أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي اليوم (الاثنين) السعي لوقف الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان، رافضا ما يحصل فيه لأنه "يكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة". وقال ميقاتي خلال كلمة في مستهل اجتماع للحكومة "نتابع مع الجيش والقوى الأمنية هذا الملف ونسعى لوقف هذه الاشتباكات"، بحسب تصريح لوزير الإعلام زياد المكاري عقب الاجتماع. وأضاف "لا نقبل استخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين". وأكد أن "الجيش يقوم بواجبه لمعالجة هذه المسألة، وما يحصل مرفوض بالمطلق لكونه يكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة، وعلى كل مقيم على الأراضي اللبنانية أن يحترم السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة". وتابع "اتصلت بالأمنيين وخصوصا مخابرات الجيش واستوضحت منهم عن الوضع، حيث تبين أن هناك وقفا جديا لإطلاق النار، لكن هناك جهات خارج هذا الاتفاق تقوم بخرقه بصورة مستمرة". وعُقد اليوم في مدينة صيدا اجتماع بين ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية لبحث سبل وقف الاقتتال في المخيم، وأعلن بعده عضو البرلمان عن مدينة صيدا أسامة سعد الاتفاق على وقف إطلاق النار وسحب المسلحين، لكن الاتفاق لم ير النور مع استمرار المساعي من أجل تنفيذه على الأرض وتثبيته. وتواصلت اليوم الاشتباكات التي اندلعت ليل السبت-الأحد بين عناصر من حركة فتح وناشطين إسلاميين في مخيم عين الحلوة بوتيرة متقطعة، فيما أفاد موقع ((النشرة)) الإخباري بارتفاع حصيلة القتلى إلى 11 والعدد الإجمالي للإصابات إلى 37. بدوره، أغلق الجيش اللبناني طرقا محاذية للمخيم تفاديا للتعرض للرصاص الطائش، بحسب ((الوكالة الوطنية للإعلام)) اللبنانية الرسمية. كما عزز الجيش اجراءاته الاحترازية بعدما أدى سقوط قذيفة أمس على أحد مراكزه لإصابة عسكريين بجروح حيث حذر بعدها في بيان من مغبة تعريض مراكزه وعناصره للخطر، مؤكدا أنه سيرد على مصادر النيران بالمثل. وخلفت الاشتباكات دمارا وأضرارا كبيرة في المخيم كما أدت إلى شلل الحركة وإقفال المؤسسات في مدينة صيدا التي ترددت فيها أصوات طلقات الرصاص وانفجارات القذائف التي طاولت إحداها سوق الخضار في المدينة بدون إصابات. وكانت الاشتباكات قد اندلعت إثر محاولة اغتيال تعرض لها ناشط إسلامي بعد إقدام مسلح مجهول على إطلاق النار باتجاهه وإصابته بجروح، ثم تصاعد الوضع عقب مقتل قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد ابو اشرف العرموشي في كمين مسلح. ويشهد مخيم عين الحلوة، الذي يعد أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، عمليات تفجير واغتيال واشتباكات مسلحة بين الحين والآخر على خلفية الصراع السياسي والسيطرة والنفوذ الأمني بين عدد من الفصائل والتنظيمات.
مشاركة :