تُقدم بحيرة باييانغديان، الوجهة السياحية الأكثر شهرة في منطقة شيونغآن الجديدة، تُقدم للعامة لمحة حول كيفية دعم أحدث التكنولوجيات للحماية البيئية لـ "مدينة المستقبل". فقد تم تشغيل نظام رصد متكامل للمياه والهواء والأرض للمساعدة في تحسين جودة المياه في بحيرة باييانغديان، أكبر أرض رطبة للمياه العذبة في شمالي الصين. إحدى الأدوات هي سفينة غير مأهولة ذات استخدامات متعددة، حيث بإمكان معدات السونار المثبتة على بدن السفينة مراقبة خطوط الأنابيب المدفونة تحت سطح البحيرة، وتحليل جودة المياه مباشرة بعد أخذ العينات. كما يُمكن للقوارب المصنوعة من ألياف الكربون جمع البيانات أوتوماتيكياً عن البيئة المحيطة خلال ساعة واحدة، بما في ذلك الهواء، والغبار، والضوضاء. كما يتميز النظام باستخدام طائرات بدون طيار، فيما تتمكن تكنولوجيا التصوير الطيفي بالاستشعار عن بعد المثبّتة على المركبة الطائرة من توفير رؤية أوسع لتحديد مستوى تلوث المياه. ولتعزيز قدرات المراقبة، قام موظفون في مشروع حماية البحيرة بنشر كل من أجهزة ثابتة وقوارب عائمة توفّر بيانات بالفيديو في الوقت الفعلي في منطقة البحيرة التي تبلغ مساحتها 360 كيلومتراً مربعاً، بينما تُمكّن شبكة اتصالات تكنولوجيا الجيل الخامس فائقة السرعة وذات الكمون المنخفض (وهو الزمن المُستَغرق بين إرسال المعلومات واستقبالها)، جنبا إلى جنب مع معدات الواقع الافتراضي، تُمكّن العاملين من فحص سطح البحيرة بصرياً والحصول على البيانات في الوقت المناسب. وفي هذا السياق؛ قال لين كون تانغ مدير المشروع، إن مراقبة مياه البحيرة في السابق كانت تعتمد بشكل أساسي على المراقبة البشرية، إلا أنه ومنذ عام 2019، أسهم نظام التكنولوجيا الجديدة بشكل كبير في تقليل العمل اليدوي وزيادة كفاءة العمل، ما مكّن الموظفين من تحديد مصادر الملوثات بشكل أسرع ودقة أكبر. وأضاف لين: "لا توجد نقطة عمياء". ويعتقد لين أن الأمر يستحق بذل جهود ضخمة في مجال العلوم والتكنولوجيا لحماية البحيرة. يُكِنُّ العديد من الصينيين أهمية خاصة في قلوبهم لبحيرة باييانغديان، حيث كانت حاضرة في العديد من الأعمال الأدبية الشهيرة من أربعينيات القرن الماضي، حيث تزدهر البحيرة بأحواض القصب، وحقول اللوتس الشاسعة، والحصاد الوفير من الماء. ومع ذلك، عانت البحيرة من تلوث صناعي كبير بين ستينيات وثمانينيات القرن العشرين، حيث تسببت المواد الكيميائية التي تم تصريفها من مياه الصرف الصحي بتلويث المياه وأحواض البحيرة، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الكائنات المائية. وفي التسعينيات من القرن الماضي، جفّت البحيرة تقريباً بسبب تغير المناخ. ومنذ ذلك الحين، أدى فقدان الموائل والتدخل البشري إلى انخفاض حاد في أعداد الطيور. يتذكر الشاب هاو ده البالغ من العمر 21 عاماً من قرية مجاورة للبحيرة، أن جودة المياه كانت سيئة وبدت قذرة عندما كان مراهقاً، قائلاً: "نادراً ما كنت أذهب إلى البحيرة مع أصدقائي". إلا أن ذلك بدأ بالتغير منذ إنشاء منطقة شيونغآن الجديدة في عام 2017، حيث تحسنت أعمال إعادة تأهيل البحيرة وحمايتها بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين. عززت الحكومات المحلية سيطرتها على مصادر التلوث الصناعي والزراعي من خلال إغلاق الشركات الملوثة، كما بذلت جهوداً لتجديد إمدادات المياه وتحويل ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية لتكون أراضٍ رطبة. يعد الدعم التكنولوجي قوة مهمة أخرى لدفع تقدم حماية البيئة، حيث نمت التطبيقات المتعلقة بشبكات الجيل الخامس في الصين في عام 2019، واستمر دمج نظام بيدو المحلي للملاحة عبر الأقمار الصناعية في العديد من المجالات، وواصلت شركات التكنولوجيا والمنظمات الأكاديمية بذل الجهود لدفع عملية تطوير أجهزة مراقبة البحيرة باستخدام هذه التكنولوجيات الجديدة. وأضاف لين أن بعض تصميمات ومكونات نظام المراقبة في البحيرة قد مُنحت براءات اختراع، كما زار باحثون من جامعة تسينغهوا وجامعات أخرى البحيرة للتعاون في البحث والتنمية. وتكللت الجهود بالنجاح، حيث كانت أول علامة على التحسن هي جودة المياه في البحيرة، والتي ارتفعت من أدنى درجة في المستوى الخامس إلى المستوى الثالث وفقاً لمقياس الجودة المكون من خمس مستويات المستخدم في البلاد. تعود المزيد من الكائنات البرية إلى باييانغديان تماشياً مع تحسن جودة المياه، حيث ارتفع عدد أنواع الطيور في منطقة البحيرة إلى حوالي 254 نوعاً، بما في ذلك 48 نوعاً مدرج تحت الحماية الوطنية من الدرجة الأولى، وتحولت البحيرة تدريجياً إلى جنة من أزهار اللوتس الساحرة والقصب المزدهر والأعداد الكبيرة من الأسماك. ومع ذلك، فإن التقدم التكنولوجي في حماية البيئة لا يمكن أن يحل بالكامل مكان الجهود البشرية. من جانبه؛ قال ما دونغ تاو، المسؤول البارز في مكتب الإيكولوجيا المحلي، إن سكان القرى الواقعة على ضفاف البحيرة اكتشفوا طرقاً للحد من تلوث النفايات والتخلي عن المزارع الخاصة على شاطئ البحيرة، وما هو أكثر من ذلك، تمثل بأنهم باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أن لحماية البحيرة تأثير إيجابي على البيئة والاقتصاد. يواصل القرويون بذل الجهود لتطوير السياحة، حيث تم افتتاح المزيد من المطاعم ودور الضيافة في منطقة شيونغآن الجديدة لاستقبال السياح ومراقبي الطيور. وقال هاو ده، الطالب الجامعي الذي يقضي حالياً عطلة الصيف: "لقد فوجئت برؤية التغيير منذ عام 2022. لقد أصبحت حالياً زائراً منتظماً للبحيرة".
مشاركة :