أثار انخفاض الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى مستويات غير مسبوقة حيرة العلماء. ونقلت شبكة سي إن إن الأخبارية عن العلماء قولهم: إن الجليد البحري لم يعد إلى المستويات المتوقعة في فصل الشتاء بل وصل إلى أدنى مستوياته لهذا الوقت من العام منذ أن بدأت السجلات قبل 45 عاماً. ويتقلص الجليد البحري في القطب الجنوبي عادة إلى أدنى مستوياته بنهاية فصل الصيف في القارة في شباط ثم يتراكم الجليد البحري مرة أخرى خلال الشتاء. وانخفض الجليد بنحو 1.6 مليون كيلومتر مربع ليكسر أدنى مستوياته المسجلة العام الماضي. وفي منتصف تموز هبط الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية بنحو 2.6 مليون كيلومتر مربع وهي مساحة كبيرة. ويرى العديد من العلماء أن تغير المناخ قد يكون محركاً رئيسياً لاختفاء الجليد. بدوره قال تيد سكامبوس عالم الجليد في جامعة كولورادو بولدر: إن هناك عدة عوامل تؤدي إلى فقدان الجليد البحري بما في ذلك قوة الرياح الغربية حول القارة القطبية الجنوبية والتي ارتبطت بزيادة حرارة الكوكب. وفي أواخر شباط الماضي وصل الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى أدنى مستوياته منذ 45 عاما إذ بلغ 691 ألف ميل مربع وقد يشير هذا الشتاء غير المسبوق إلى تغيير طويل الأمد للقارة المعزولة. ويلعب الجليد البحري دوراً حيوياً في استقرار النظام البيئي وفي حين إنه لا يؤثر على نحو مباشر على ارتفاع مستوى سطح البحر إذ أنه يطفو في المحيط إلا أن له تأثيرات غير مباشرة. وقد يتسبب اختفاء جليد القارة المتجمدة في تعرض الصفائح الجليدية الساحلية والأنهار الجليدية للأمواج القوية ومياه المحيطات الدافئة ما يجعلها أكثر عرضة للذوبان والانفجار. ويمكن أن يكون لنقص الجليد البحري أيضاً تأثيرات كبيرة على الحياة البرية بما في ذلك الكريل الذي تتغذى عليه العديد من حيتان المنطقة وطيور البطريق والفقمة التي تعتمد على الجليد البحري للتغذية والراحة. كما يسهم الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية في تنظيم درجة حرارة الكوكب ما يعني أن اختفاءه قد يكون له آثار متتالية تتجاوز القارة.