اعتبر توماس فريدمان، الكاتب الأميركي في صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الحديث عن تقارب أو علاقات سعودية - إسرائيلية ساذج ويتصف بالغباء السياسي، مشيراً إلى أن السعودية ليست مستعدة لأن تكون بينها وبين إسرائيل أي علاقة من أي نوع، دون العودة إلى المبادرة العربية التي أطلقتها السعودية عام 2002. وقال فريدمان خلال جلسة نقاش في مؤتمر "سابان 17" السنوي الذي عُقِد في واشنطن، الأحد، إن الترويج لكذبة لقاء سري أو تعاون خفي بين السعودية وإسرائيل غير صحيح تماماً، بل هو ترويج غبي، بحسب تعبيره. وأضاف فريدمان: "لا أعتقد أن الحكومة السعودية ساذجة إلى هذا الحد لتقديم دليل يدينها في المنطقة، وهم متمسكون بمبادرة الملك عبدالله المطروحة في الجامعة العربية". وأفاد الكاتب الأميركي أنه استنتج خلال لقائه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أنه شخصية قوية ويطمح إلى تغيير الكثير في بلاده إلى الأفضل، مشيراً إلى أن السعودية تجري إصلاحاتها على جميع الطبقات، والتأثير الأقوى هو عندما بدأَت ذلك من الأعلى إلى الأسفل، وانعكاس ذلك ظهر جلياً في المجتمع السعودي بعد القرارات الإصلاحية الأخيرة. ونادى فريدمان بضرورة وجود اتفاق مشابه لـ"اتفاق الطائف"، لإنهاء كثير من الأزمات في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن "اتفاق الطائف" هو الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، وكان خريطة طريق لها في جميع أزمات دول المنطقة. وأشار إلى أنه عاش في بيروت فترة الحرب الأهلية اللبنانية، ورأى بنفسه تأثير "اتفاق الطائف" على الحياة هناك، وكيف استطاع رأب الصدع بين الأطراف المتنازعة، وقال: "نريد اتفاق الطائف في سوريا واليمن وليبيا والعراق".