أحبطت قوات الأمن الأردنية مخططاً تخريبياً لتنظيم داعش الإرهابي، كان يهدف للاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية، في واحدة من أكبر العمليات ضد خلايا المتطرفين النائمة في المملكة، وأسفرت العملية عن مقتل سبعة متطرفين واستشهاد ضابط. وأعلنت دائرة المخابرات الأردنية، في بيان، أمس، إحباط مخطط إجرامي وتخريبي مرتبط بعصابة داعش الإرهابية، يهدف للاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل المملكة وزعزعة الأمن الوطني. وبحسب بيان المخابرات قتل سبعة عناصر إرهابية كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، ويطلقون النار على قوات الأمن، مشيرة إلى أنه نجم عن الاشتباك استشهاد النقيب راشد حسين الزيود، وإصابة خمسة من قوات الأمن الأردني، واثنين من المارة. كما تم ضبط كميات من الأسلحة الرشاشة والذخيرة والمتفجرات والصواعق التي كانت بحوزة عناصر المجموعة الإرهابية. وأوضحت المخابرات الأردنية أن القوات الأمنية المختصة تتبعت المجموعة الإرهابية، وحددت مكانها، حيث تحصنت في إحدى العمارات السكنية في مدينة إربد. وأضافت أنه بعد أن رفض الإرهابيون تسليم أنفسهم، وأبدوا مقاومة شديدة لرجال الأمن بالأسلحة الأوتوماتيكية، قامت القوات المختصة بالتعامل مع الموقف بالقوة المناسبة. وتقع إربد على مقربة من الحدود السورية التي غالباً ما تشهد عمليات تسلل، سواء بقصد الالتحاق بالجماعات المسلحة في سورية أو تهريب المخدرات. وكان مصدر أمني، فضل عدم الكشف عن اسمه، افاد فرانس برس في وقت سابق بأن المواجهات استمرت ساعات طويلة، وامتدت لأكثر من حي. وأكد اعتقال 22 مطلوباً إثر المواجهات، جميعهم أردنيون. وتحدث رئيس الوزراء الأردني، عبدالله النسور، أمام مجلس النواب، عن عملية أمنية نوعية انتهت فجر أمس، ونفذتها قوة خاصة من عدد من مرتبات الأجهزة الأمنية والعسكرية. وقال إن العملية حققت هدفها بنجاح بالقضاء على سبعة خارجين على القانون من زمرة ضالة مضللة، جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيمات إرهابية كانت خططت للتعدي على أمن الوطن والمواطنين. وقال مصدر أمني أردني في بيان إن الجهات المعنية تتابع تحقيقاتها بشأن هؤلاء الخارجين عن القانون، مؤكداً أن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ستعمل للقضاء على كل من يحاول المساس بأمن الأردن وسلامة أراضيه. وتعتبر هذه العملية الأمنية الأكبر والأعنف منذ بدء مشاركة الأردن صيف عام 2014 بالتحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش في العراق وسورية. وفي فبراير 2015، أعلن تنظيم داعش إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً، بعد سقوط طائرته في سورية، وتعهدت عمان بالرد بقسوة. ورأى الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، محمد أبورمان، أن ما حدث يشكل نقطة تثير المخاوف. وقال لـفرانس برس، إن هذه العملية تشكل نقطة تحول مهمة، فقبلها كان التحدي هو نمو تيار متعاطف مع تنظيم داعش في الأردن، وجهته الاساسية كانت سورية والعراق، مشيراً إلى أن الوجهة الآن اختلفت. وبحسب أبورمان لم تكن هناك عمليات على مستوى نوعي بالنسبة لهذا التيار في الأردن. واعتبر أن الاعلان عن ارتباط المجموعة بتنظيم داعش يشكل تطوراً في نمط العلاقة بين الموالين للتيار السلفي في الأردن وبين التنظيم الرئيس (داعش). ووصف أبورمان المواجهة العسكرية التي حصلت بأنها غير مسبوقة، مضيفاً أن من المقلق أن يقوم مطلوبون من أبناء هذا التيار باستخدام هذا الكم من الأسلحة والذخائر، وللمرة الأولى يتم ذكر الأحزمة الناسفة. وأصدرت محاكم أردنية أحكاماً بالسجن على عشرات المتشددين، غالبيتهم أردنيون عادوا من سورية، بعضهم جندته جبهة النصرة جناح القاعدة في سورية أو تنظيم داعش. وفي إطار حملة مشددة على أتباع الجماعات المتطرفة، بدأت العام الماضي، ألقى الأردن القبض أيضاً على عشرات من المتعاطفين الذين يظهرون التأييد لمثل هذه التنظيمات المتشددة على مواقع التواصل الاجتماعي. ومنذ اندلعت الحرب الأهلية في سورية في 2011 انضم مئات الأردنيين إلى جماعات متشددة تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفر مئات الآلاف من السوريين عبر الحدود إلى الأردن، ويعيشون الآن في المملكة، بعضهم في مخيمات للاجئين.
مشاركة :