تراث تُضيىء على حضور طائر الحباري ورمزيته في الموروث الإماراتي

  • 7/24/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صدر أخيرا في أبوظبي، العدد 285 لشهر تموز/يوليو 2023، من مجلة "تراث"، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات - مركز زايد للدراسات والبحوث.. وتُعني بالتراث الإماراتي والخليجي والعربي والإنساني.   وتصدّر العدد ملفاً خاصاً حمل عنوان "الحباري: رمز إماراتي أصيل وموروث مستدام"، وتضمن أربعة عشر مشاركة ما بين دراسة ومقال بأقلام نخبة من الباحثين والكتاب الإماراتيين والعرب.  وجاء في افتتاحية العدد التي كتبتها رئيسة التحرير شمسة الظاهري، أن طائر الحبارى يُعبر عن التراث الطبيعي الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة وعن رياضة الصيد بالصقور وشغف البدوي باقتفاء أثرها في رمال صحرائه، وعن المتعة في مشاهدة أسلوبها الرائع والمشوق في مناورة الصقر بطريقة الدفاع عن نفسها سواء أثناء التحليق أو على الأرض.   وأضافت رئيسة التحرير بأن يُعبر "الحبارى" تُعبر أيضاً عن الموروث الثقافي العربي فيما قاله شعراء العرب عنه في صورهم ووصفهم في قصائدهم قديماً وحديثاً بتشبيهات وبألقاب مختلفة وبما يعرف في شعر الطرديات، وعن المفاهيم والأمثال الشعبية التي دخل فيها هذا الطائر وتناقلها الأجيال وأضحت جزءاً من الثقافة التقليدية.  ولفتت "الظاهري" إلى أن لأهالي الإمارات مصطلحات خاصة في طيور الحبارى، يتفاهمون علها في تخاطبهم فيما بينهم، وهي مستمدة من التراث والثقافة الإماراتية الأصيلة في فن الصيد بالصقور، ففي تتبع آثار أقدام الحبارى للاهتداء عليها، يستخدم الصيادون كلمة "مروّح"، وهو أثر الحبارى في آخر النهار وبداية حلول الظلام، و"تحبو" بمعنى المبالغة في التخفي لدى الحبارى، إذ إنها في هذه الحالة تنتقل من شجيرة إلى أخرى حبواً على ركبها إلى غير ذلك من تلك الكلمات في أثر العبارى.  طائر الحبارى في شعر الطرديات  وفي ملف العدد: نقرأ "جهود دولة الإمارات في الحفاظ على طيور الحباري: تاريخ مشرف ونتائج مذهلة، لخالد بن محمد مبارك القاسمي، و"طائر الحباري مهيب الصحراء"، لجيهان إلياس، و "طائر الحبارى.. وفادة أصيلة ورعاية وفيّة في الإمارات"، لخالد صالح ملكاوي، ويسلط أحمد عبد القادر الرفاعي، الضوء على المسابقات الأدبية المميزة التي أطلقها الصندوق الدولي للحفاظ على الحباري، ويكتب الأمير كمال فرج "الحباري الطائر المهيب يعزز شعر الحكمة"، وأما جمال مشاعل فتناول موضوع الحباري باعتباره أحد مفردات الموروث الثقافي والبيئة الإماراتية، وتوقفت رئيسة التحرير شمسة حمد الظاهري، عند موضوع " طائر الحبارى في شعر الطرديات"، وحملت مشاركة مريم سلطان المزروعي عنوان: "الحباري.. بين رياضة الملوك وخطر الانقراض"، وأما فاطمة مسعود المنصوري، المشرف العام على المجلة، فكتبت عن "الحبارى في مختارات شعرية نبطية"، وأضاء محمد نجيب قدورة على الحباري باعتباره أحد مفاتيح السيرة البرية.  وفي الملف أيضاً: تتبع صديق جوهر، رحلة طيور الحبارى الشتوية إلى الإمارات العربية المتحدة، واستعرضت فاطمة سلطان المزروعي، جهود الإمارات في الحفاظ على الحباري، وسردت فاطمة عطفة، تاريخ الحباري ومحمياته في الإمارات منذ عهد الشيخ زايد رحمه الله، واختتمت المجلة الملف بموضوع "الحبارى... من طائر مهدد بالانقراض إلى رمز إماراتي تراثي مستدام"، لمنى حسن.  الغاية من أبحاث التراث  وفي موضوعات العدد: يحاور هشام أزكيض الباحثة بثينة سالم القبيسي، حول الغاية من أبحاث التراث، ويستحضر ضياء الدين الحفناوي تاريخ "إمارة الشرق العربي"، ويتابع خليل عيلبوني سلسلة مقالاته حول "ذكريات زمن البدايات"، ونتعرف من خلال مقال محمد عبدالعزيز السقا، على تفاصيل "رحلة أعيان اليمن إلى إسطنبول سنة 1907"، ويطوف بنا أحمد حسين حميدان، في العوالم الأدبية للكاتبة مريم جمعة، وفي "نبض الذاكرة" نقرأ لمحمد أحمد السويدي "القهوة بين العياشي والسديري"، ويواصل الدكتور محمد فاتح زعل، سلسلة مقالاته حول "بيدار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح"، كما يستكمل عبدالفتاح صبري سلسلة مقالاته عن "الباب"، في الثقافة واللغة والتراث العربي، وفي زاوية "جوهر القاف" تعد لنا نائلة الأحبابي عرضاً لقصيدة "في كل – فرعا – نايف"، لسعيد بن راشد بن عتيق الهاملي"، ويتناول عادل نيل "تجربة خلفان بن مصبح الشعرية من منظور نفسي".  إصدارات مركز زايد للدراسات والبحوث  وفي موضوعات العدد أيضا: تتابع موزة عويص علي الدرعي، المشرفة على تحرير المجلة، سلسلة مقالاتها حول إصدارات مركز زايد للدراسات والبحوث، وتتناول في هذه الحلقة " ديوان الشاعرة موزة بنت جمعة المهيري"، ونقرأ لحمزة قناوي "كيف ترى ذاتك الآن"، ويقدم لنا الدكتور عبدالحكيم الزبيدي قراءة في ديوان "همس الأماكن" للشاعر عبدالله بلحيف النعيمي، ويتوقف عبدالمنعم همت عند موضوع "الصحة النفسية في الأمثال الشعبية الإماراتية"، ونتعرف من خلال مقال نورة صابر المزروعي على "ريشة ماعت" وقوانينها في الحضارة الفرعونية، ويناقش شريف مصطفى محمد قضية "المعضلة الإبداعية لتقنيات الذكاء الإصطناعي".  المؤرخون الشناقطة  وفي موضوعات العدد أيضاً: يقدم لنا خالد عمر بن قفة، قراءة في كتاب "المؤرخون الشناقطة وكتابة التاريخ"، لمؤلفه الدكتور منّي بونعامة، ونطالع لنوزاد جعدان موضوع "التراث الغنائي في بوليوود"، كما تعرفنا نشوة أحمد على ملامح الرحلة الروائية لمنى التميمي، وتحاور ميثة سالم العامري، الشاعر عايض بن ختروش الكتبي، وتجول بنا مريم النقبي، في عوالم "الشاعر علي بن بخيت العميمي: ذاكرة الشعر النبطي في الإمارات"، ويكتب قاسم خلف الرويس عن "الشعر بين الروايات والمخطوطات"، وعلى الصفحة الأخيرة من العدد نقرأ لفاطمة حمد المزروعي "أمي أمي يا امايه".  يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشئون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.      وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.  وانطلقت المجلة من رؤية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة. 

مشاركة :