بدائرة الثقافة في تنظيم أمسيات شعرية مميزة، في ظل الدعم المتواصل من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يوجه دائماً بإقامة الفعاليات التي تضيف للواقع الثقافي، ومن ثم تشكل حراكاً شعرياً يمتد تأثيره الجمالي في المتلقي، ويسهم في الارتقاء بالذائقة الأدبية. وقدم الشعراء في الأمسية قصائد حلقت في فضاء الدهشة، وتناولت جوانب عاطفية وإنسانية متكئة على لغة ثرية، ومستوى فائق ساهم في جذب المتلقي بتدفقات الخيال، ومستوى الإلقاء، واختيار نصوص تعبر عن الجمال بكل أشكال التعبير، وقد تفاعل معها الجمهور الذي اكتظت به قاعة منتدى الثلاثاء. وعلى هامش الأمسية، كرم محمد البريكي مدير بيت الشعر، شعراء الأمسية، والمشاركين في ورشة فن الشعر والعروض التي أقامها بيت الشعر من 5 إلى 20 يونيو 2023. وفي بداية الأمسية، قرأ الشاعر سيدي محمد محمد المهدي قصيدة تداخل فيها صوتا اللغة والموسيقى، إذ تصبغ القصيدة رؤيتها بتراكيب ترتكز على مناجاة الذات بشكل مطبوع، وبأنغام شجية تدعو للتأمل. ثم ألقى نصاً آخر بعنوان «طائرةٌ ورقية من المتنبي إلى لوركا» التي يواصل فيها الشاعر أسلوبه المجازي في تشكيل صوره البديعة. وقرأت الشاعرة نجاة الظاهري من قصيدة «موعدٌ باهت» التي ترصد من خلالها مشاهد معبرة يتفاعل فيها الدلالي والتصويري، إذ اتسمت الألفاظ بالتناغم، ووظفت الشاعرة تجربتها بأسلوب متخيل يعكس بلاغتها ودقة تراكيبها. ثم قرأت قصيدة أخرى عن الأصدقاء، عبرت فيها عن العلاقة الإنسانية التي تتراوح بين وصل وانقطاع، وما تحمله هذه العلاقة الإنسانية من دلالات، فتقول: أيطرقون إذا مرّوا على بابي لا يتركون وروداً عند أعتابي لا يزرعون على أوتار نافذتي لحناً يشابه صبحاً دون غيّابِ كما ألقى الشاعر محمد بوثران، ثالث شعراء الأمسية قصيدة «انتظارُ الأبد» التي تعد أفقاً مفتوحاً ونداء يعلق بالذاكرة، حيث شكل بأسلوبه القصصي الجميل تفاصيل انتظار المحبوبة بصورة بصرية مركّزة، وبملامح مغرقة في الرومانسية. ثم قرأ من قصيدة «صَدمةُ العاشقِ» التي قدم فيها رؤية مبنية على نتائج ملموسة من الواقع، فهو يصغي لإيقاعاته الشجية حين تتشكل لديه صدمة عاطفية تضعه في حالة من الاغتراب النفسي.
مشاركة :