التغير المناخي وراء موجات حر شهر يوليو الشديدة

  • 7/25/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سنغافورة - خلص تقييم للعلماء نشر، الثلاثاء، إلى أن تغير المناخ بسبب نشاط الإنسان لعب دورا "مؤثرا دون شك" في موجات الحر الشديد التي اجتاحت أميركا الشمالية وأوروبا والصين هذا الشهر. وأثبتت شبكة "وورلد ويذر أتريبيوشن" أن موجات الحرّ الشديد التي تشهدها أوروبا والولايات المتحدة كان "مستحيلا تقريبا" أن تحصل لولا التغيّر المناخي. وأوضحت الشبكة أن التغيّر المناخي الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان "جعل موجات الحرّ أكثر حرّا وأطول وأكثر تواترا". وتسببت الظواهر الجوية المتطرفة خلال شهر يوليو/تموز في أضرار بأنحاء الكوكب مع بلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية في الصين والولايات المتحدة وجنوب أوروبا وانتشار حرائق الغابات ونقص المياه وارتفاع حالات دخول المستشفيات بسبب الحر الشديد. وفي مطلع هذا الأسبوع، جرى إجلاء مئات السائحين من جزيرة رودس اليونانية هربا من حرائق الغابات التي سببتها موجة حارة قياسية. كما أظهرت بيانات مكتب الأرصاد الجوية في قبرص أن هذه الموجة قد تكون الأطول في تاريخ الجزيرة الحديث، حيث يرتقب أن تبقى الحرارة أعلى من 40 درجة مئوية خلال الأسبوع. وتشير دراسة أعدها فريق إسناد الطقس في العالم، وهو فريق عالمي من العلماء الذين يبحثون في علاقة تغير المناخ بالظواهر الجوية المتطرفة، إلى أنه لولا تغير المناخ بفعل نشاط البشر لكانت تلك الظواهر هذا الشهر "نادرة للغاية". وقال عزالدين بينتو من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، الذي شارك في إجراء الدراسة، خلال إفادة للصحفيين "كان من المستحيل عمليا ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا وأميركا الشمالية دون تأثيرات التغير المناخي"، مضيفا "في الصين أصبح الأمر أقرب للحدوث 50 مرة مقارنة بالسابق". وبحسب تقدير فريق إسناد الطقس في العالم، فإن ارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري رفعت درجة حرارة موجة الحر الأوروبية 2.5 درجة مئوية عما كانت عليه، كما أدى لارتفاع موجة الحر في أميركا الشمالية درجتين مئويتين وفي الصين درجة مئوية واحدة. وتوقعت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" والمرصد الأوروبي كوبرنيكوس أن يصبح شهر تموز/يوليو عام 2023 على الأرجح الأكثر سخونة في العالم منذ "مئات، إن لم يكن آلاف السنين". وترى العالمة في "إمبريال كوليدج لندن" مريم زكريا التي ساهمت في الدراسة أن "مثل هذه الموجات كانت لتُعتبر شاذة في الماضي، ولكن في مناخ اليوم، بات يمكن أن تتكرر كل 15 عاما تقريبا في أميركا الشمالية، وكل عشر سنوات في جنوب أوروبا وكل خمس سنوات في الصين". وأضافت أن موجات الحر هذه "ستصبح أكثر تواترا وستحدث كل سنتين إلى خمس سنوات إذا وصل الاحترار العالمي إلى درجتين"، وهو ما يمكن أن يحدث في نحو 30 عاما، ما لم تنفذ كل الدول الموقعة على اتفاق باريس بالكامل التزاماتها الحالية لخفض انبعاثاتها بسرعة. وتوقعت عالمة المناخ البريطانية فريدريكيه أوتو أن يصبح ما حصل بداية الصيف الجاري "هو القاعدة"، متابعة "يمكن اعتبار هذا الطقس منعشا إذا لم نحقق الحياد الكربوني". واعتبرت أن "نتائج هذه الدراسة ليست مفاجأة، بل يمكن وصفها من وجهة نظر علمية بأنها مملة لأنها لا تفعل سوى تأكيد ما كان متوقعا، لكن ما لم يكن متوقعا هو مدى ضعفنا أمام تأثيرات الاحتباس الحراري، إذ أن هذا الأمر يقتل الناس". لكنّ العالِمة طمأنت إلى أن "موجات الحرّ هذه ليست مؤشرا إلى +احترار جامح+ ولا إلى +انهيار مناخي+"، قائلة "لا يزال لدينا الوقت" لتغيير الأمور. وتلفت أوتو إلى أن "ثمة حاجة ملحّة إلى وقف حرق الوقود الأحفوري والعمل على الحد من نقاط الضعف لدينا"، مضيفة "إذا لم نفعل ذلك، فسيتواصل موت عشرات الآلاف من الناس"، مشددة على أن "من الضروري جدا" اعتماد تشريع دولي بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين للمناخ في نوفمبر/تشرين الثاني في دبي.

مشاركة :