«استشراف القراءة»: صناعة الثقافة ضرورة للمستقبل

  • 3/2/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

انتقد كتاب ومثقفون ضعف اهتمام المؤسسات التعليمية بتنمية مهارات القراءة لدى الطلبة، وقلة اهتمام وسائل الإعلام بتقديم محتوى ثقافي متميز للمشاهد. داعين إلى العمل على تنمية الوعي الثقافي والمعرفي لدى الأجيال المختلفة، والبحث عن وسائل مبتكرة لتشجيع الناشئة على القراءة، بأساليب جديدة تهدف إلى ترغيب الطلاب في القراءة العامة، سواء عبر الكتاب الورقي أو عبر وسائل التواصل الأخرى. محمد المر انتقد الأديب محمد المر قلة اهتمام وسائل الإعلام بأمور الثقافة والمعرفة، لافتاً إلى أنه ليس هناك برنامج محلي له شخصية واضحة يتناول موضوعات الثقافة والكتب والثقافة الشعبية، على غرار ما تقدمه محطات تلفزيونية وإذاعية غربية. وكذلك عدم اهتمام وسائل الإعلام المكتوبة بقوائم لأفضل الإصدارات من الكتب، بما يحفز القارئ على شراء هذه الكتب وقراءتها، وغالباً ما تقتصر الصفحات الثقافية المحلية على تقديم مراجعات سريعة لا تشفي غليل القارئ المتابع للشأن الثقافي، في حين تقدم الصحف في الغرب قوائم للقراءة، تتضمن أفضل الكتب الصادرة حديثاً، ولا يشترط أن تكون الأكثر مبيعاً. ودعا المر إلى العمل على تحفيز الطباعة والنشر والكتابة، وتقديم برامج ثقافية ذات مضمون متميز، وزرع مهارات القراءة لدى الطلبة. جمال بن حويرب استعرض جمال بن حويرب في مداخلته تجربة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في مجال دعم الثقافة، والمبادرات التي أطلقتها لتعزيز مسارات نقل ونشر المعرفة، فأكد أن المؤسسة أطلقت مبادرة كتاب في دقائق، ومبادرة عائلتي تقرأ، ومبادرة كرسي المعرفة، لتشجيع القراءة في الأماكن العامة، وغيرها من المشروعات الخلاقة، إيماناً منها بأن القراءة هي السبيل المثلى للتنمية الشاملة، وهي الوسيلة الصحيحة لتنمية شخصية الإنسان، مؤكداً أن المؤسسة أصدرت 75 كتاباً مترجماً، واستفاد منها أكثر من 400 ألف أسرة، وقدمت أكثر من 20 باقة، تضم مجموعات متنوعة من الكتب لتوزيعها على الأسر كباكورة لمكتبة منزلية تحفز على القراءة. داعياً إلى استشراف التجارب التي مرت بها الدول المتقدمة، واختيار المناسب منها. جمال الشحي دعا جمال الشحي إلى تطوير مجال النشر في العالم العربي، والاهتمام بترويج الكتب بمختلف الوسائل، وتوظيف مختلف القنوات، وفي مقدمتها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر الثقافة في الإمارات، ودعم صناعة الكتاب بكل جوانبها. مشيراً إلى أهمية الاستفادة من تطوير عمليات نشر الكتب، التي تدار حتى الآن بطرق تقليدية ربما تجاوزها العالم، والاستفادة من تجارب الدول في دعم القراءة، مستعرضاً تجربة دولة سنغافورة في هذا الإطار، من خلال وصولها إلى مجتمع قارئ عبر إنشاء المكتبات في كل مكان، ودعم مؤسسات النشر، التي تتفاعل بشكل مباشر مع القارئ من أجل عمليات التطوير المستمرة. وأوصى المشاركون في اللقاء الثقافي الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، أول من أمس، تحت عنوان استشراف مستقبل القراءة، بالتركيز على صناعة الثقافة والمعرفة، باعتبارهما من أهم عناصرالقوة في المستقبل، ووضع آليات محددة لتنمية المعرفة يمكن من خلالها تحقيق التنمية الشاملة اقتصادياً ومجتمعياً، بما يحقق رؤية الحكومة الرشيدة في الوصول إلى سعادة المجتمع بمختلف فئاته. مشددين على أهمية تشجيع المجتمع على الانخراط في عالم القراءة عبر مجموعة من الحوافر، منها تلخيص أكثر الكتب توزيعاً وطرحها للجمهور، وغيرها من الوسائل، وصولاً إلى صناعة المعرفة التي تعد ثالث عناصر الدخل القومي في أوروبا، ودراسة التجارب العالمية في التشجيع على القراءة ونشر المعرفة، مع الاستفادة من أدوار الوسائل الأخرى كالسينما والتلفزيون والصحافة والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى الدور المهم للأسرة والمسجد والأندية، مع التأكيد على أهمية مواجهة التحديات الكبرى لصناعة المعرفة، والتحديات المتعلقة بالمحتوى، وأهمية أن يكون جذاباً، بحيث يحرص المتلقي على اقتنائه، وتذليل كل الصعوبات المتعلقة بعملية النشر. قال الأديب محمد المر خلال مداخلته التي قدمها في الجلسة الأولى من اللقاء، والتي حملت عنوان القراءة وتنمية المعرفة، إنه رغم الإيجابيات الكثيرة التي حققتها الإمارات خلال رحلة تطورها، خصوصاً في مجال التعليم بمختلف مراحله؛ إلا أن هناك بعض العوامل السلبية. منتقداً ما تشهده العملية التعليمية في الإمارات من تجاهل لتعليم مهارة القراءة، حيث أصبح أكثر الطلبة يلجأون إلى الملخصات للحصول على المعلومات الدراسية، وأحياناً ملخصات الملخصات إذا توافرت لهم. متسائلاً: إذا لم يقرأ الطالب المنهج الدراسي المقرر عليه، فكيف يقرأ كتباً عامة؟ وأكد رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، جمال بن حويرب، أن تراجع معدلات القراءة مشكلة لا تقتصرعلى الإمارات فقط، بل تواجه كل الدول العربية، وكثيراً من الدول الإسلامية. مشيداً باهتمام قيادة دولة الإمارات بأخذ زمام المبادرة في تحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي، من خلال مبادرات وبرامج تعزز البحث والمعرفة، من بينها إعلان عام 2016 عاماً للقراءة، ومشروع تحدي القراءة العربي، وهو ما يعد دلالة على ما سيكون عليه مجتمع الإمارات بعد 20 عاماً. وقال الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، الدكتور علي بن تميم، في تقديمه للجلسة أن الدعوة الكريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بأن يكون 2016 عاماً للقراءة، تعد فرصة مثالية لتضافر الجهود لتحقيق الهدف الرئيس لهذه الدعوة الكريمة، بأن تكون القراءة وسيلة لتطوير الفرد والمجتمع، ثقافياً ومعرفياً. لافتاً إلى أن التغيرات الوزارية التي أعلنتها الإمارات أخيراً تمحورت حول المستقبل. كما دعا إلى تأمل مقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حول التشكيل الوزاري، الذي سمو دعا فيه إلى قراءة دروس التاريخ، وأنها عنوان المعرفة. مستقبل القراءة في العصر الرقمي، كان محور مداخلات الجلسة الثانية، حيث تحدث مؤسس دار كتاب للنشر، الناشر جمال الشحي، في كلمته عن علاقة النشر بوسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى ضرورة توظيف هذه الوسائل للترويج للقراءة وللكتب. واعتبر أن الناشر الذي لا يمتلك القدرة على ترويج الكتب التي يطبعها، لا يعد ناشراً بل طابعاً للكتب. واعتبر الدكتور سليمان الجاسم في تقديمه للجلسة أن اللقاء الثقافي فرصة جيدة للوقوف على الوضع الراهن في ما يتعلق بالقراءة، وعلاقتها بالتقنية الرقمية من خلال طرح التجارب الحالية من أجل تطويرها والاستفادة منها في دعم الكتاب والقراءة بشكل عام، وصولاً إلى مجتمع واع بقضاياه، متفاعل مع التنمية المعرفية، مؤكداً أن المتحدثين لديهم خبرات مختلفة في هذا الموضوع. نقل مباشر قالت وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، عفراء الصابري، إن اللقاء الثقافي الذي نظمته الوزارة، برعاية وحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وبحضور كبار مثقفي ومفكري وأدباء الإمارات، نجح في تشخيص الوضع الراهن في ما يتعلق بالقراءة، وخرج بالعديد من التوصيات المهمة. مشيرة إلى أن التوصيات لم تغفل المستقبل وما يكتنفه من تحديات، ويأتي على رأسها تحدى انحسار الكتاب المطبوع أمام النشر الإلكتروني، حيث أوصى الحضور باستغلال الفرص التي توفرها التقنية الحديثة لإتاحة الكتب والمكتبات بصورة سهلة للجميع، مشيرة إلى توصية اللقاء بأهمية التكيف مع وسائل التواصل الحديثة بأن يتميز المحتوى بالجاذبية والمباشرة، مع التأكيد على أن صناعة المعرفة هي صناعة مستقبلية ولا تتعلق بالحاضر فقط. وذكرت الصابري أن الوزارة حرصت، للمرة الأولى، على نقل فعاليات اللقاء الثقافي على الهواء مباشرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما منح الفرصة لقطاع كبير من الشباب لمتابعة الجلسات والتفاعل معها عبر تعليقاتهم وتغريداتهم.

مشاركة :