في انتهاك فاضح للهدنة في سوريا، شنّ مقاتلو النظام هجوماً واسعاً على مناطق المعارضة في اللاذقية بدعم الغارات الروسية، وفيما أقرّت موسكو بقوع 31 خرقاً خلال ثلاثة أيام دون تحديد مرتكبها، شدّدت تركيا على أنّها لم تقصف سوى أهداف تنظيم داعش منذ سريان الهدنة، في الأثناء أكدت المعارضة على أنّ مواعيد استئناف المفاوضات ستظل فرضية، ما لم يساعد اتفاق وقف القتال على تنفيذ البنود الإنسانية. وقال مسؤول معارض والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات الحكومية السورية شنت هجوماً أمس على تل تسيطر عليه قوات المعارضة في شمال غرب سوريا، في توسيع للعمليات المستمرة في هذه المنطقة على الرغم من اتفاق وقف العمليات القتالية. وأفاد معارضون أن الهجوم على تل كباني في محافظة اللاذقية كان مدعوما بغارات جوية روسية. ويطل التل على بلدة جسر الشغور التي تسيطر عليها قوات المعارضة في محافظة إدلب المجاورة وسهل الغاب. وصرح الناطق باسم الفرقة الأولى الساحلية وهي جماعة تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر فادي أحمد، ان قوات الحكومة وقوات أخرى تحاول الإغارة على التل تحت غطاء جوي روسي كثيف ونيران المدفعية. بدوره، أكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، أنه إذا استطاعت القوات الحكومية السيطرة على تل كباني، ستصبح المعارضة في وضع صعب لأن هذا التل يطل على سهل الغاب وجسر الشغور. استمرار معارك من جهته، كشف قائد لقوات المعارضة في شمال سوريا عن أن المعارك مستمرة في مناطق حيوية يريدها النظام ولم تطبق فيها الهدنة من الأساس، هناك معارك وقصف. وأضاف أن هذا هو اليوم الخامس من الهدنة ولم يحدث أي تغيير في المنطقة، مشيراً إلى محافظات اللاذقية وحمص وحماة. 31 انتهاكاً إلى ذلك، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أمس، إن وقف العمليات القتالية في سوريا انتهك 31 مرة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، ولم توضح الطرف الذي انتهك الهدنة بين قوات الأسد والمعارضة. قصف داعش في الأثناء، شدد الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، على أن أنقرة لم تقصف سوى أهداف تنظيم داعش في سوريا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن قوات الحكومة السورية والقوات الروسية تنفذ عمليات قصف منذ أن بدأت الهدنة. وأبلغ الناطق تانجو بيلجيتش الصحافيين خلال إفادة في أنقرة، أن مزاعم روسيا عن إرسال أسلحة لسوريا ضمن قوافل المساعدات القادمة من تركيا لن تؤخذ على محمل الجد، وأنها تهدف إلى التغطية على جرائم الحرب الروسية. مواعيد فرضية سياسياً، قال عضو هيئة التفاوض المعارض السوري جورج صبرا، إن مواعيد استئناف محادثات السلام السورية التي تدعمها الأمم المتحدة ستظل فرضية، ما لم يساعد اتفاق وقف الأعمال القتالية على تنفيذ البنود الإنسانية. وأضاف صبرا: ما لم تساعد الهدنة على تنفيذ هذه البنود من قرار الأمم المتحدة تبقى جميع المواعيد لاستئناف المفاوضات مواعيد فرضية، ما قيمة الهدنة إذا لم يقم المشرفون عليها وأعني الروس والأميركيين بدفع جميع الأطراف على الالتزام بها؟. لا إخطار بدوره، أعلن مسؤول بالمعارضة أنه لم يتم إخطار الهيئة رسمياً بخطط الأمم المتحدة، لعقد جولة ثانية من محادثات السلام في 9 مارس، مشيراً إلى أن المعارضة لم تسمع عن موعد 9 مارس إلا من خلال وسائل الإعلام.
مشاركة :