من أكثر المشاهد الملفتة في فصل الصيف وموسم الإجازات السهر لساعات طويلة، إذ يتحول الليل إلى نهار عند معظم الذين يتمتعون بإجازة المدارس . والسؤال الذي تطرحه ” البلاد” على طاولة المختصين هو: لماذا الإجازة الصيفية تسرق النوم من عيون هؤلاء؟ في البداية يقول استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي: من الأخطاء الشائعة في موسم الإجازات هو تحول الليل إلى نهار بسبب السهر لساعات طويلة، وهذا للأسف يترتب عليه انعكاسات سلبية كثيرة على صحة الجسم، فموسم الصيف يعتبر من أكثر المواسم المؤثرة في جودة النوم بسبب “السهر”، وخصوصًا عند الأطفال وطلاب المدارس، إذ إنه مع الإجازة الصيفية لا يكون هناك أي علاقة بالمدارس، وبالتالي فإنهم يسهرون إلى أوقات متأخرة من الليل؛ وهو ما يعيق جودة النوم ويربك آلية إفراز الهرمونات المهمة والضرورية لضبط الساعة البيولوجية؛ ومنها الميلاتونين وهرمون النمو عند الأطفال. وتابع: يجب على الجميع تعزيز وتكريس فكرة أن النوم من الأوليات الوظيفية السلوكية المهمة في حياة الإنسان، فخلال فترة النوم تتم عمليات حيوية داخل الجسم من شأنها تنظيم الإيقاع اليومي للفرد وآلية إفراز الهرمونات وغير ذلك من العمليات التي تعزز عمل الانسان وقدرته في الإنتاجية. وفي السياق يحذر الدكتور وائل عبدالله العمودي استشاري طب النوم من سهر الإجازة الصيفية، فذلك يساعد في الحفاظ على اتزان الساعة البيولوجية الداخلية والاستفادة القصوى من ساعات النوم. فالنوم الصحي يرتكز بشكل أساسي على جودة النوم والكم “عدد الساعات” وأخيرا توافق الساعة الداخلية مع الساعة الكونية. ونصح الدكتور العمودي بإتباع ساعات ثابته للنوم حتى لو كان الفرد في إجازة، فذلك أفضل صحياً على صحة الفرد، فالنوم يعتبر ركنا أساسيا من هرم الصحة الذي يرتكز أيضاً على الرياضة اليومية، والاهتمام بالحمية والغذاء والوزن الصحي، والصحة النفسية. وتتفق الدكتورة غفران بن عفيف استشارية الباطنة وطب النوم بمركز طب وبحوث النوم مع الآراء السابقة وتقول: الإجازة الصيفية لا تدعوا طلاب المدارس والأطفال إلى السهر لساعات طويلة، إذ يترتب على ذلك انعكاسات عديدة، فالنوم الصحي هو الذي يضمن إفراز هرمون الميلاتونين بشكل صحيح ليلًا، فالهرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورًا مهمًّا في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، ويكون أعلى مستويات إفرازه في ساعات الليل المتأخرة “3 إلى 4 صباحًا”، أي نحو 3 ساعات بعد الدخول في النوم، ثم يبدأ في الانخفاض تدريجيًا استعدادًا للاستيقاظ.
مشاركة :