واشنطن تدفع بقوة لتحقيق تقارب سعودي إسرائيلي

  • 7/28/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - بحث مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الخميس مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في ملفي اليمن وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط حيث تدفع الولايات المتحدة باتّجاه تقارب سعودي-إسرائيلي، وفق البيت الأبيض فيما ترفض الرياض هذه الخطوة في ظل التصعيد الإسرائيلي ومتمسكة بخطة السلام العربية القائمة على القرارات الدولية. وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن ساليفان توجّه إلى جدّة للقاء ولي العهد وكبار المسؤولين السعوديين. وتعتبر مسالة التطبيع مسلة حساسة للغاية في المملكة رغم قيام دول خليجية وعربية بتوقيع اتفاقيات سلام في عهد الرئيس الأميركي الاسبق دونالد ترامب لكن الرياض تعتبر انه من الصعب اتخاذ هذه الخطوة في ظل السياسيات الاسرائيلية الحالية خاصة الاعتداءات في القدس وتوسع الاستيطان وعدم ضمان حقوق الفلسطينيين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعى لتطبيع العلاقات مع المملكة منتقدا في نفس الوقت عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران. وأوضح البيان أن ساليفان والأمير محمد بحثا في "الشؤون الثنائية والإقليمية بما في ذلك مبادرات لبلورة رؤية مشتركة لشرق أوسط أكثر سلاما وأمنا وازدهارا واستقرارا وترابطا مع العالم". وأشار البيان إلى أن المسؤول الاميركي تطرّق إلى "منافع الهدنة التي تم التوصل إليها في اليمن" و"رحّب بالجهود التي تقودها الأمم المتحدة لوضع حد للحرب". من جهتها أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" بأن الأمير محمد بن سلمان استقبل في جدة الخميس مستشار الأمن القومي الأميركي. وأوردت الوكالة السعودية أنه "تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تم استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد زار الرياض في حزيران/يونيو، وسعى خلال الزيارة للدفع باتّجاه تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. وعلى الرغم من عمق الروابط الأميركية-السعودية، شهدت العلاقات بين واشنطن والرياض في السنوات الأخيرة توترات على خلفية ملف حقوق الإنسان في المملكة، ولا سيما مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول. وحاولت السلطات الأميركية استغلال الملف للضغط على ولي العهد السعودي لكن القضاء في المملكة كشف كثير من حيثيات الملف وأدان عددا من المتورطين. وتدهورت العلاقات السعودية الأميركية عقب قرار المملكة تخفيض انتاج النفط بنحو 2.5 مليون برميل يوميا ضمن منظمة اوبك+ وهو قرار اثار غضب ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن حيث سارع الديمقراطيون لممارسة ضغوط على المملكة والتهديد بحظر السلاح الدفاعي وتفعيل قانون نوبك معتبرين خطوة المملكة دعما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مواجهة الضغوط الغربية بعد اجتياح الاراضي الاوكرانية في فبراير/شباط 2021. في المقابل اتخذت السعودية قرارات جريئة من خلال تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا العدوان والمنافسين البارزين للمصالح والنفوذ الأميركي في منطقة الشرق الاوسط والعالم. وعقدت الرياض اتفاقيات اقتصادية هامة مع بكين وموسكو وهو ما اثار مخاوف واشنطن التي سعت لتخفيف التوتر مع الرياض عبر إرسال عدد من المسؤولين للقاء نظرائهم السعوديين والعمل على حل الخلافات بعيدا عن التصعيد. إضافة إلى ذلك منح السعوديون الصين مدخلا إلى ديناميات العمل السياسي في الشرق الأوسط بعد نجاح وساطة قادتها في تحقيق تقارب بين السعودية وإيران وهو ما زاد من قلق الجانب الاميركي.

مشاركة :