لن أتناول القضية من حيث ثبوتها وعدمه . فهي زاوية لا يمكن التحدث عنها إلا من خلال المشاركة في المختبرات أو قراءة النتائج ومن تكلم فيها دون هذه الفقرات وشكك في أمانة أحد فقد عرض نفسه لارتكاب خطأ . والزاوية الأهم في القضية التوجيه التربوي من خلالها والذي انتهكه بعض الإعلاميين متناسين تربية الأجيال بحثاً عن تبرئة اللاعب محمد نور فيتقدمون بالتقليل من شأن مادة ( الإمفيتامين ) ويتحدثون أن اللاعب لم يرتكب خطأ . وقولهم يحتمل أمرين إما تكذيب اللجنة المختصة بنتيجة التحليل أو أنهم يقرون بإيجابية النتيجة لكن يرون أنها لا تؤثر ولا تضر وكلا الأمرين في غاية الخطورة . فإن كانت اللجنة ليست محل الثقة في مثل هذه القضايا – على حد زعمهم – فتلك كارثة . وأعتقد بأنه لن يوجد مسلم يخاف الله يقدر على اتهام غيره بمثل هذه القضايا ومن كذبهم عليه أن يثبت صحة قوله وخطأ قولهم بالبينات والتحاليل وإلا يجب مقاضاته لأنه يرمي اللجنة جزافاً بالباطل . وعلى قول ثبوت النتيجة وإيجابية التحاليل فكيف يتحدث إعلامي يرى في نفسه المكانة ويقلل من شأنها . كيف لو شاهد ابنه يتعاطى هذه المادة بحجة أن والده لا يرى فيها خطورة ولا يعتقد في تعاطيها كبير خطأ فهل سيبقى موقفه كما هو على المنبر الإعلامي في قضية محمد نور . وهناك زاوية خطيرة جداً يقف فيها من يقلل من شأن النتيجة وأنها لا تضر اللاعب ولا تؤثر على تاريخه . وهي أنه لو كان المتعاطي معلماً أو رجلاً عسكرياً أو موظفاً وانتشر خبر تعاطيه لهذه المادة فأقل ما سيقال أنه لا يصلح أن يكون مربياً وأنه خان بلده ووطنه . كما أن في التقليل منها مخالفة لجهود كبيرة تقوم بها إدارة المخدرات مشكورة في محاربة مثل هذه الآفات ومحاولة القضاء عليها ومطاردة كل من له يد في إيجادها وتوفيرها . كما تقدم المحاضرات والمؤتمرات لتثقيف أولياء الأمور وعامة الناس عن أخطارها ثم نجد من يقف للحديث عن هذه القضية ويقلل من شأنها مبيناً أنها لن تؤثر على تاريخ اللاعب . والحقيقة أننا لا نتمنى إيجابية النتيجة ولكن إن تمت فهي تنقل اللاعب من مكان في التاريخ إلى مكان آخر ويجب استخدام البرامج الإعلامية كأقوى مؤثر توعوي وإرشادي عن مثل هذه الآفات . ومع حماس الضيوف في البرامج الإعلامية دفاعاً أو هجوماً على هذه القضية إلا أن التغطية على اللاعب – إن ثبتت إيجابية النتيجة – جعلت الكثير منهم يتحدث بما لا يريد . ومن زاوية أخرى أعجب كثيراً من تضليل الرأي العام فيأتي من ادعى فهمه وإدراكه لمثل هذه القضايا ويطلب أن تكون جميع النتائج بنفس المقياس والمعيار وإلا فلا تثبت إيجابية النتيجة لو اختلفت بأقل من 0.1% وهذا أمر عجيب . فارتفاع النسبة عن المعدل الطبيعي دليل على إيجابيتها وإن تفاوتت الأرقام . انظر يا من تكلمت بهذا أو من صدقت بذلك لو ذهبت للطبيب للتحليل عن داء السكري فاكتشفت أن السكري وصلت نسبته في الدم 350 ثم ذهبت لطبيب آخر واكتشفت أن النتيجة 300 ألا يعني هذا إصابتك بداء السكري ولك المقايسة . مع تسجيلي بعدم إعجابي بعدد من الضيوف في البرامج الرياضية إلا أنه من الإنصاف والمهنية إثبات التميز لأهله .. فهذا وليد الفراج يقول حول القضية : من السهل أن تكون نجماً لكنه من الصعب أن تكون قدوة ويعني بذلك في حال إيجابية النتائج . وتركي العجمة يتحدث عن القضية ويقول أنه يتمنى عدم ثبوتها على اللاعب لكن إن ثبتت فهو يستحق العقوبة وبرنامج كورة يبحث عن صحة الخبر لا عن رغبات الآخرين . وبين هذا وذاك من ضيوفهم من يلوح بغير هذه العبارات ويتمنى لو استطاع أن يقول للاعب : افعل ماشئت ففي كل الأحوال براءتك تابعة لنجوميتك . عبدالرزاق سليمان
مشاركة :