يقضي ميولان توراق، وهو مصمم أزياء من قومية الويغور، يقضي أيامه في اختيار الأزياء والإكسسوارات الإثنية التقليدية التي يصممها لزبائنه الذين يكونون في معظمهم من السياح الذين يرغبون في جلب ذكريات سفرهم إلى منازلهم. ويُطلق ميولان توراق البالغ من العمر 29 عاماً، من أبناء كاشغار بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في شمال غربي الصين، يطلق على نفسه لقب "صانع الأحلام"، حيث تستند تصاميمه في المقام الأول إلى الأفكار التي يستلهمها من الكتب ومصادر أخرى، قبل أن يُحولها إلى واقع بمساعدة خياطين وحرفيين من ذوي الخبرة. يرتدي زبائنه الأزياء الإثنية التقليدية في متجره الثقافي والإبداعي الكائن في بلدة كاشغار القديمة، ومن ثم يتبعون مرشداً في جولة لالتقاط الصور في الأزقة المتشعّبة التي تتميز بمنازلها الصفراء المُحْمَرّة مع أبواب خشبية مجوية. وقال ميولان توراق: " تتغير الموضة مع مرور الوقت، والأزياء الإثنية القديمة التي أصنعها لم يعد الناس يرتدونها في الحياة اليومية. لكن هذا لا يعني أنها ستختفي، بل ستستمر في إظهار سحرها على مراحل جديدة". ولد ميولان توراق ونشأ في كاشغار، وهي مدينة على طول طريق الحرير القديم يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام. وقد بدأ شغفه بالعناصر الثقافية للهندسة المعمارية والملابس والأغاني والرقصات في بلدة كاشغار القديمة، منذ كان طفلاً. تأثر ميولان توراق بأمه، أيغول قاسم، وهي خياطة متخصصة في كل من الأزياء الإثنية والحديثة، ما أسهم في استمرار اهتمامه بالملابس المحلية. بدأ ملاحقة حلمه في عام 2017، عندما كان يعمل مع أمه لإعداد مقطعي فيديو لعرض التغييرات في الأزياء الويغورية خلال فترات زمنية مختلفة. في ذلك الوقت؛ كان ميولان توراق يدرس الطب في جامعة بمقاطعة جيانغشي في شرقي الصين. وللحفاظ على سحر الأزياء الويغورية التقليدية، بحث ميولان توراق في الكتب والمواد، واستشار أمه وصانعي المجوهرات ذوي الخبرة، وزار بازارات محلية بحثاً عن الأزياء القديمة والأقمشة. وفي غضون خمسة أشهر فقط، قام ميولان توراق وأمه بتصميم وصنع العديد من الأزياء التقليدية. وفي أكتوبر 2018، افتتح متجره الثقافي والإبداعي في بلدة كاشغار القديمة، حيث يؤجر الأزياء والإكسسوارات التقليدية التي يصممها للسياح. وحول ذلك؛ قال ميولان توراق إن الفكرة جاءت عندما شهدت بلدة كاشغر القديمة التي تم تجديدها حديثا تدفقاً للسياح. يُذكر أن بلدة كاشغار القديمة كانت غير صالحة لكل من السكان والسياح، بسبب الصعوبات في الوصول إلى المياه والكهرباء والبنى التحتية الأخرى. ومع ذلك؛ منحها مشروع التجديد الذي استثمر أكثر من 7 مليارات يوان (حوالي 982 مليون دولار أمريكي)، منحها بريقاً جديداً. وفي وقت سابق من العام الجاري، فتح ميولان توراق عمله الثاني، وهو مقهى صممه بنفسه في البلدة القديمة، حيث يوجد في المقهى مكان رملي تبلغ مساحته 4 أمتار مربعة، تم بناؤه ليشبه صحراء تاكليماكان، أكبر صحراء في الصين. وتم تزيينه بمهد خشبي عتيق وآلات موسيقية تقليدية وغلايات نحاسية يستخدمها السكان المحليون غالباً. وقال ميولان توراق: "إن الأشياء القديمة تمثل التقاليد والمقهى حديث نسبياً، الأمر الذي يقدم المظهر الحالي لكاشغار معاً". شهدت منطقة شينجيانغ انتعاشاً سياحياً في العام الجاري، حيث خلقت صناعة السياحة المزدهرة المزيد من الفرص التجارية في بلدة كاشغار القديمة. وحالياً؛ يتم تقديم خدمات التصوير الفوتوغرافي للسياح في نحو 200 متجر، أطلق العديد منها أعمالها في العام الجاري. لكن ميولان توراق غير قلق بشأن المنافسة المتزايدة. وحول ذلك قال: "توفر المزيد من المتاجر المختلفة خيارات متنوعة وستجذب لاحقاً المزيد من السياح، ما سيُفيد سكان كاشغار وكذلك الذين يعملون في صناعة السياحة". وفي العام الماضي، أُطلق على ميولان توراق لقب "وريث" لحرفة الخياطة الويغورية التقليدية من قبل حكومة مدينة كاشغار، وهو لقب يهدف إلى حماية الثقافات التقليدية للأقليات الإثنية المختلفة وتقديم الدعم من الأموال والمعدات وغيرها. وقال ميولان توراق إنه يخطط حالياً لمعرفة المزيد عن التصميم ويأمل في تطوير المزيد من المنتجات الفريدة حتى يتمكن المزيد من الناس من "تجربة السحر الثقافي في شينجيانغ وكاشغار". ■
مشاركة :