فور الإعلان عن فيلم يتحدث عن البطل الخارق في السينمات المصرية لأول مرة، كنت على يقين تام أن صاحب هذا العمل هو الفنان المتفرد تامر حسني. تامر ليس مجرد مطرب حجز لنفسه مكانًا فى الصفوف الأولى منذ بداية ظهوره الفني ولا مجرد شاب وسيم يستغل ذلك مع شعبيته فى الغناء وجمهور بالملايين فى كل أرجاء الوطن العربي ليخدم شباك التذاكر بالإيرادات، ولكن تامر حسني هو مجموعة مواهب وإبداعات تجمعت في شخص واحد، استطاع أن يكون الرقم الأصعب فى كل مجال شارك به. فيلم تاج ليس ضربة البداية الأولى لتامر حسني، في التغريد خارج سرب الأفكار الجديدة، وإنما رحلة تامر السينمائية تستحق وقفة كبيرة. فالنجم تامر حسني، هو الفنان الأول الذى إهتم بالعلاقه بين الرجل والمرأة وتأثيرها على الأسرة بشكل مختلف من خلال سلسلة "عمر وسلمى". قدم حسني، من خلال سلسلة أفلام "عمر وسلمى" نموذجًا فنيًا اجتماعيًا لملف علاقة الرجل بالمرأة والتغيرات التي تطرأ على العلاقة من بداية الحب حتى الزواج، وما تمر به من مشكلات وتصاعد فى وتيرة التعاملات الإنسانية والإختلاف بين الطبائع فيما بينهما. ولم يكتف تامر بتسليط الضوء على تلك العلاقة فحسب، ولكن أيضًا قدم من خلال سلسلة أفلام "عمر وسلمى" العلاقه ما بعد الزواج، والأبناء واستطاع بذكاء فني شديد أن يقدم ملف الأبناء فى قالب كوميدي اجتماعى، ولكن محمل بكم رسائل إلى الآباء والأمهات مما يلفت النظر إلى إعادة النظر لبعض القرارات، ليقتحم ملف مجتمعي شائك ويكرس الفن لخدمة القضية. نور عيني "رسالة نور لعيون أصابها الظلام" قدم الفنان تامر حسني من خلال فيلم "نور عيني" ملحمة إنسانية مختلفة حيث وصل رسالة هامة جدًا عبر بطلة العمل التى كانت ضريرة، أن الحب هو النور والحياة والسند والدعم، وأن الحب ينتصر مهما كانت التحديات، ورسالة ضمنية لأصحاب الإبتلاءات أن الأمل فى الحياة يساوي حياة. فيلم الفلوس "صراع فلسفي مع رحلة الفتن" هنا ناقش تامر حسني، فلسفة هامة ورسالة عظيمة من خلال صراع فلسفي عن طريق بطل العمل الذى يسعى إلى البُعد عن طريق الضلال، فى حين تظهر له الفتن طوال الوقت، ويقوم الصراع على نظره إلى أن كل منا يملك بداخله طريقًا للخير وطريقًا للشر، ورهان الإختيار رغم الصعوبة ولكن نتائجه تراها من خلال أحداث الفيلم الذي يناقش عدة أسئلة خطيرة ألا وهي "هل الإنسان مُسيّر أم مخّير؟"، "سينتصر في النهاية الشر أم الخير؟"، "الصداقة أم الفلوس؟"، "الحب أم المصلحة؟". مش أنا "رحلة الصراع بينك وبين الذات" يكون البطل في الفيلم مصاب بمرض نادر وهو "متلازمة اليد الغريبة"، حيث كانت يده اليُسرى تتحرك خارج منظومة ارادته، لتقودنا أحداث الفيلم لكمية رسائل للصراعات الداخلية بين أنفسنا وكيف تغلبنا النفس بعكس ما نتمنى من قرارات، وكعادة تامر حسني، يقدم كل رسائله الفنية الفلسفية بصبغة كوميدية لكي تصل إلى المتفرج بشكل أسرع وأكثر مفعولًا. تاج "ضربة بداية البطل الخارق" كعادته لا يقبل الفنان الاستثنائي تامر حسني، السير كثيرًا فى نفس الأماكن التى يرتادها، لا يقبل الروتينية ولا يستسلم للقوالب والجمود في أعماله الفنية، لذلك قرر أن يحمل السينما المصرية والعربية، إلى مكانة أخرى ويدخل عليها للمرة الأولى نوعية أفلام "السوبر هيرو" البطل الخارق، وبالفعل ضحى كثيرًا من أجل هذه التجربة من خلال التدريبات الشاقة والتحضيرات الضخمة التي استغرقت عدة شهور، ليقدم هدية للفن العربي وتنافس بلون جديد يحسب للسينما العربية في مضاهاتها للسينما العالمية.
مشاركة :