إلى مقام وزارة الخارجية وزارة الرياضة وزارة الثقافة وزارة الإعلام واللجنة الأولمبية الموقرين، لقد أثار إعجابي وكثيرين جهدٌ بسيطٌ قام به نادي الفتح إبّان معسكره هذا الصيف في إحدى المدن النمساوية حين نقل الكاميرا إلى الشارع في تلك المدينة لينقل للناس ومن الناس معلومات عن بلادنا ويتبادل معهم الهدايا الرمزية الوطنية والتراثية في رسالة حتى ولو كانت على مستوى بسيط في هذه المدينة فسيكون تأثيرها إيجابياً من خلال علاقتها بين الناس بعضهم لبعض. أنا هنا أدرك أن أجهزتكم الموقرة حققت نجاحات ملموسة وتملك من الكفاءات والإمكانات ما يمكنها من العمل بأكثر من ذلك، لكن مثل هذا النشاط الذي قام به نادي الفتح لعلي وأملي أن تحذو جميع الأندية والفرق بكافة تنوعها حذوه. أدرك أن الدبلوماسية السعودية تحقق النجاحات بكافة أشكالها وصفاتها وأدواتها جل أهداف السياسة الخارجية للدولة ولست هنا في مجال لشرح المعلوم وتفاصيله، لكن لعلني هنا أستدرك مجالات الدبلوماسية العامة وفي كافة صورها وكافة أنشطتها الإعلامية والثقافية وبكافة أدواتها وقوتها الناعمة التي تستخدمها الدول في تنفيذ جزء من سياستها وأهدافها الخارجية، لربما أدوات بسيطة قد تستخدم في إيصال الرسالة الهدف للشريحة المستهدفة تغني عن كثير من الجهد والكلفة وقد لا تحتاج إلى مؤسسات ومراكز متخصصة تخطط وتعمل وتنفذ هذا الهدف. رياضة البنق بونق فتحت الطريق للعلاقات الأمريكية الصينية ومثلها كثير من المناسبات التي لعبت دوراً حيوياً في اطار العلاقات بين الدول. هذا الصيف على سبيل المثال كم فريق أو نادٍ سعودي أقاموا معسكرات وشاركوا في بطولات إقليمية وقارية ودولية بغض النظر عن نتائج هذه المشاركات لكن الأهم من ذلك ماذا تركت هذه الفعاليات من آثار إيجابية داخل تلك المجتمعات؟، في تقديري نحتاج إلى منظومة عمل تنسيقية للاستفادة من هذه المعسكرات والمشاركات لنقل الصورة الحقة عن بلادنا، فنحن اليوم في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد، حفظهما الله نعيش مرحلة من النهضة والرقي ونعمل على مشاريع عملاقة سياحية واقتصادية تحتاج أن توضع في متناول الفئات الاجتماعية الأقرب التصاقاً بالمجال الرياضي والاجتماعي. يتحدث العالم اليوم عن الرياضة السعودية بعد نهاية كأس العالم الأخيرة في قطر وكيف نقل الفريق والجمهور السعودي بشكل عفوى الانطباعات الإيجابية لدى الجماهير العالمية وما وصلت إليه الأندية السعودية من مكانة قارية وعالمية والخطوات الجبارة بالرقي بالدوري السعودي اليوم بالتعاقدات مع كبار لاعبي كرة القدم. دبلوماسيتنا الرسمية تحقق النجاح تلو النجاح ونملك من الأدوات الناعمة والمقومات الدينية والثقافية والاقتصادية والتقنية ما يمكن أن نستفيد منها في تحقيق هذه الرسالة. تقول إحدى السيدات التي تحدثت في ربورتاج نادي الفتح عند سؤالها عن السعودية ( أعرف أنهم متمسكون بدينهم ) هذه ناحية إيجابية لمثل هذه اللقاءات وحين أشير إلى ما قام به نادي الفتح لا أتوقف عند دعمه والأندية الأخرى لعمل مثل هذه المقابلات والربورتاج بل لابد من أن توضع الإمكانات لبثها في التلفزيونات المحلية. معسكرات الأندية في الخارج ليست نزهة مجانية لابد من استغلالها بالشكل الإيجابي ولا أنسى في هذا المجال الدور الذي لابد أن تقوم به ممثلياتنا في الخارج بالدعم والمساندة لأي عمل مثل هذا، إن كنا نرى في السائح السعودي سفيراً لبلادة بما يتحلى به من التزام واحترام للآخر في أي بقعة من العالم وبما يمثله من قيم وتقاليد عريقة، فلا بد لنا إذاً من الاستفادة من هذه المناشط التي دائماً ما يكون بها اسم المملكة عالياً.
مشاركة :