الفكرة كانت أن يجتمع ستة من رواد الأعمال، وتكون أمامهم مهمة قطع مسافة 130 كيلومتراً تقريباً، سيراً على الأقدام في صحاري ووديان وجبال عُمان مع بعض التحديات الأخرى، وكانت الرحلة بحسب المشاركين بها فرصة رائعة للتفاعل مع الطبيعة البكر، أما الرسالة التي يريد فريق أوتورد باوند عُمان، تحقيقها من خلال تنظيمه لمثل هذه الرحلات الخارجية المفعمة بالتحديات، فكانت لإطلاق المهارات والإمكانيات البشرية، ولإكساب الفرد المهارات اللازمة لمواجهة المستقبل بكل ثقة. يتحدث سلطان عامر الحسني، وهو أحد مدربي الفريق في عُمان عن هدف هذه الرحلات التي يتم تنظيمها فيقول: نرى أن الهواء الطلقَ مكان مدهش للتعلم، يأخذ الطلابَ بعيداً عن البيئات التي تعودوا عليها، ويوفر لهم فرصةً للتعلم من خلال التجربة، وهذا ينطلق من الإيمان بقوة وسحر التعلم من خلال المغامرة في البرية، بوصفها وسيلة لإبراز أفضل ما لدى الناس، وهي التجربة التي ستولد روحاً من الاحترام والتعاطف، نهدف من خلاله إلى توسيع قدرات المتدربين جسدياً وذهنياً، ونقوم بذلك بكل عناية واهتمام وسماحة تجاه الناس والبيئة الطبيعية. ويضيف: نعتقد بأن لدينا جميعاً إمكانات غير مكتشفة، ونحن نهدف إلى خلق لحظات تمكن المتدربَ من أن يرى ذاته، ويكتشف نفسَه كما لم يحدث من قبل، ويترجم هذه اللحظات إلى دروس في الحياة اليومية إلى جانب تطوير قدراته من ناحية التقدير العميق للتوازن بين المخاطر والمكافأة والمسؤولية، فنحن نريد أن يخوض الناس تجارب مكثفة مع تبعات حقيقية ونتائج قوية وإيجابية لا تُنسَى. ويمكن وصف سلطان بأنه يمتلك خبرة لا يستهان بها، فقد عمل في كل من ميناء السلطان قابوس ومطار مسقط الدولي لعدة سنوات، وتعامل مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم، ولطالما أحب سلطان قضاء وقت فراغه في التخييم والصيد ولعب كرة القدم والسباحة، كما أنه سافر عبر معظم أرجاء السلطنة، مما جعله مثالياً لهذا العمل. يتحدث سلطان عن الحاجة لمثل هذه الدورات اليوم، بوصفنا نعيش في عالم متسارع يحمل كثيراً من الضغوط خلال مرحلتي التعلم ثم العمل، يقول: لقد تغير العالم تغيراً كبيراً منذ العام 1941، ولكن الضغوط والقضايا التي يواجهها الشباب، في عالم اليوم، هي أقوى وأعمق من أي وقت مضى، ونرى أن دوراتنا تستمر في تقديم مساهمة كبيرة لتنمية قدرات الشباب ومساعدتهم في بناء الثقة والشخصية، وإعدادهم لمواجهة التحديات التي يواجهونها في الحاضر أو المستقبل. وشهد العقد الماضي تنامي مستوى النقاش حول طريقة رعاية الشباب، فضغوط الامتحانات التي لا تنتهي، والتكنولوجيا التي تعزل الشباب عن أقرانهم، والقنبلة الموقوتة للسمنة، والحد من الاتصال مع البيئة، والحماية الزائدة للأبناء من آبائهم، ليست سوى مجرد أمثلة قليلة من القضايا الكثيرة التي تهم الشباب والمعلمين والمجتمع بأسره اليوم. ويضيف: وبوصفها منظمة دولية، فأوتدور باوند، تمتلك برنامجاً شاملاً ودقيقاً للسلامة معمولاً به لضمان توفر دورات ذاتِ جودة عالية في بيئة آمنة وداعمة. وبالإضافة إلى المراجعات الداخلية وتقييم المخاطر التي نُجريها، تخضع أوتورد باوند عُمان، لفحص خارجي مِن قِبل أوتورد باوند الدولية، وقد ظللنا نرحب بالشباب الراغبين بالالتحاق بأوتورد باوند، منذ أكثر من 60 عاماً، ونتيجةً لذلك تراكمتْ لدينا خبرة كبيرة في مجال إدارة السلامة، ونتمتع بسجل نُحسد عليه في هذا المجال. حشر بن خميس المنذري، الرئيس التنفيذي لشركة العلامة للتسويق كان واحداً من المشاركين في هذه الرحلة، وعن دافعه للمشاركة، يقول: الصحراء أرض المتناقضات، يسير المسافر فيها، فتكون عدوه الأول، ويستوطنها فتكون بيته وملاذه.. هذا التناقض مغرٍ بما يكفي لاكتشاف سر جغرافية المكان الذي سكن فيه أجدادنا على الرغم من قحطه وشظف العيش فيه، فالرحلات القصيرة لم تكن كافية للإحاطة بكل تفاصيل القفار. وجميعنا عندما سمع قصص الأجداد في السير لأيام على الأرجل، وجدها صعبة التخيل، والحكايات عن قطع مسافات مهولة كالحج سيرا على الأقدام كانت أقرب للخرافة؛ كل ذلك جعل فكرة التجربة تقدح في الرأس على الدوام، حتى أتت الفرصة من أوتورد باند عمان، وستارتب عمان، في مبادرة تضع الكثير من الأفكار والتصورات تحت مشرط التجريب، بعيداً عن مكيف الهواء في السيارات، وفنادق الخمس نجوم. وإن كان فكر مطولاً قبل المشاركة يقول: ترددت أولاً، فمدة أسبوع بعيداً عن المكتب، يعني تراكم الكثير من الأعمال، لكن ألا يمكن أن تكون هذه التجربة درساً تعليمياً مفيداً في العمليات التجارية ككل؟ فالتعامل مع 5 أشخاص لا تعرفهم في تحقيق هدف ملموس على الأرض، يعني الكثير من الإدارة والتخطيط، لذلك وافقت على الرحلة، وكنت متحمساً لها. وعن الأفكار التي خرج بها بعد أسبوع من السير في الخلاء يختم قائلاً: انطلقت في رحلة في ظروف قاسية نسبياً، لكنها مدرسة تعلم منتسبيها الكثير من الإدارة والقيادة وإدارة الموارد وإدارة الوقت، استمتعت جداً بهذه الرحلة والدرس الكبير الذي تعلمته أن لكل إنسان قوى مستترة عليه أن يقهر ألمه ليظهرها.
مشاركة :