عبر المشاركون في تشييع محمد شطح في وسط بيروت أمس عن غضبهم ضد سورية وحزب الله اللذين يتهمونهما بقتله، وفي الوقت ذاته عن إحباط ويأس ناتجين عن سنوات طويلة من القتل والإفلات من العقاب. وهتف المشاركون على باب مسجد محمد الأمين في وسط بيروت حيث صلي على جثمان شطح ومرافقه طارق بدر، "حزب الله إرهابي" و"نصرالله عدو الله"، في إشارة الى الأمين العام للحزب حسن نصرالله. وقال يوسف ساطي (40 عاما) "سورية وحلفاؤها في لبنان وخصوصا حزب الله، هم الذين قتلوه". وأضاف "لا يريدون راحة هذا البلد. مهما اغتالوا سنستمر في محاولة بناء بلد كما حلم به رفيق الحريري ومحمد شطح". وتقول سوزان عبدالمجيد أرناؤوط (57 عاما) وقد وقفت في الباحة أمام المسجد متشحة بالسواد، وهي تمسح بمنديل أبيض الدمع من عينيها المحجوبتين بنظارتين سوداوين، "الكبير والصغير يعرف أن سورية لم تخرج من لبنان. حتى لو خرج جيشها، إلا أن أعوانها وأنصارها لا يزالون هنا". وبين الحين والآخر، تعلو صيحات "الله أكبر" و"لا إله إلا الله، والشهيد حبيب الله". علامات التأثر والحزن بادية على الوجوه، وبعض النسوة يذرفن الدموع لدى إدخال النعشين اللذين لفا بملاءة خضراء عليها آيات قرآنية، ووضع على كل منهما طربوش نبيذي اللون، بحسب تقليد سني لبناني. وفي مكان التشييع والشوارع المحيطة به، ارتفعت صور شطح مع العلم اللبناني وعبارة "شهيد الاعتدال". وقال صلاح الدين أحمد (45 عاما)، وهو والد لست بنات وابن، وقدم مع 4 من أولاده للمشاركة في التشييع، "أحضرتهم معي ليروا أن الذي يشيعونه اليوم هو من خيرة الناس بغض النظر عن طائفته، ولكن ليشاهدوا أيضا الغبن الذي تتعرض له الطائفة السنية". وبدورها قالت سارة عساف (39 عاما) وهي ناشطة بالمجتمع المدني "منذ اغتيال الحريري لم نر يوما طبيعيا في لبنان. هناك خيبة أمل وإحباط ويأس". وأضافت أن اغتيال شطح "يزيد من التطرف والشعور بالقهر عند السنة بأنهم مستهدفون، ويصبح المعتدلون يميلون للتطرف".
مشاركة :