صدر حديثا العدد 776 لشهر تموز/يوليو 2023 من مجلة العربي التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، ويرأس تحريرها إبراهيم المليفي. وتضمن العدد مجموعة متنوعة من المقالات والمقابلات والاستطلاعات التي كتبها نخبة من الكتاب العرب، والتي غطت جوانب مختلفة من أبواب الثقافة والمعرفة. وجاء في حديث الشهر، الذي كتبه رئيس التحرير وحمل عنوان "أحن إلى خُبز أمي": " يختزن كل واحد منا مشاعر فياضة تجاه أمه، ولا تسعفنا الكلمات في معظم الأحيان، وحدهم الأدباء والشعراء يمتلكون القدرة على التعبير، وعندما يتحدث محمود درويش عن أمه فكأنه يتحدث بصوتنا جميعًا وهو يقول: أحنُّ إلى خبز أمي، وقهوة أمي، ولمسة أمي... هذه الأبيات الشعرية المتلاحقة مطلع قصيدة من عيون الشعر العربي، كتبها في مرحلة مبكّرة من حياته قبل أن ترغمه ظروف الاحتلال على الهرب من فلسطين ومفارقة أمه، والأم في هذه القصيدة تتعدى المستوى الواقعي لتصبح تجسيدًا للأرض والبيت والوطن المفقود، الأمان الذي افتقده وهو يطوف أرجاء الأرض على مدى أربعين عامًا". المليفي أشار إلى أن هناك قصة خلف هذه القصيدة، فقد كان محمود درويش يعتقد أن أمه لا تُكنْ له الدرجة الكافية من الحب، وأنها تفضّل بقية إخوته عليه وتعاقبه لأتفه الأسباب، ولكنه حين كبر قليلاً وقبضت عليه السلطات الإسرائيلية وأودعته في سجونها، كما تفعل دومًا مع الشبّان الفلسطينيين، جاءت أمه لزيارته وهي تحمل له الخبز والجبن والزيتون، وقهوته المفضلة، وحاول الحراس منعها ولكنها أصرّت، واشتبكت معهم في مشادات عنيفة كادت أن تؤدي بها هي أيضًا إلى السجن، ولم تتراجع حتى سمحوا لها أخيرًا بمقابلته، ولم يملك نفسه من الدهشة أمام إصرارها وهو يتذوّق خبزها، أحسّ فجأة بمدى الحب المكنون الذي جعلها تتحدى جنود الاحتلال من أجله، ولاحقته صورة الأم وصمودها على مدى قصائده لأنها كانت جزءًا من صمود فلسطين، لدرجة أنه يعبّر في القصيدة ذاتها أنه يخشى أن يموت حتى لا يرى أمه وهي تذرف الدموع من أجله. التفكير النقدي وفي موضوعات، نطالع في زاوية (فكر وقضايا عامة)، لماذا هاجم الإمام محمد عبده تجربة محمد علي باشا؟ للدكتور محمود حداد، كما نقرأ للدكتور عبد الصمد زهور "التفكير النقدي... فاعل ومفعول إبداعي". وفي زاوية (استطلاعات وتحقيقات)، نتابع "الإسكندرية مدينة الحنين والمطر" بقلم وعدسة عصمت معتصم البشير، و"مهرجان التوليب في إسطنبول"، بقلم وعدسة عبدالعزيز الصوري، وفي زاوية (أدب ونقد ولغة)، نستمتع بقراءة قصيدة "طائر البدء الجديد" لجابر بسيوني، ويكتب الدكتور محمد محمد عيسى " شعر أحمد سويلم بين محمولاته الثقافية ومقوماته الفنية"، و تتناول الدكتورة فاطمة مهدي البزال موضوع "لمنظومة الأخلاقية وصدى تجلياتها في الشعر"، وتقدم لنا الدكتورة سمية محمد طليس قراءة في ديوان "تفاح" لسلمان زين الدين، فيما يناقش الدكتور حسن الحضري موضوع "التورية في الخطاب السياسي عند يحيى حقي في رواية "صح النوم". الكتابة مكان للراحة وفي زاوية "وجهاً لوجه"، يحاور عذاب الركابي الناقد العراقي الدكتور حاتم الصكر، الذي يقول إن الكتابة مكان يريح فيه ألمه وقلقه ويأسه. وفي زاوية (تاريخ وتراث وشخصيات)، نقرأ للدكتور محمد المني قنديل "السقوط الحزين لمدينة المدن"، ونتعرف من خلال مقال الدكتورة سميرة انساعد على "دليل الرحلة إلى الحجاز والشام وفلسطين.. همزية العامري التلمساني نموذجًا"، فيما يجول بنا الكاتب أحمد فضل شبلول والمصور علي محمد علي في "كرمة ابن هانئ... النيل والشعر والحياة"، ويكتب جهاد سليمان عن " إرث المدافعين عن لشبونة"، وأما الدكتور عمر محمد إبراهيم، فيسلط الضوء على سيرة وسميرة "رحالة الشعر العربي عبد المجيد فرغلي". الوعي الوالدي وكتاب الطفل ونبقى مع موضوعات العدد، حيث نقرأ في زاوية (فن) "استعادة الحياة في فيلم "رجل يدعى أوتو" لعبدالهادي شعلان، و "الإنتاج الدلالي والجمالي في أعمال الفنان التشكيلي محمد قنيبو"، للدكتور بوجمعة الحوفي. وفي زاوية (البيت العربي)، تستعرض عائشة الأزوكي "الفوائد الجمة لزيت أركان"، ويعالج مقال الدكتورة فاطمة أنور اللواتي، موضوع " الوعي الوالدي وكتاب الطفل"، فيما يعرج منير عتيبة على موضوع "أمانة المجالس الافتراضية"، وأما (مساحة ود) فتكتبها هذا العدد هذايل الحوقل وتحمل عنوان "صبر الست". وفي زاوي "مكتبة العربي"، يقرأ لنا حجاج سلامة كتاب " مقاربات في الحفر الفني العربي، وتستعرض لنا الدكتورة أمينة التيتون كتاب " البروفيسور البطيء". وفي الأبواب الثابتة، يواصل صلاح عبد الستار الشهاوي كتابة "طرائف عربية"، كما واصلت عزيزة محمد حسن كتابة "طائف غربية"، إضافة إلى ما تناولته أبواب: "المفكرة الثقافية"، و"قصص على الهواء"، و"عزيزي القارىء"، و"وتريات"، و"عزيزي العربي"، وأما زاوية "إلى أن نلتقي"، فيكتبها هذا العدد محمد بن سيف الرحبي.
مشاركة :