(الجدارة تختبئ وينبغي البحث عنها) - حكمة عالمية - في دراسة حديثة ومهمة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية للباحث السياسي محمد العربي بعنوان: «دعاية الإرهاب: تنظيم داعش وإسترتيجية عمله» اتضح أن تنظيم داعش يدير إعلاماً يُوازي ما استخدمته نظم قمعية سابقة كالفاشية والنازية والشيوعية ولكن باستخدامه للتكنولوجيا وأن إعلامه ليس فقط صور الرؤوس والأشلاء المقطوعة بل هناك صور أخرى يبثها لاستقطاب الجمهور تبين سلطة تنظيمه وإدارته لشؤونه العامة، وأن هذا التنظيم يطوّر مؤسساته الإعلامية لتشابه الإعلام الجماهيري وهو يستخدم الإعلام المجتمعي بشكل مكثف. الدراسة تؤكد استغلال داعش لشبكة تويتر، ومن المعروف أن كثيراً ممن انتسبوا إلى تنظيم داعش تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. داعش لا تتحرك بصورة مرتبكة هي تستهدف جمهوراً متنوعاً ما بين متعاطف تجنّده ومعارض تُرهبه بآلتها الحربية. كما أنها توجه رسائلها الإعلامية إلى الرأي العام لتعزيز قوة سيطرتها ونفوذها. الحرب الإعلامية مع داعش ينبغي أن تنطلق من الاهتمام بقوة وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك وغيرها واستثمارها في توعية الجمهور بخطرها دون الانزلاق إلى فخ تضخيم صورة هذا التنظيم. على سبيل المثال أشارت مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية إلى أن نشاط التطبيق في نشر التغريدات بلغ حجماً قياسياً خلال إحدى هجمات «داعش» لتبلغ حدود 40 ألف تغريدة في اليوم الواحد، استخدم النظام تطبيق معين لإرسال صورة أحد مقاتلي داعش ينظر إلى علم التنظيم يرفرف فوق بغداد وعبارة «إننا قادمون يا بغداد» مصاحباً لتقدّم «داعش» نحو المدينة، وبدأ مئات مستخدمي التطبيق بإرسال آلاف التغريدات التي تضمَّنت الرسالة التي انتشرت بشكل جعل متجر جوجل لاحقاً يزيل التطبيق لمخالفته الأنظمة إذ إن عملية بحث عن كلمة بغداد على موقع «تويتر» كان ينتج منها ظهور تلك الصورة. هذه الرسالة أو الصورة كانت بالتأكيد كافية لترهيب سكان المدينة. وهي ما أشارت إليه الدراسة السابقة من استخدام داعش لموضوعات سينمائية تظهر بطولتهم. حرب الإعلام مع داعش ليست سهلة وتحتاج إلى استثمار صحيح للإعلام الجديد يتجاوز الإعلام التقليدي بإمكاناته المتواضعة في هذا الوقت من الزمان وهي تحدٍ كبير لإمكاناتنا كأمّة مناهضة للتنظيم وأهدافه.
مشاركة :