دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- للعام السابع عشر على التوالي، يبدأ سوق "جارا" التراثي في العاصمة الأردنية عمّان، استقبال محبّيه وزواره من داخل البلاد وخارجها خلال الفترة بين الثاني من يونيو/حزيران وحتى الثامن من سبتمبر/أيلول من هذا العام، محافظا على مبادرة التنظيم التي تبناها سكان حي جبل عمّان القديم منذ عام 2004، لعلاقة الحي الوطيدة بالنشأة التاريخية، والثقافية، والاقتصادية، للمجتمع العمّاني. ويرتاد سوق "جارا" الذي يتخذ من إحدى أزقة جبل عمّان القديم موقعا سنويا له، آلاف الزوار كل جمعة كموعد أسبوعي ثابت على مدار أشهر الصيف الثلاثة، ويجمع السوق بين زواياه مئات المنتجات الحرفية، واليدوية، والأعمال الفنية التراثية التقليدية. أعمال فنية تراثية وقالت الحرفية لينا العنبتاوي، إنها تقدم معروضاتها في السوق منذ نشأته مع تطوير هذه المنتجات سنويًا، من خلال تصميم نماذج أبواب خشبية مصغّرة من الأردن والأراضي الفلسطينية بعد تصويرها، لتكون جزءا من عمل تراثي في البيوت المعاصرة كتعليقات للمفاتيح أو ديكورات للجدران. وأشارت العنبتاوي في حديثها لموقع CNN بالعربية، إلى أن السوق شهد تطورا كبيرا منذ نشأته حتى الآن، على مستوى حجم المشاركة والسمعة السياحية للسوق وازدهاره. وتتوزع أكشاك السوق على جانبيه بشكل جذاب، حيث يتم الإعلان مسبقا عن تنظيم السوق ويفتح باب استقبال الطلبات واختيارها، من خلال جمعية سكان حي جبل عمّان القديم، التي أسسها الوزير الأردني الأسبق زيد القسوس ابن إحدى أقدم العائلات التي قطنت جبل عمّان، وعملت بالتجارة. دلالات تاريخية وسياسية ولمنطقة جبل عمّان دلالات تاريخية وسياسية واقتصادية، حيث تضم معالم بارزة مثل مبنى مجلس الأمة القديم، وعدد من البيوت التراثية القديمة لعدد من العائلات التي أسست للحركة الاقتصادية في عمّان، وأعيد ترميم العديد منها. وقال نائب رئيس الجمعية التي تُشرف على تنظيم السوق بالشراكة مع أمانة عمّان وشركات من القطاع الخاص خضر قواس لموقع CNN بالعربية إن أعداد مرتاديه من مختلف الجنسيات يتراوح بين 10 و14 ألف زائر كل يوم جمعة لأكثر من موسم. وأضاف قوّاس أن هذه المبادرة متجددة كل عام، للحفاظ على هوية الحي القديم الذي يعود تأسيسه إلى ثلاثينيات القرن الماضي. أما أشرف قريش، صاحب مشروع أنتيكات في السوق، فقال إنه يختص بعرض قطع الأنتيكا وبيعها من اسطوانات موسيقية قديمة، وخناجر، وخواتم، وعملات قديمة، لافتًا إلى أنه حرص على أن يحجز زاوية له في السوق منذ تأسيسه قبل 17 عاما. ويضم السوق سنويا، أعمالا متنوعة مثل الخزف، والمطرّزات، والحلى التقليدية، واللوحات الفنية، إضافة إلى إدخال أعمال جديدة من دون أن تبتعد عن الطابع التراثي أو الفنّي، مثل إضافة زوايا لرسّامي كاريكاتير شبّان.
مشاركة :