الكرملين: الأسلحة الغربية لأوكرانيا تطيل أمد الصراع

  • 8/1/2023
  • 00:12
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رد الكرملين على المفاوضات الخاصة بالضمانات الأمنية الغربية المحتملة في المستقبل بالنسبة لأوكرانيا، بالتحذير من تدهور الوضع الأمني في أوروبا. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن الضمانات الأمنية الثنائية المحتملة لأوكرانيا، من شأنها أن تخل بمبادئ العلاقات الدولية، ويجب ألا تأتي على حساب احتياجات روسيا. وأضاف بيسكوف "في رأينا، لن يؤدي ذلك إلا لمزيد من التدهور في الوضع الأمني بالقارة الأوروبية". يذكر أن روسيا ذكرت مرارا أن أمنها مهدد بتطلعات أوكرانيا للتقارب بصورة أكبر مع الغرب، بما يشمل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو". وأكد التحالف الدفاعي مرارا أنه لا يشكل تهديدا بالنسبة لروسيا. ومن جانب آخر، أعلن سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي أن الضربات على المنشآت العسكرية الأوكرانية "ازدادت بشدة" ردا على الهجمات على الأراضي الروسية. وكان يؤشر خصوصا إلى هجمات بطائرات مسيرة استهدفت شبه جزيرة القرم أو الأراضي الروسية، كما حدث في موسكو الأحد الماضي حيث لحقت أضرار طفيفة بمبنيين في حي تجاري. وقال "نظرا لتطور الوضع، تم اتخاذ خطوات إضافية لتحسين الدفاعات ضد الهجمات الجوية والبحرية". كما أكد أن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ أوائل حزيران (يونيو) بعد أشهر من الاستعداد، "غير مثمر"، مشيرا إلى أن "الأسلحة الغربية المقدمة لا توصل إلى النجاح، بل تؤدي فقط إلى إطالة أمد الصراع". وفي وقت سابق، وصف الكرملين هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت موسكو بأنها "أعمال يائسة" من قبل أوكرانيا بسبب نكسات في الميدان. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عد هذه الضربات تؤشر إلى وصول الحرب داخل روسيا. وقال "تدريجيا، الحرب تعود الى أرض روسيا، تطول مراكزها الرمزية وقواعدها العسكرية، وهذا مسار لا مفر منه، طبيعي، وعادل بلا ريب". وأكدت روسيا أن الهجوم المضاد الأوكراني لا يمضي كما كان مخططا له وأن أوكرانيا تهدر أسلحة بمليارات الدولارات زودها الغرب بها. وقال سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي في مؤتمر عسكري إن أوكرانيا "تدفع باستماتة بقوات جديدة" إلى هجمات على مواقع روسية، لكنها فشلت في تحقيق تقدم. تقول أوكرانيا إنها تحرز تقدما تدريجيا، وإن كان أبطأ مما ترغب فيه، وذلك منذ أن شنت هجومها المضاد الذي طال ترقبه في أوائل (يونيو) حزيران على مواقع روسية جيدة التحصين. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لصحافيين إن "الموارد التي أرسلها حلف شمال الأطلسي بمليارات الدولارات إلى نظام كييف يجري في الواقع استهلاكها دون كفاءة أو جدوى". وأضاف أن كييف لهذا السبب تلجأ إلى "تصرفات يائسة" مثل شن هجوم بطائرات مسيرة على حي الأعمال بموسكو. وقال بيسكوف للصحافيين إن "جميع التدابير الممكنة" يجري اتخاذها في موسكو وغيرها للحيلولة دون مثل هذه الهجمات. واستهدف هجوم أوكراني بطائرة مسيرة مركزا للشرطة الروسية في منطقة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا ليل الأحد الإثنين، دون أن يؤدي الى سقوط ضحايا، وفق ما أعلن مسؤول محلي. وقال ألكسندر بوجوماز حاكم المنطقة إن "القوات الأوكرانية هاجمت خلال الليل مقاطعة تروبتشفسكي... أصابت طائرة مسيرة مركز الشرطة في هذه المقاطعة. لا ضحايا"، مشيرا الى تعرض النوافذ وسقف المبنى لأضرار جراء الهجوم. ومنذ بدء أوكرانيا هجوما مضادا لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها مطلع حزيران (يونيو)، تزايدت الهجمات بالطائرات المسيرة على الأراضي الروسية أو شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. وأعلنت السلطات الروسية الأحد أنها أحبطت هجومين ليليين شنتهما طائرات أوكرانية بلا طيار على موسكو التي أقفل مطارها الدولي فترة وجيزة، وعلى شبه جزيرة القرم دون أن يتسببا في وقوع إصابات. وكانت الهجمات التي تستهدف موسكو ومنطقتها، الواقعتين على مسافة نحو 500 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا، نادرة في مطلع الحرب. إلا أنها تزايدت في الأشهر الماضية، وكان من أبرزها هجوم استهدف الكرملين في أيار (مايو). ومن جانب آخر، قال قسطنطين كوساتشيف نائب رئيسة مجلس الاتحاد الروسي "مجلس الشيوخ"، إن الولايات المتحدة قد تصعد الصراع الأوكراني عام 2024، إذا احتاج أحد الأحزاب إلى أصوات إضافية فيما يتعلق بسباق الانتخابات الرئاسية الجاري بالبلاد. ووفقا لوكالة تاس الروسية للأنباء، قال كوساتشيف في مقابلة مع موقع "أيه آي إف" الروسي الإلكتروني، إن "هذا وضع خطير للغاية، لأن الأمريكيين لا يخشون استخدام السياسة الخارجية في تنافسهم الحزبي. إذا شعر أحد الأحزاب إلى الحاجة إلى تصعيد الوضع في أوكرانيا من أجل جني مزيد من الأصوات في الانتخابات، سيفعل ذلك. لذا فإن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي ستختتم في 2024، ستكون حدثا مروعا، إن لم يكن كارثيا". ووفقا لكوساتشيف، قد يزيد تصعيد الصراع العسكري أكثر من خلال استخدام أنواع أثقل من الأسلحة، من احتمال استخدام أسلحة نووية. وشدد عضو البرلمان قائلا إنه "لحسن الحظ، لم نصل بعد إلى هذه العتبة. غير أن هناك أخطارا للوصول إليها". وقال عضو مجلس الشيوخ الروسي إن واشنطن أقنعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتخلي عن أي مفاوضات مع روسيا العام الماضي، وليس لديها خطط للعودة إلى مسار المفاوضات.

مشاركة :