لا تذكر محافظة الخرمة إلا ويذكر سوقها القديم الذي كان شاهدا على ماضيها العريق، إلا أنه ومع هجرة الأهالي إلى الأحياء المتطورة في المحافظة، لحق السوق إهمال من البلدية ومن المهتمين بالتراث وسط مطالبات الأهالي باعتماده سوقا ولو ليوم واحد أسوة بباقي الأسواق التراثية في المملكة والتي تشهد حضورا في أحد الأيام كأن يسمى السوق القديم بسوق الجمعة كون الغالبية العظمى تؤدي صلاة الجمعة في المسجد الجامع الذي يكتظ بالمصلين القادمين من مختلف أحياء المحافظة. يقول محمد سعد العبيسي: السوق مهمل من البلدية حيث ضعف بالكامل، ومعظم رواده من كبار السن وغالبية زبائنه لا يأتون إلا في أوقات نادرة، إما بعد صلاة العصر أو في الشتاء في ظل توفر الفحم، لأن غالبية البائعين خصصوا فيه موقعا للفحم. وبنبرة ألم يقول علي مطلق دراج: أصبحنا نسميه السوق المنسي وليس القديم لغياب الخدمات وأقرب مثال على ذلك الحلقة الموجودة فيه، متسائلا: لماذا لا يستفاد منها بدلا من إغلاقها ولماذا لم تحظ بالخدمات، مطالبا هيئة السياحة والآثار بالوقوف على السوق وإاعادة تأهيله والاستفادة منه كسوق تراثي. ومن جانبه، يرى محمد سعيد السبيعي أن السوق القديم فقد بريق الماضي بسبب التوزيع الجغرافي للمحافظة وانتقال العديد من سكانه إلى الأحياء الراقية والبعض الآخر إلى خارج المحافظة، إضافة إلى انتشار الأسواق الحديثة، ما تسبب في إهمال السوق القديم وبيع محاله، فيما تولت إدارته العمالة الوافدة، مناشدا البلدية والمجلس البلدي بالوقوف بصورة عاجلة على السوق والاستفادة منه بالشكل الذي يصب في مصلحة المحافظة لجهة التراث. إلى ذلك، أكدت مصادر في بلدية الخرمة أن العائق الأساسي في عدم الاهتمام بالسوق، هو أن غالبية ممتلكاته القديمة تعود إلى أملاك خاصة تخص أناسا منهم من توفى، ومنهم من هم خارج المحافظة. وأفادت المصادر أنه تم رفع خطاب إلى الأمانة في هذا الشأن في فترة سابقة، مضيفة أن الأمانة وجهت بدراسة وتطوير السوق القديم بالطرق المثلى، كما تم عقد اجتماع بين البلدية والمجلس البلدي في هذا الخصوص وقد أيد الجميع تطوير السوق القديم. ومن جانبه، أوضح رئيس المجلس البلدي بالخرمة سعد علي الشريف أنه أعدت جدولة لإعادة نشاط وحيوية السوق القديم من خلال تفعيل سوق الخميس التراثي، إضافة إلى دعم الأسر المنتجة من خلاله، إلا أن الظروف المكانية الحالية والمتمثلة في هدم وإعادة بناء الجامع حالت دون ذلك، مبينا في الوقت ذاته أنه تم تأجيل ذلك بسبب ضيق الساحات، فيما سيتم دعوة هيئة السياحة لدعم السوق فور إعادة بناء الجامع.
مشاركة :