أصحبت العمارة القديمة، بنماذجها المتعددة، واحدة من أهم عوامل اجتذاب المعتمرين والسياح، في تنفيذ بناء الفنادق والمنتجعات والوجهات السياحية المنتجعات السياحية، خاصة في منطقة تاريخية مثل مكة المكرمة، والتي تمثل عمقاً تاريخياُ كونها منطلق رسالة الإسلام. مئات الشركات الاستثمارية، في التطوير العقاري، وخدمات المعتمرين، تحرص على أن تكون مشاريعها تحمل روحاً تاريخياً، تتناسب مع روحانية قبلة العالم مكة المكرمة. المتردد على أم القرى خاصة على أحياء مساكن المعتمرين، يلحظ الاتجاه الاستثماري في توظيف العمارة التاريخية، على واجهات الفنادق والمجمعات السكنية والإدارية والأسواق. من جهة أخرى، يشير المرشد السياحي أحمد القريبي، إلى أن توظيف بناء العمارة الدينية والمدنية، بما تحتوي من القلاع والحصون والأبراج والبوابات والأسوار والأقواس، أصبح الاتجاه الأهم، لجذب المعتمرين والسياح والمصطافين، لذلك نجد عشرات المشاريع الترفيهية والسياحية، ركزت على توظيف هذه العمارة، بها تحمله من مميزات ولفتات فنية، أحدثت نوعاً من الدهشة في أعين المترددين، وميزتها عن العمارة الحديثة. في الاتجاه ذاته، يرى المستثمر في قطاع الفنادق فهد الحربي أن الطرز المعمارية في مكة المكرمة والمدينة، في مجال بناء الفنادق والمجمعات التجارية والسكنية، يجب أن تتواكب مع روح تلك المدن وارتباطها بالتاريخ الإسلامي، مؤكداً على أن الاعتناء بالعمارة التاريخية، في المشاريع الفندقية والسياحية هي تخليد لهذه الثقافة، ورجوع مهم لواحد من أهم ملامح ثقافتنا الإسلامية، وأضاف: ولا شك أن إظهار القيمة الفنية والمعمارية في بناء مشاريعنا الاستثمارية وتحويلها بما ينسجم مع التطورات الحديثة والمستجدات من متطلبات العصر، كمواقف للسيارات والأسواق التجارية والعيادات الطبية، بحيث يصبح لنا عمارة منسجمة مع خواص العمارة القديمة التي عرفت بها مدننا التاريخية. العمارة التاريخية في كثير من البلدان المهتمة بالسياحة والترفيه وظفتها في التنمية واستغلت ذلك التراث المعماري بما يتوافق مع متطلبات الاقتصاد وأهدافه. في الطائف رصدت "الرياض" عشرات الشركات المتخصصة في السياحة والترفيه، توظيف القلاع أو ما يعرف بالقصبات المبنية بالحجارة، والتي كانت تستخدم كمبان دفاعية لحماية المدن والمزارع ومستودعات لحفظ الحبوب، بأن تكون أحد المعالم في تنفيذ المشاريع لجمالها وتاريخها، القادر على جذب جيل اليوم والأمس على حد سواء. توظيف العمارة القديمة أسلوب حديث في السياحة
مشاركة :