الديوانيات.. تدعم الحركة الثقافية في المجتمع

  • 7/29/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سفر جميل ورشيق في ثنايا رحاب الحرف الذي لا يخفت بريقه، يأتي بوجهه المشرق ليسعد القلوب بالجمال، فهناك العديد من الكُتُب ترى وأنت تغرق في بحر قراءتها ما بين المدِّ والجزر أن عنوان الكتاب كان معبراً تماماً عن مضمونه، يشعل جذوة الفكر، مبلوراً ما احتوت صفحاته وهذا الوصف ينطبق على كتاب: «الديوانيات» للمؤلف عبدالعزيز بن سليمان الحسين، وقد قدم له د. عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري، والذي يسلط الضوء على مفهوم الديوانيات وأهدافها وموضوعاتها وآلية عملها. فكرة الكتاب لكل كتاب قصة، تبدأ من فكرة في مخيلة المؤلف حتى تنتهي، وعن فكرة الإصدار يقول المؤلف آل حسين: «إن ما دفعني إلى تأليف هذا الكتاب -كتاب الديوانيات- هو شغفي وحبي العظيم والكبير للعمل والاندماج حسين التاريخية في ديوانيتنا «ديوانية آل حسين التاريخية» ومتابعتي لعمل الديوانيات في منطقة الرياض، كونها تحظى بنصيب وافر من هذه المجالس والديوانيات؛ نظراً لما تحتضنه من كنوز علمية وثقافية كبرى، ويقطنها لفيف من الأدباء والعلماء والمثقفين والمفكرين على مستوى المملكة العربية السعودية ودول الخليج عامة. منذ صغري ووالدي -رحمه لله- وأعمامي وباقي أفراد الأسرة، اعتدنا على التعايش مع هذه الأجواء.. أجواء الاستضافات الثقافية والاجتماعية والأدبية وجميع الفنون، ولطالما استمتعنا بذلك؛ فقد عودنا آباؤنا على تنظيم المجالس وتهيئتها والعناية بها والاهتمام بأن تكون منارات نافعة. ومحاضن لكل خير وكل فضيلة، وأن تكون داعماً ويداً قوية مع الوطن.. وأن نهتم بنشر اللحمة الوطنية، وتعميم الخير في المجتمع بالإضافة إلى غرس الفضائل المجتمعية. هذا في الحقيقة أهم ما دفعني إلى محاولة استحضار بعض ما أعرفه شخصياً، وتسخير خبرتي في ديوانيتنا «ديوانية آل حسين التاريخية» ولأوظف خلاصة تجربتي للقارئ الكريم الذي ربما يكون بعيداً عن أجواء هذه الديوانيات والصالونات وأهدافها ومبتغاها وطرق عملها ونظامها وتأسيسها وتاريخها. كما أن إلحاح الكثير من الإخوة والأصدقاء ورواد الديوانية؛ الذين ما انفكوا يطالبونني شخصياً بأن أزودهم بعصارة معرفتي المتواضعة التي استسقيتها من والدي -رحمه الله- عن أعمال الديوانيات وكيفية انعقادها وتنظيمها. والكل يعرف في مجتمعنا السعودي؛ وهو مجتمع متكافل كريم مضياف؛ من أساس بيوته مجالس الضيوف.. فلا تكاد تخلو أي من مدن أو محافظات المملكة من ديوانية أو منتديات ثقافية تشكل رافداً مهماً وحيوياً يسعى لبناء ثقافة فاعلة ومتنوعة، تعكس المستوى الثقافي للمجتمع. ولطالما كانت الديوانيات قبلة للمثقفين والأدباء وأهل العلم والاقتصاد؛ لينشروا فيها من علمهم وثقافتهم المجتمع. ويلتقي بها المهتمون بحضور المحاضرات لينهلوا من يم علومها، ليساهموا في ترسيخ ثقافة الحوار والتواصل الاجتماعي، مع الحفاظ على الثوابت الشرعية واللحمة الوطنية.. وذلك توازنًا مع ما تقوم به وزارة الإعلام عبر وسائلها لنشر العلم والثقافة، والإحاطة بكل ما هو جديد وفريد ولتغدو منجزاً حضارياً مهماً. ومؤخراً فقد تطورت آليات عمل الديوانيات لتفعيل التعاون وتوسع دائرة المشاركة بداية باستقطاب المهتمين والبارزين، وصولاً إلى التنسيق بين الديوانيات والجامعات والمراكز الثقافية والعلمية. كما حرصت الديوانيات على تعزيز حضورها المجتمعي؛ ليغدو أكثر فاعلية لخدمة البلاد ضمن خطة التحول الوطني ورؤية 2030 التي تركز على دعم الحركة الثقافية في المملكة، وتنميتها على أساس الهوية العربية الإعلامية، والمشاركة الفاعلة من جميع أطياف المجتمع السعودي. كما اهتمت بتعميق الشراكات المتعددة مع المؤسسات الرسمية والأهلية، وتفعيل هذه الشراكات تطلعاً لمد جسور التعاون والتواصل مع الأدباء والمبدعين والمثقفين في شتى المجالات ومن شتى أنحاء المملكة والخارج».

مشاركة :