دعت رابطة الجامعات الإسلامية خلال ندوتها العلمية حول "دور الإعلام في إثراء الحوار بين الحضارات" إلى ضرورة العمل على ترسيخ المشتركات الثقافية والقيم الإنسانية بين مختلف الشعوب والحضارات والعمل على تعظيمها في إطار احترام الخصوصية الثقافية والعقائدية لكل حضارة. وأكدت الندوة في توصياتها الختامية وفقًا للبيان الصادر عن رابطة الجامعات الإسلامية بالقاهرة اليوم، أن الحوار بين الحضارات هو السبيل الوحيد والاختيار الأمثل لاستمرار الحياة في مقابل مروجي الكراهية ومنظري الصراع بين الحضارات، مطالبة بتوفير الحماية والتحصين الفكري للشباب والنشء ضد كل محاولات تزييف الوعي وغسيل الأدمغة لصالح قوى إقليمية ودولية تسعى للسيطرة ونشر أفكارها. وشدد المشاركون على ضرورة اهتمام المؤسسات التربوية والتعليمية والدينية والإعلامية بنشر قيم التسامح والوسطية وقبول الأخر، ووضع إستراتيجيات مشتركة نابعة من الفهم الصحيح للدين وتنقية الخطاب الديني من دعاوي الفرقة والصراع ونبذ الآخر وإقصائه، داعين المؤسسات والمنظمات الدولية للقيام بواجبها في مساندة أوجه الحق والعدل والمساواة بين مختلف الدول والشعوب في إطار مهمتها في خدمة البشرية جمعاء، وتحقيق مصالح المجتمع الدولي عامة. وطالبوا بوضع إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف وتوسيع دائرة المواجهة والعمل على محاصرة المتطرفين أفرادًا وجماعات ودولًا وتمكينيهم من نشر أفكارهم الهدامة، وبناء شراكات دولية سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية واسعة لمحاصرة التطرف والإرهاب والدعوة للصراع بين الحضارات. كما دعا المشاركون الجامعات العربية والإسلامية إلى تبني أفكار وإبداعات جديدة من شأنها إثراء الحوار وتعميق التواصل الحضاري والإنساني، وتعظيم التعاون والتنسيق بين المؤسسات التعليمية والإعلامية في الدول العربية والإسلامية وبقية دول العالَم لوضع أَسس جادة وفاعلة للحوار، مطالبين دول العالم ومؤسساته المختلفة إلى احترام العقائد والرموز الرئيسة لمختلف الشرائع وعدم الاعتداء عليها. وأشاروا إلى أهمية تشكيل فريق عمل من العلماء والباحثين والمفكرين في مختلف الجامعات والمؤسسات الثقافية والإعلامية ليكونوا سفراءً لمبادرة "بناء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب في مختلف دول العالم"، داعين وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية التركيز على إبراز الوجه الحضاري للإسلام وإسهامات العلماء المسلمين في مختلف مجالات العلم والأدب والفنون الإنسانية. ونوّه المشاركون بضرورة إنشاء مرصد إعلامي شامل لوسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي لرصد كل ما يُسئُ إلى الحوار بين الأديان.
مشاركة :