السودان: 30 صحافيًا يدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام

  • 3/2/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وصلت المواجهة بين عدد من الصحافيين السودانيين والسلطات الأمنية ذروة الاحتجاج المدني، وذلك بعد إعلان أكثر من ثلاثين صحافيًا وصحافية إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، الأمر الذي عده النشطاء قمة أساليب المقاومة المدنية التي تستخدمها الصحافة السودانية للمرة الأولى في تاريخها، خصوصًا بعد أن تضامن معهم العشرات من زملائهم ورموز المجتمع المدني والسياسي، محتجين على سيطرة جهاز الأمن على الصحف، والتضييق على الحريات الصحافية، الذي ترتب عليه تعليق صحيفة «التيار» المستقلة لأجل غير مسمى دون إبداء أسباب. وجدد جهاز الأمن السوداني تعليق صدور صحيفة «التيار» المستقلة عن الصدور لأجل غير مسمى للمرة الثانية في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دون إبداء أسباب، بعد أن كان قد أوقفها العام 2012 لمدة عامين، ثم عاودت الصدور بقرار المحكمة الدستورية بعدم دستورية إيقاف جهاز الأمن للصحف. وشهد مقر الصحيفة بالخرطوم، أمس، توافد عدد كبير من الصحافيين وقادة المجتمع المدني والسياسي، الذين نظموا وقفة احتجاجية، قيدوا خلالها أنفسهم بالأصفاد (الجنازير)، ووضعوا الأقنعة على أفواههم دلالة على تكميم الأفواه، ورددوا هتافات مناوئة لتدخل جهاز الأمن في إصدار الصحف وسيطرته على الحريات الصحافية. فيما قال خالد فتحي، رئيس اللجنة المنظمة للإضراب الصحافي، إنهم لجأوا قبل أن يبلغوا بأشكال الاحتجاج المدني مرحلة الإضراب، إلى المحكمة الدستورية، وذلك بعد يومين من إيقاف الصحيفة للطعن في دستورية الإيقاف، ومنحوها أكثر من 65 يومًا قبل القيام بالخطوة الثانية، ونظموا خلالها وقفة احتجاجية، منتصف الشهر الماضي، ثم حملة جمع مليون توقيع للتضامن مع الجريدة الحالية حتى الآن، ثم قرروا بعد ذلك الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام. وقال رئيس تحرير الصحيفة عثمان ميرغني لـ«الشرق الأوسط» إن الإضراب عن الطعام هو خطوة تليها خطوتين أخريين لتصعيد معركة الحريات الصحافية، و«هذه خطوة إعلامية تستهدف إيصال رسالة للمجتمع السوداني في الداخل والخارج، للتنبيه ليس لقضية التيار بل لقضية الحريات الصحافية»، موضحًا أنه لا يتوقع استجابة السلطات للإضراب، لأن «القصد من الإضراب ليس مجرد السماح بصدور الصحيفة بقرار سياسي، لأنهم ارتضوا حكم القانون باللجوء للمحكمة الدستورية، وإنه باختيار اللجوء للقانون يرفضون أية مساومات على الخط التحرير للصحيفة». من جهتها، وصفت نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي في حديثها إضراب الصحافيين عن الطعام بأنه كشف لحجم الاعتداء على الحريات الصحافية والحريات العامة، وتعبير عن هموم الشعب، وقالت في هذا الشأن: «هذا موقف أحيي فيه شجاعة الصحافيين، لكني أقول لهم لا تلقوا بأنفسكم في التهلكة، وإلى أن نواصل جميعنا العمل على تغيير الأوضاع في البلاد بالوسائل المدنية، للوصول إلى أن يكون في السودان دولة المواطنة.. دولة الكرامة والسلام وسيادة القانون، وهذا المجهود الإعلامي يمكن أن يؤتي أكله بأن يتحرك متنفذ لرفع الحرج بإعادة التيار للصدور، لكن هذا لا يعني عدم تكرار الإيقاف لأن (التيار) أوقفت أكثر من مرة».

مشاركة :